على امتداد شواطئ السلطنة وإطلالها على أنماط بحرية متعددة، فإن ذلك يعطي ثراء للتنوع الحيوي البحري، الأمر الذي يمكن الاستفادة منه في تدعيم العملية التنموية لا عبر ما يكنه البحر من ثروة سمكية تتنوع بين اسماك وقشريات ورخويات فقط، بل أيضًا عبر إيجاد التقنيات التي تتيح الاستفادة من كل ما يحتويه البحر من حياة.
ومن هذا المنطلق عملت جامعة السلطان قابوس باعتبارها واحدة من أهم الصروح العلمية بالسلطنة على تنظيم مؤتمر آفاق التقنية الحيوية البحرية وذلك بالشراكة مع مركز عمان للتقنية الحيوية البحرية (OCMB).
فالمؤتمر عمل على تقديم صورة شاملة ونبذة عامة حول قطاع التقنية الحيوية البحرية في الوقت الراهن من حيث الفرص الناشئة والتحديات والآفاق المستقبلية، كما قدمت جلساته صورة عن الأبحاث والتطورات الجارية في مجال التقنية الحيوية البحرية، والكتلة البيولوجية البحرية باعتبارها مواد خامًا مستدامة، ودور التنقيب الحيوي البحري.
فمن ضمن ما بحثته جلسات المؤتمر إمكانية تطبيق التقنية الحيوية البحرية في الحقل الطبي، واستخدام الحياة البحرية في إنتاج الأدوية، وكذلك دور التنقيب والاكتشافات البيولوجية في استخدام التنوّع البحري لتطوير منتجات تلبي مجموعة عديدة من الاحتياجات الصناعية ضمن نطاق الاقتصاد البيولوجي المستدام، مثل إعادة تدوير السيليكا الأحيائية في أعماق البحار وعناصر الملوحة، وأنظمة إنتاج الأعشاب البحرية، مع التطبيقات عالية القيمة، والتنوع الأحيائي والكيميائي في مجتمع الفطريات القابلة للزراعة.
وبما قدمه المتحدثون الدوليون خلال المؤتمر من قصص نجاح الحاضنات التجارية في عالم التقنية الحيوية البحرية، يمكن البناء على هذه القصص لوضع أسس التجربة في السلطنة، وتحويل البحار التي تطل عليها السلطنة إلى مصادر للتنويع الاقتصادي والإثراء العلمي والبحثي.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن