كأول تكليف أنزله الله عز وجل على أمتنا الإسلامية، وكسبيل وحيد لبناء المجتمع المعرفي، تعد مبادرات غرس حب القراءة في الأطفال، وتشجيعهم على المداومة عليها من أهم المبادرات التي تعمل على الاستثمار في المستقبل، حيث تعد مسابقة (اقرأ) للناشئة إحدى هذه المبادرات.
فالمسابقة التي استمدت اسمها من أول أمر تلقاه نبينا الكريم في أول ما نزل عليه من الوحي (اقرأ) والتي احتفل مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بتكريم الفائزين في نسختها الثامنة والتي تهدف إلى غرس مفاهيم القراءة لدى الناشئة، وحثهم على ارتياد المكتبات، وترسيخ مبادئ وقيم المواطنة الصالحة وحب الوطن، كما تعمل المسابقة على تنمية ميول واتجاهات الناشئة نحو القراءة والمطالعة الحرة، وذلك إعدادًا لجيل يسير على نهج صالح مبتدئًا بأول تكليف أنزله الله على هذه الأمة.
كما أن أهمية هذه المسابقة تنبع من كونها تختص بمرحلة من أهم مراحل تكوين شخصية الفرد وصقل مواهبه، وتنمية قدراته وتوجيهها التوجيه الأمثل، بحيث يكون هذا التوجيه نحو استقاء المعرفة من مفاتيح الثقافة والحضارة والتقدم.
كما يتجلى نجاح هذه المسابقة في ارتفاع عدد المتقدمين إليها، حيث إن هذه الدورة شهدت وللمرة الأولى في تاريخ المسابقة بلوغ عدد الطلبة المتقدمين 2257 طالبًا وطالبة يمثلون 490 مدرسة ومركزًا مقارنة بــ(797 مشاركًا في العام 2016م)، كما أن المسابقة جاءت هذا العام بحلة جديدة وذلك من خلال إقامة المسابقة بالحضور الفعلي للمتسابقين تحقيقًا لمبدأ الشفافية والتميز ولإبراز المواهب الكتابية الناشئة.
وبهذا الإقبال المتزايد الذي تشهده المسابقة والتفاعل الكبير من قبل المدارس والمكتبات فإن تطوير المسابقة في المراحل القادمة ينبغي أن يوجد ملكات ومهارات جديدة لدى النشء كالقدرة على التحليل وربط الأمور ببعضها وإدارة الحوار الهادف وغيرها من المهارات التي تصقل الشخصية الباحثة عن المعرفة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن