احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / بمباركة سامية من جلالته.. الأوقاف والشؤون الدينية تدشن “مصحف مسقط الإلكتروني”

بمباركة سامية من جلالته.. الأوقاف والشؤون الدينية تدشن “مصحف مسقط الإلكتروني”

المصحف يبرز اللغة العربية وخطوطها وجماليات فن الرسم العثماني ويساعد الباحثين والدارسين للاستفادة من نصوص القرآن الكريم

مراجعة المصحف وتدقيقه لمدة ثلاث سنوات من خلال لجنة في مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف

تغطية ـ مصطفى بن أحمد القاسم وعيسى اليعقوبي: تصوير ـ سعيد بن خلف البحري:
بمباركة سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ دشنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية صباح أمس “مصحف مسقط الإلكتروني” برعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة وذلك بالمحكمة العليا بحضور معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية وعدد من اصحاب المعالي الوزراء والسعادة الوكلاء وشخصيات اسلامية وعربية من بينهم الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر والدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية والدكتور محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، حيث يُعد “مصحف مسقط الإلكتروني” سابقة فريدة من نوعها من حيث طباعته الإلكترونية والذي يعتبر ثاني مصحف مطبوع غير مخطوط والأول إلكترونياً عالمياً كما أنه يحوي تراكيب خطوط النسخ المتفق عليها حسب الرسم العثماني والغاية من ذلك إبراز اللغة العربية وخطوطها وجماليات فن الرسم العثماني وفتح الباب للباحثين والدارسين للاستفادة من نصوص القرآن الكريم وتشكيل مصاحف جديدة حسب خط النسخ الموافق للرسم العثماني المتاح عبر مصحف مسقط الإلكتروني مع ملاحظة أن إجازة أي مصحف جديد لابد أن يمر عن طريق لجنة مراجعة المصحف بالأزهر.
في بداية تدشين مصجف مسقط الالكتروني ألقى الدكتور سالم بن هلال الخروصي مستشار الوعظ والارشاد بمكتب وزير الاوقاف والشؤون الدينية كلمة قال فيها: لقد كان القرآن ومازال رغبة الراغب، وقصد الطالب، ولسان الخطيب، وحجة الأريب، ومنهل العلماء، ومنطق البلغاء، ومرتقى الأولياء، وميزان الحكماء وهو ملاذ الدين الأعلى وعماد لغة العرب الأسمى ودستور الخالق لإصلاح الخلق وقانون السماء لهداية الأرض، فإليه سمت النفوس قصداً واتجهت الأذهان بحثاً ورصداً، فبحفظه حفظت لغتنا وعلى هديه تربت شبيبتنا وعن علومه ومعارفه تفجرت ينابيع الحكمة توقيفاً وتوفيقاً فظهر إعجازه في لفظه ورسمه وخبره.
عصر العولمة والفضاء الإعلامي المفتوح
وقال الخروصي: لذلك كله كان القرآن الكريم موضع العناية الكبرى من الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته ومن سلف الأمة وخلفها جميعاً إلى قيام الساعة واليوم تبدو الحاجة إلى هذا الكتاب العزيز أكثر من أي وقت مضى للاغتراف من معينه الخالد والإرتقاء بالأجيال لفهم آياته وإدراك مضامينه خاصة في هذا العصر .. عصر العولمة والفضاء الإعلامي المفتوح والتقنية المتسارعة والمتطورة والتي بان عنها مصطلح الدولة الذكية.
وأضاف: إن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الى جانب دورها في نشر الوعي الديني حول ما اشتملت عليه دفتي الكتاب الكريم عبر المدارس القرآنية والوعظ والإرشاد قامت بطباعة مصحفي عمان والعماني وتدشينهما الأول عام 1427هـ الموافق 2006م والثاني 1429هـ الموافق 2008م ليضيفا إلى جهود العمانيين عبر التاريخ في خدمة كتاب الله لبنة جديدة وصرحاً منيعاً لحضارة عمان الخالدة.
وها هي اليوم تطلق “مصحف مسقط الإلكتروني” تزامناً مع نفحات شهر رمضان المبارك وقبيل ثلثه الأخير ثلث العتق من النار وثلث ليلة القدر التي ابتدأ نزول القرآن الكريم فيها على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليضيف إلى روحانية هذا الشهر مأدبة إيمانية جديدة تنهل منها الأمة لخير حاضرها ومستقبلها.
واضاف الخروصي: إن مصحف مسقط الإلكتروني جاء فريداً في ابتكاره إذ يعد ثاني مصحف مصفوف بعد مصحف الملك فؤاد الذي لم يكتب له أن يُرقم إلكترونياً، كما أنه أول مصحف يهتم بخطوط النسخ التي اشتمل عليها الرسم العثماني وتراكيبها إزاء كل كلمة في كتاب الله تعالى مما يتعدد معها أشكال الكلمة و طريقة مدها حسب كتابات المصحف المختلفة مما اتفق عليه جمهور علماء القراءات، وتأتي أهمية هذا المصحف أيضا فبجانب أنه مورد الباحثين والدارسين في الدراسات القرآنية فهو أيضا موردا للمهتمين باللغة العربية وجماليات خطوطها، كما يعد لبنة جديدة في تعليم الخط العربي وسبيلاً من سبل تنشئة الشبيبة للحفاظ على اللغة الأم في وقت تواجه فيه العربية تحديات شتى في عالمنا المعاصر.
الأول عربيا
وتابع الخروصي كلمته قائلاً: إن مصحف مسقط الإلكتروني سبب رئيس في عضوية السلطنة لدى اتحاد الترميز العالمي “اليونكود” فبعضوية الوزارة في هذا الاتحاد نكون الأول عربيا ممن يحصل على هذا السبق وبذلك نكون قد ساهمنا في حفظ الكتاب العزيز من منطلق حفظ الله تعالى له.
وبذلك تتمتع الوزارة بحقوق الملكية الفكرية لهذا المشروع لكي نبدأ بعدها خطوة إدارته وتشغيله عبر تدريب أطر الوزارة على هذا المجال و كذلك حفظ اللغة العربية كما يعد منجزا عمانيا يسجل لدى اتحاد الترميز العالمي “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.
وقال: إننا في السلطنة لا ندعي بهذا الإصدار أننا قد استوفينا أبعاد رسالة القرآن ولكن حسبنا في ذلك أننا فتحنا باباً واستدعيناه إلى ساحة التفكير والتدبر وقدمنا بعض الملامح والرؤى لعل ذلك يشكل مساهمات و بصائر على طريق خدمة القرآن واسترداد دوره في الحياة بإلهام وتوجيه من باني نهضتنا ومشيد حضارتنا المعاصرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
وفي كلمة لمعالي عباس شومان وكيل الأزهر بجمهورية مصر العربية قال فيها: يحمد للسلطنة أن ما أقدمت عليه إنتاج مصحف مسقط الإلكتروني هذا المصحف الفريد بين اخوانه في مجاله، يتميز بالخصائص التي لا توجد في غيره من المصاحف الإلكترونية، نسأل الله عز وجل أن يكون هذا العمل في ميزان من فكر فيه وفي ميزان من عمل وأنفق فيه.
وفي كلمة لسعادة الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية خلال حفل التدشين قال فيها: في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف ولشؤون الدينية بالسلطنة في مجال العناية بالقرآن الكريم وخدمته وبيان روعة القرآن شكلاً ومضموناً، فقد تمت مراجعة مصحف مسقط الإلكتروني من خلال لجنة المصحف في مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف حيث بذلت اللجنة جهوداً حثيثة عبر ثلاث سنوات في التدقيق والمراجعة ومراعاة مطابقة رسم المصحف للرسوم المعتمدة لدى المعنيين بكتابة المصحف الشريف، وهذا المصحف يعد إضافة حضارية لتلبية احتياجات المسلمين في مختلف أنحاء العالم من خلال توظيف الفضاء الالكتروني للإستفادة من هذه المبادرة المتميزة التي تعد خدمة لكتاب الله عز وجل وإضافة للجهود المتميزة التي تبذلها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطنة.
وفي كلمة لطوماس ميلو منفذ المشروع قال فيها: عمل فريق مدرب ومهني على مشروع مصحف مسقط الالكتروني، وبفضل تاريخ السلطنة الغني والمتنوع كأمة بحرية، تقف عمان على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، ومن زيارتي الأخيرة أعجب كل من الانفتاح على العالم والعزم على تعزيز الفرص التعليمية وتوسيع القدرات التكنولوجية.
وقال: أهنئ السلطنة اليوم على إطلاق القرآن الكريم الإلكتروني في مسقط، الذي سيكون بمثابة شهادة رقمية للناس في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر القرآن الكريم من أولى اهتمام المسلمين جميعاً على مر العصور فهو الدستور الخالد للأمة الإسلامية وهويتهم عبر تاريخ حضارتهم الإسلامية منذ فجره وحتى اليوم.
وحظي المصحف الشريف باهتمام المسلمين منذ جمعه في مصحف واحد بأمر من الخليفة الراشد أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ ونسخه إلى الأمصار في عهد الخليفة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ والسلطنة منذ تاريخ دخولها في الإسلام بداية من العام الثامن للهجرة الشريفة بذلت جهودا عظيمة في نسخ كتاب الله تعالى و نشره وأبرز ملامح هذه الإنجازات مصحف العلامة عبدالله بن بشير الصحاري عام 1157هـ ومصحف الناسخ خميس بن سليمان الحارثي 1186هـ ومصحف مسعود بن خلفان الريامي 1249هـ ولاشك أن قبلها وبعدها جهود مختلفة تضاف إلى هذا الأرث الحضاري البارز.
وفي هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بذلت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية دوراً واضحاً في نشر كتاب الله تعالى بدءاً من طباعته ومرورا بتعليمه في مدارس القرآن الكريم على يد نخبة من معلمي القرآن في كافة مناطق وولايات السلطنة وانتهاءً بنشر الوعي الديني حول مضامينه وأحكامه ومبادئه عبر الأطر الوعظية والإرشادية وربط قضايا العصر والمجتمع بأحكامه وتوجيهاته من خلال سلسلة البحوث والدراسات والندوات المختلفة.
الاهتمام بالقرآن الكريم
الجير بالذكر ان وزارة الأوقاف والشؤون الدينية قد وضعت ومنذ تأسيسها عام 1997م نصب أعينها الاهتمام بالقرآن الكريم، حيث قامت ولأول مرة بطباعة مصحف عمان بخط التركي توران سوكيلي 1427هـ يوافقه 2006م وبعده المصحف العماني بخط المصري عمرو القدوسي وإشراف الخطاط العماني الشيخ سالم البلوشي 1429هـ يوافقه 2008م.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى