إذا كانت مشاركة السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية تعد تعبيرًا عن تضامن ومصلحة مشتركة في القضاء على هذه الآفة, فإن هذا اليوم العالمي يمثل أيضًا فرصة لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها السلطنة للتصدي للآثار السلبية للأمية، والتي لا تتوقف عند تعطيل مسيرة التنمية لشعوب العالم فقط، بل تمتد إلى قدرة هذه الشعوب على التواصل فيما بينها واستمرار مسيرة الإسهام الحضاري للإنسانية.
وتأتي مشاركة السلطنة في الاحتفال هذا العام في إطار تواصل الجهود للقضاء على الأمية، وتحقيق التزام العام 2024 والذي يهدف إلى القضاء على الأمية بكافة أشكالها الأبجدية والرقمية والثقافية، حيث تم الإعلان عن هذا الالتزام مع تدشين العقد العربي لمحو الأمية (2015 ـ 2024).
وعندما تحتفل السلطنة بهذا اليوم واضعة نصب أعينها هذا الهدف الطموح فإنها تستند إلى إنجاز نوعي يتمثل في خفض نسبة الأمية للفئة العمرية المنتجة (من 15 إلى 44 عامًا إلى 1.85% بنهاية عام 2018 مقارنة بالنسبة في بداية العقد العربي عام 2015 والتي كانت 2.2%.
وجاء هذا الإنجاز عبر عدد من المشاريع الرائدة التي نفذتها وزارة التربية والتعليم مثل مشروع (القرية المتعلمة)، الذي كان وما زال له الأثر الكبير في تسريع وتيرة القضاء على الأمية، وكذلك مشروع (المدرسة المتعاونة) وافتتاح شعب محو الأمية داخلها أو تقديم المساعدة الخارجية لها، والاستفادة من الإمكانات والخدمات التي تقدمها هذه المدارس في هذا المجال، ومشروع (محو أمية الأميين العمانيين في الجزر والقرى البحرية)، ومشروع (محو أمية الأميين العاملين في القطاع الخاص)، وأيضًا (محو أمية الأميين من ذوي الإعاقة).
وتسير هذه المشاريع جنبًا إلى جنب مع محو الأمية الرقمية، وذلك بتوسيع عملية استخدام تقنيات الاتصال والمعلومات في كافة مناحي الحياة من حيث الكم والنوع، علاوة على جهود ثقافية للتعريف بالإسهام العماني في تاريخ وحضارة البشرية لتجسد جهود السلطنة شعار هذا العام “محو الأمية وتعدد اللغات” وما ينسحب عليه من تعدد الثقافات، وأثر ذلك على السياسات والممارسات لتحقيق التواصل والتقارب بين الشعوب.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن