حتى تكون أحد السدود المانعة لظاهرة التصحر تتجه أودية السلطنة للاكتساء بالأخضر عبر مبادرة الأودية الخضراء، والتي تحقق حماية للبيئة مع مظهر جمالي يحقق عوائد اقتصادية وسياحية.
فهذه المبادرة تعمل على إعادة التوازن الطبيعي والبيئي للأودية بالسلطنة، وذلك بأشجار برية محلية عمانية للحفاظ على الغطاء النباتي وتنميته، والحفاظ على الأشجار البرية العمانية من الانقراض والتدهور.
وتدشينًا للمبادرة عمل المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني استزراع 600 شتلة من الأشجار البرية المحلية العمانية كالسدر والغاف والسمر، وذلك في وادي الأنصب بولاية بوشر في محافظة مسقط.
ومن خلال 10 مجموعات عمل تضم 150 مشاركًا تم التعريف بالطرق العلمية الصحيحة لعملية استزراع الأشجار المحلية، كما تم تنظيف وادي الأنصب من بعض المخلفات والنفايات التي توجد به، مع التوعية بأهمية الحفاظ على الغطاء النباتي بالسلطنة، وكذلك الحفاظ على الأشجار المحلية العمانية وأهميتها البيئية والطبيعية ودورها في إعادة التوازن البيئي والفطري للمنطقة التي توجد بها .
وما يعزز من نجاح واستمرارية هذه المبادرة هو ما تتميز به السلطنة من وجود غطاء نباتي فريد بحكم موقعها الجغرافي المتميز، حيث تم تسجيل ما يزيد على (1295) نوعًا من النباتات في مختلف محافظات السلطنة، منها حوالي (136) نوعًا أو فصيلة نباتية مهددة بخطر الانقراض والتدهور، كما أن السلطنة حباها الله ـ عز وجل ـ بوجود أودية ذات مياه مستمرة طوال العام من حيث الجريان أو بوجود مسطحات مائية بجانبها، والتي تفيد في سقي الأشجار التي سيتم استزراعها خلال المرحلة الأولى من الاستزراع قبل أن تترك بعد ذلك لتنمو طبيعيًّا في بيئتها المحلية .
وإضافة للأهمية البيئية لهذه المبادرة، فإن الشكل الجمالي الذي ستضفيه عملية الاستزراع على الأودية سيجعلها متنفسًا لأهالي المنطقة المحيطة لممارسة رياضة المشي أو الاستجمام والاستمتاع بالجمال الطبيعي، الأمر الذي يزيد أيضًا من عملية تشجيع السياحة خاصة السياحة الداخلية، الأمر الذي يتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية للحفاظ على جماليات بيئتنا.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن