مع الأهمية التي يحتلها كل مشروع تنموي جديد في دعم مسيرة البناء، وما يحمله ذلك من انعكاسات إيجابية على حياة الناس، إلا أن مشاريع الطاقة تنفرد عن المشاريع التنموية الأخرى بكونها تمثل تحفيزًا لعمل المزيد من المشاريع بالمستقبل، كما أنها أيضًا أحد المرتكزات التي تبعث على الثقة في القدرة على تلبية ما ينسحب على هذا المستقبل من احتياجات.
ومن بين المشاريع التي تمثل نقلة مستقبلية في قطاع الطاقة بالسلطنة يبرز مشروع محطة “صلالة 2″ للطاقة المستقلة ـ المرحلة الثانية ـ بمنطقة ريسوت والذي احتفلت شركة ظفار لتوليد الكهرباء بافتتاحه أمس.
فهذا المشروع ـ الذي بلغت تكلفته الإجمالية 240 مليون ريال عماني ـ تبلغ طاقته الإنتاجية 445 ميجاوات ليصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للشركة عبر محطتيها (1) و(2) إلى 718 ميجاوات.
فإذا كان إنتاج بهذا الحجم من الكهرباء سيعمل على تغطية احتياجات الكهرباء، مع إسهامه في تنمية المجتمع المحلي، وتلبية الزيادة في النشاط الصناعي والاقتصادي والاجتماعي في محافظة ظفار على وجه الخصوص والسلطنة بشكل عام.. فإن أيضًا هذا الإنتاج الضخم سيشجع على استقطاب المزيد من الاستثمارات خصوصًا في تلك المشاريع التي تحتاج إلى طاقة كهربائية كالمشاريع السياحية والصناعية تحديدًا مع موقع المحطة في المنطقة الحرة بصلالة.
كذلك فإن تخصيص الشركة لما نسبته 23% من إجمالي تكلفة المشروع أثناء إنشائه للقيمة المحلية المضافة والمتمثلة في الشركات المحلية بمبلغ قدره حوالي 30 مليون ريال عُماني أمر يجعل مزايا مثل هذا المشروع غير مقتصرة على قطاع واحد، بل إن قيامها أسهم في تنشيط العديد من القطاعات خصوصًا بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن