على قدر ما تمثله الجهود التوعوية من أهمية كبرى في مكافحة ظاهرة المخدرات، إلا أن هذه الجهود ـ والتي تستهدف فئة الشباب والمراهقين بالمقام الأول ومن ثم الأسرة والمؤسسة التعليمية ـ فإن هذه الجهود ينبغي استكمالها بمبادرات تستثمر روح التنافس المتواجدة لدى فئة الشباب للوصول إلى تكوين الوعي.
فأهمية تكوين الوعي بمخاطر المخدرات وآثارها تكمن في كونه حائط الصد الأول في مواجهة هذه الظاهرة التي تستهدف تدمير القوة الرئيسية في عملية الإنتاج والتنمية، الأمر الذي يؤكد أهمية التركيز على توعية هذه الفئة مبكرًا، ثم معالجة الأسباب أو العوامل التي تقف وراء تفكيرهم في تعاطي المخدرات، سواء كانت نفسية أو أسرية.
وتحقيقًا لمبدأ الشراكة مع المجتمع أطلقت وزارة الصحة ممثلة في دائرة المبادرات المجتمعية الصحية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية مسابقة مجتمعية للحد من انتشار المخدرات والمؤثرات العقلية على المستوى الوطني في جميع ولايات السلطنة، وذلك بالتعاون مع اللجان الصحية في هذه الولايات.
فالمسابقة التي تتبنى مشاريع مجتمعية ستقام كل سنتين كجزء من الأنشطة التي تقوم بها اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في هذا المجال سعيًا لرفع مستوى الوعي، والتعريف بمختلف المخاطر والمخدرات والمؤثرات العقلية، وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
وتعتزم المسابقة تحقيق أهدافها عبر مجالات متعددة منها تنفيذ أنشطة ترفيهية وثقافية ورياضية لجذب الشباب واستثمار طاقاتهم بالشكل الإيجابي، وبناء القدرات لأولياء الأمور وتزويدهم بمهارات التعرف على المدمنين وكيفية التعامل معهم، وتنفيذ مسوح ميدانية وبحوث تحليلية لمعرفة الواقع الراهن لمشكلة الإدمان والعوامل المسببة له، والفئة الأكثر عرضة للإدمان في الولاية، وتنفيذ حملات توعوية للحد من مشكلة الإدمان.
فبمثل هذه المبادرات يتحقق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية، كما تتعزز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع المدني ومؤسساته في مجال مكافحة المخدر.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن