تحتفل اليوم الهيئة العامة للصناعات الحرفية بحديقة القرم الطبيعية بتتويج الفائزين في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية تحت رعاية معالي الدكتور رشيـد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصـات حيث سيتم خلال الاحتفال تكريم الفائزين في الدورة الخامسة من مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية ضمن احتفالات السلطنة باليوم الحرفي العُماني الخامس عشر.
ومع تنامٍ التواصل الحضاري للأمم والشعوب بآفاق الحوار الثقافي الرحب الذي يوسع من دائرة النشاط الإنساني في كل اتجاه ، رأت الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بإنشاء مؤسسة للحفاظ على مهن الآباء والأجداد وضمان استمرارية الصناعات والحرف التقليدية ، والعمل على مواكبة آخر التطورات والمستجدات التنموية المستدامة في التأهيل والتدريب والإنتاج المهني والسعي إلى تحديد أفضل سبل الرعاية والدعم والتمويل الحرفي ، وصياغة الاستراتيجيات الملائمة بقطاع الصناعات الحرفية ليتصدر مكانة مرموقة تليق به ، وبهذه الرؤية ، صدر المرسوم السلطاني رقم ( 24/2003) القاضي بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية لتكون صرحاً فريداً من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ، وقد أرست الهيئة منذ تأسيسها معايير جديدة للإجادة والكفاءة بمختلف مجالات الصناعات الحرفية.
مناسبة تتجدد
وتحتفل السلطنة سنوياً في الثالث من مارس من كل عام باليوم الحرفي العُماني ذكرى صدور المرسوم السلطاني الخاص بإنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية ، وشهدت فعاليات الاحتفال باليوم الحرفي العُماني الخامس عشر لهذا العام تنظيم حفل لتوزيع كؤوس حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – ضمن منافسات جائزة مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية لعام 2017م /2018م في دورتها الخامسة.
وتهدف مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية والتي تنظمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية إلى تطوير الأداء والعمل الحرفي سواء في جانب المنتج الحرفي أو المشروع الحرفي إلى جانب الحث على التنافس الإبداعي بين الحرفيين من أجل تشجيع ثقافة ريادة الابتكار الحرفي بالسلطنة حيث تعد هذه المسابقة أحد أوجه الدعم السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – للقطاع الحرفي بهدف غرس روح التنافسية كما يأتي إدراج المسابقة ضمن مبادرات الهيئة من اجل تطوير الصناعات الحرفية الوطنية وتحفيز الحرفيين وتشجيعهم للاستفادة من الخدمات المتكاملة و تعزيز كفاءة العمل الحرفي من خلال تطبيق المعايير الإبداعية التي تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وقد بلغ عدد المشاركين في مسابقة جائزة السُّلطان قابوس للإجادة الحرفية لعام 2017م /2018م في دورتها الخامسة (620) متنافسا في مختلف مجالات المسابقة حيث تنافس في محور المنتج الحرفي (209) مشاركين ، فيما شهد محور المشاريع الحرفية منافسة (11) مشاركا .
من ناحية أخرى يختتم اليوم المعرض الدولي للصناعات الحرفية أعماله حيث حظي على مدار ثلاثة أيام بحضور جماهيري لمتابعة أركانه المختلفة كما حظي بحضور دولي من جانب سفراء الدول المعتمدين لدى السلطنة حيث أشاد عدد من السفراء المعتمدين لدى السلطنة بالمعرض الدولي للصناعات الحرفية بمنتزه حديقة القرم الطبيعية والذي نظمته الهيئة العامة الصناعات الحرفية بالجهود التي بذلها القائمون على معرض الصناعات الحرفية بالسلطنة والدور الذي توليه حكومة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في المحافظة على الصناعات الحرفية التي تزخر بها ، كما أكدوا على نجاح المعرض الذي شارك فيه أكثر من أربع عشرة دولة وأعربوا عن سعادتهم بمشاركة بلدانهم في هذا المعرض حيث عبر سعادة عيد بن محمد الثقفي سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى السلطنة بالجهود التي تبذلها السلطنة في سبيل الارتقاء بالصناعات الحرفية فقال : لقد سعدت بحضور حفل افتتاح المعرض الدولي للصناعات الحرفية المقام في السلطنة برعاية معالي محمد الزبير مستشار جلالة السلطان بوجود الكفاءات العمانية التي تولي اهتمامهم السلطنة وذلك بالمحافظة على التراث وإحياء الصناعات الحرفية العمانية .
الكفاءات العمانية
من جانبه أشاد سعادة زهير النسور سفير المملكة الأردنية الهاشمية المعتمد لدى السلطنة بالمعرض وقال : الحرف اليدوية منتشرة في الأردن لانها مرآة تعكس التراث اليدوي الاردني وجزء من الاردن وتعكس حضارتها المتأصلة منذ القدم وبأيدي كوادر أردنية التي بالرغم من الزحف الحضاري ولكن ما زالت متثبتة وتنعكس على الساحة الاردنية الثقافية .
وأضاف سعادته بأن مشاركة الاردن في المعرض الدولي للصناعات الحرفية المقام في السلطنة لنشر الوعي أمام الحضارات الاخرى ومن ضمنها الحضارة العمانية العريقة ، وان هناك ما زال من يحي هذا التراث العريق ويفتخر به وكذلك الاطلاع على الثقافات والحرف الاخرى المشاركة من الدول المجاورة والدول الاخرى هذا المعرض .
كما أعرب سعادته بعدد الذين يقومون بمهنة الصناعات الحرفية في السلطنة حيث قال أيضا سعدت بوصول عدد الحرفيين في الصناعات الحرفية في السلطنة والذي بلغ عددهم 22 ألف وهذا دليل على اهتمام الدولة وتشجيعها لمثل هذه الصناعات ونتمنى المزيد من التعاون بين المملكة العربية السعودية والسلطنة في مجال الصناعات الحرفية والاستفادة من خبرات البلدين .
كما اشاد الدكتور اكبري المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في السلطنة وقال : نحن سعداء بمشاركتنا في المعرض الدولي للصناعات الحرفية المقام على ارض السلطنة الصديقة وأوضح سعادته بأن الحرف اليدوية تعتبر جسرا ثقافيا بين البلدين وسلطنة عمان تمتاز بطيب اهلها وثقافتهم وتعتبر من الدول التي تربطنا بهم صداقة تاريخية عميقة ، وتواجد الحرفيين الايرانيين في هذا المعرض دليل على عمق الصداقة والمحبة بين البلدين.
هوية البلاد
وقال سعادة ألبير سماحة السفير اللبناني المعتمد لدى السلطنة : مشاركة لبنان في مجال صناعة العبايات التي تشتهر بها لبنان ، فاللبنانيون يتفننون في هذا المجال ويتقنون هذه الصناعات إضافة إلى صناعة النحاسيات التي تعد من الصناعات الحرفية التي تحظى باهتمام من قبل الدولة وهذه المشاركة ستؤدي إلى تعاون بين لبنان والسلطنة في المستقبل ممثلة في الهيئة العامة للصناعات الحرفية العمانية ونقابة الصناعيين في لبنان.
وأوضح سعادته أن لبنان شاركت في منصتين احتوت الأولى على صناعة العبايات والأخرى في مجال النحاسيات التي تعكس هوية البلاد موضحا بأن مثل هذه الصناعات تعكس هوية البلدان من خلال ما تتقنه الأيادي ولبنان لديه هذه الصناعات التقليدية من مئات السنين وتحظى باهتمام من قبل الدولة اللبنانية.
مجال التراث
وقال السيد عمر القائم بأعمال سفارة السودان لدى السلطنة : إن السودان متعود على المشاركة في مثل هذه الفعاليات وتعد هذه المشاركة الثالثة له التي تنظمها السلطنة في مجال التراث وفي هذه المشاركة قام عدد من التشكيليين السودانيين بعدد من خطوط التراث السوداني وسميتها خطوطا لأنها تعرض بصورة جميلة كأنها موضة ولذلك تعطيها قيمة الأصالة ومواكبة العصر بها فالمشغولات الجلدية والأحذية مشغولة بصورة جديدة كزينة للمرأة وهي متقنة بطريقة تتناسب مع رغبات المرأة السودانية مثل جلد التمساح والثعابين وأيضا من أشجار الأبنوس ونتمنى أن تنال استحسان الجمهور العماني الزائر للمعرض.
وحول أهمية مثل هذه المشاركات قال سعادته : مثل هذه المشاركات تثري الجانب الثقافي بين البلدين الشقيقين وتقوي أواصر العلاقات بينهم والتعريف بحضارات الدول العربية والإسلامية وغيرها من الدول المشاركة في هذا المعرض وتجعل عمان قبلة للسياحة .
هذا وقد لقي المعرض إقبالا كبيرا على مدى ثلاثة أيام وحضور كبيرة من المواطنين والمقيمين والمهتمين بالصناعات الحرفية وقد شاركت في فعاليات المعرض الدولي للصناعات الحرفية إلى جانب السلطنة كل من قطر والأردن ولبنان والسودان ومصر والجزائر والهند وإيران وماليزيا ونيجيريا وأوزبكستان والصين وتركمانستان وسيرلانكا والمملكة العربية السعودية ، بالإضافة إلى عدد من الهيئات والمنظمات الدولية المختصة بالصناعات الحرفية كمجلس الحرف العالمي حيث يقدم المعرض حرفا مطورة تعرض لأول مرة في مجالات مختلفة كتشكيل الزجاج والفضيات والمشغولات النحاسية وحياكة السجاد اليدوي والصباغة الطبيعية المستفادة من البيئة إلى جانب النسيج الصوفي واليدوي والفخاريات والخزف والتحف .
وتسعى الهيئة من خلال تنظيمها للمعرض الدولي للصناعات الحرفية إلى ترسيخ ثقافة الأداء المؤسسي للحرفيين وذلك بالاطلاع على التجارب والخبرات الدولية والمجيدة في الإنتاج والتسويق والعمل الحر بالإضافة الى إكساب الحرفيين مهارات أكثر فاعلية في التواصل المجتمعي والمعرفة الترويجية إلى جانب استعراض عدد من المبادرات الداعمة للنهوض والتطوير الحرفي ، كما تهدف الهيئة إلى التعريف بالكفاءات الحرفية العمانية وذلك من خلال تقديم عروض حية لعدد من الحرفيين في مختلف الصناعات الحرفية كصياغة المشغولات الفضية والسعفيات والتطريز والنسيج القطني والصوفي بالإضافة إلى الصناعات الفخارية ، إلى جانب إطلاع زوَار المعرض على نماذج متعددة من الصناعات الحرفية المتطورة ، وتحرص الهيئة على تعزيز الحوار الحضاري وتقدير الموروثات الحرفية وذلك بتعريف الزوار بمختلف الصناعات الحرفية إضافة إلى تقديم معلومات متكاملة للزوار عن المشاريع وبرامج الدعم والرعاية الحرفية التي تنفذها السلطنة بهدف تطويرالموروثات الحرفية.
المصدر: اخبار جريدة الوطن