باعتبار أن الطريق الأفضل للحفاظ على الهوية الثقافية وترسيخها هو التعريف المستمر بملامحها ومنابعها خصوصًا لدى الشباب، وذلك انطلاقًا من الارتباط الوثيق بين كون الشباب هم أداة النهضة وسواعدها، وأيضًا كون الهوية الثقافية هي الإطار الجامع لملامح هذه النهضة, فإن توحيد الجهود الخاصة برعاية الشباب وتمكينهم جنبًا إلى جنب مع جهود صون الهوية الثقافية، أمر من شأنه ترسيخ الهوية الثقافية لدى الأجيال المتعاقبة.
وفي هذا الصدد يأتي المرسوم السلطاني رقــم 87/2020 بإنشـــاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب وتحديد اختصاصاتها واعتماد هيكلها التنظيمي والذي آلت بمقتضاه كافـــة المخصصـــات والأصـــول والحقـــــوق والالتزامات والموجودات الخاصة بكل من وزارتي الشؤون الرياضية وشؤون الفنون واللجنة الوطنية للشباب، ومن وزارة التـراث والثقافة كل ما يتعلق بالشؤون الثقافـية.
وستعمل وزارة الثقافة والرياضة والشباب على وضع السياسات والخطط والبرامج فـي مجالات الثقافة والرياضة والشباب، وعرضها على مجلس الوزراء للاعتماد والإشراف على المكتبات، والمراكز، والمؤسسات الثقافـية.
وباعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية تعمل الوزارة أيضًا على جمع الآداب العمانية وتوثيقها وتطويرها والعمل على انتشارها محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وأيضًا إبراز الدور الثقافي العماني من خلال إقامة المعارض والمهرجانات والفعاليات الثقافـية محليًّا ودوليًّا وجمع موروث الفنون العمانية، وتوثيقها، وتطويرها جنبًا إلى جنب مع الاهتمام بالمنافسات الرياضية والعمل على رعاية المجيدين فـيها وفتح قنوات التواصل الهادف والحوار البناء بين فئة الشباب فـي السلطنة.
كذلك تقوم الوزارة بالعمل على التمسك بالقيم الدينية، وترسيخ قيم المواطنة الصالحة، والموروث الحضاري العماني، وأخلاقيات التواصل والحوار بين فئات المجتمع المختلفة، ومفاهيم العمل، وأخلاقياته، وخدمة المجتمع والتأكيد على الثوابت الأساسية للدولة، والمجتمع، والحقوق والحريات الشخصية والعمل على توسيع مشاركة الشباب فـي مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية فـي السلطنة، والعمل على غرس وتعزيز روح الثقافة الوطنية والهوية العمانية لدى الشباب، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة.
وبهذه الهوية الثقافية يرتبط الشباب العماني بالبيئة العمانية ما يجعلها دافعًا لإنجازاتهم، وركيزة أساسية لتمكينهم من دورهم في مسيرة التنمية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن