طشقند ـ وكالات بات اسلام كريموف الذي حكم اوزبكستان بيد من حديد لاكثر من ربع قرن، في “حالة حرجة” من جراء اصابته بنزيف في الدماغ، كما اعلنت الحكومة أمس في وقت أعلنت مصادر غير رسمية وفاته ، فيما يسود الغموض حول من سيخلفه.
واعلنت السلطات الاوزبكستانية في بيان مقتضب “أعزاءنا المواطنين، بكثير من الأسى نبلغكم ان صحة رئيسنا تدهورت بشكل كبير وقال الاطباء ان حالته حرجة”.
لكن وكالة رويترز للأنباء نقلت عن ثلاثة مصادر دبلوماسية أن كريموف توفي عن عمر 78 عاما بعد إصابته بجلطة في المخ.
وقال أحد المصادر ردا على سؤال عن حالة كريموف “نعم..توفي”.
كما أعلنت تركيا ان رئيس اوزبكستان اسلام كريموف توفي بعدما كان في حالة حرجة.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديرم خلال اجتماع حكومي نقله التلفزيون ان “رئيس اوزبكستان اسلام كريموف توفي. فليرحمه الله”.
واضاف “نحن في الجمهورية التركية نشاطر الشعب الاوزبكي حزنه”.
وكانت الحكومة اعلنت في نهاية الاسبوع نقله الى المستشفى، واوضحت ابنته الصغرى لولا كريموفا-تيليائيفا ان والدها قد تعرض لنزيف في الدماغ.
وانتشرت التكهنات حول وضع الرئيس الذي يبلغ الثامنة والسبعين من العمر منذ الاحد وذهبت المعارضة الى الحديث عن وفاته وقال موقع فرغانا.رو المعارض مساء الخميس ان استعدادات كثيفة تجري لدفنه في مدينة سمرقند مسقط رأسه.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان موسكو “ليست لديها انباء” حول وفاة كريموف وأنها تنتظر صدور معلومات رسمية.
ولد الرئيس الاوزبكستاني في 30 يناير 1938 ونشأ في دار للأيتام، ثم ترقى في كل مناصب الحزب الشيوعي ايام الاتحاد السوفياتي، حتى تسلم رئاسة جمهورية اوزبكستان السوفياتية. وعندما حصلت البلاد على استقلالها في 1991، تمكن من البقاء في السلطة وحرص على القضاء على جميع معارضيه.
من سيخلفه؟
رغم الشائعات المستمرة حول هشاشة وضعه الصحي، لم يعين اسلام كريموف اي خلف لحكم بلاده التي تعد المصدر العالمي الثاني للقطن والمتاخمة لأفغانستان.
وفقدت ابنته الكبرى جولنارا التي كانت الأوفر حظا لخلافته، فرصتها فجأة بعدما شبهت والدها بستالين. ووضعت في الاقامة الجبرية. لذلك يقول الخبراء ان وفاته قد تؤدي الى فتح الصراع على السلطة لدى النخبة السياسية، نظرا الى عدم وجود خطة لخلافته.
واعرب سكوت رادنيتز من جامعة واشنطن عن قلقه بالقول “حتى لو كانت خطة خلافته موجودة، فهل سيتقيد بها الطامحون؟ ولان اوزبكستان تواجه وضعا غير مسبوق خلال 25 عاما بعد الاستقلال، لا يعرف احد ما اذا كان الناس سيتقيدون بالقواعد عندما يغادر الحكم”.
وينص الدستور على ان يتولى رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة بالوكالة اذا ما تعذر على الرئيس الحكم، لكن الخبراء يعتبرونه مجرد منفذ للأوامر.
والطامحون لخلافة اسلام كريموف هم في الواقع رئيس وزرائه شوكت ميرزيوئيف ونائب رئيس الوزراء روستام عظيموف. ويعتبر هذان الرجلان متنافسين.
وكان الخبير كامل الدين ربيموف المقيم في باريس اكد هذا الاسبوع “لقد باشرا الصراع في كواليس الحكم. والممسكون بمقاليد الحكم على وشك ان يتغيروا”.
والطامح الآخر الى الحكم هو رئيس الجهاز الامني القوي روستام اينوياتوف (72 عاما)، الذي يعتبر احد المسؤولين عن مقتل ما بين 300 الى 500 متظاهر خلال تظاهرة في انديجان (شرق) في 2005 والتي قمعتها قوات الامن.
وعلى غرار الرئيسين الكازاخستاني نورسلطان نزارباييف والطاجكستاني إمام علي رخمون، يعرب الرئيس الاوزبكستاني عن قلقه من تنامي الاسلام المتطرف في بلاده التي انطلقت منها “الحركة الاسلامية في اوزبكستان” القريبة من تنظيم القاعدة ونشطت مطلع الالفية الثالثة.
وتقلق العودة المحتملة للمقاتلين من سوريا والعراق، السلطات اليوم. فأكثر من 500 اوزبكستاني ذهبوا للقتال في صفوف الجهاديين، كما تقول اجهزة الامن الروسية.
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / تحليل إخباري: بعد إعلانات غير رسمية عن وفاته أوزبكستان في تساؤلات من يخلف كريموف