القدس المحتلة – الوطن :
استشهد رضيع فلسطيني (عام ونصف) حرقا وأصيب والداه وشقيقه بحروق ليل الخميس الجمعة، حين هاجم مستوطنون متطرفون منزلهم في نابلس بالضفة الغربية المحتلة وأشعلوا فيه النار، في عمل أعلنت عقبه السلطة الفلسطينية أنها تريد إحالته أمام القضاء الدولي، بينما وصفته دولة الاحتلال بأنه “إرهابي”. فيما لاقى موجة عربية وعالمية واسعة من الاستنكار والتنديد، إلى جانب مطالبة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمعاقبة الفاعلين.
وقال شهود عيان “إن مستوطنين يهوداً اقتحموا بلدة دوما، ورشقوا منزلين بعبوات حارقة؛ ما أدى إلى احتراق أحدهما بشكل كامل، فضلاً عن كتابة شعارات معادية للعرب على جدران المنازل”، وأضاف الشهود أن المستوطنين لاذوا بالفِرار، بعد اكتشاف أمرهم. من جانبه، قال مصدر طبي في مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس، إن المستشفى تسلَّم جثمان الرضيع “علي سعد دوابشة” بعمر سنة ونصف من بلدة دوما، مشيراً إلى أن والديه وشقيقه مصابون بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة؛ وصلوا قسم الطوارئ في المستشفى. وأضاف المصدر، أن المصابين (والدَي الطفل وشقيقه) يخضعون للعلاج، واصفاً حالتهم بالمستقرة. من جانبه، قال مسؤول ملف مواجهة الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن العمل منظّم، ومخطط له من قِبل تنظيم “تدفيع الثمن” الإسرائيلي الإرهابي؛ مضيفاً “الفعلة مخطط لها، وتم اختيار المنزل بعناية”. وأفاد دغلس “تأتي العملية في ظل تقديم الحكومة الإسرائيلية مكافآت للمستوطنين، تتمثل في بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية”. بدوره، قال محمد دوابشة، أحد جيران المنزل المنكوب، إنه شاهد ملثمين عند الساعة الثالثة فجراً، يهرعون من بين المنازل، بعد اشتعال النيران فيه. وأضاف “سمعنا صوتاً وصراخاً، هرعنا لبيت الجيران، فوجدنا النيران أتت عليه، نقلنا المصابين للمستشفى”.
سياسيا، أعلن، الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه ينوي التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية ردا على اغتيال الرضيع الفلسطيني واصفا ما حصل بأنه “جريمة حرب” جديدة. وقال عباس من مقر الرئاسة في رام الله إنه يعد ملفا سيرفع إلى المحكمة الجنائية الدولية على الفور وقال “نستيقظ كل يوم على جريمة من جرائم المستوطنين، إنها جريمة حرب”. من جهته، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي بات يتولى أمانة سر منظمة التحرير البدء في إعداد ملف لإرساله إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال عريقات لصحفيين في مكتبه “بدأنا من الصباح السعي لتوفير كل ما يلزم لحماية شعبنا وبما فيها التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
في وقت لاحق، شيع الاف الفلسطينيين جثمان الرضيع علي سعد دوابشة الذي قضى حرقا في بيته الذي اضرم مستوطنون يهود فيه النار فيه. ورفع المشيعون الإعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح ورايات حركة حماس وهتفوا “يا شهيد ارتاح ارتاح”. وشارك في التشييع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وعدد من المسؤولين الفلسطينيين. من جهتها توعدت حركة الجهاد الإسلامي بأن الرد “لن يتأخر”. كما دعت حركة حماس إلى “يوم غضب” وإلى “الرد بقوة وبكافة أشكال المقاومة على هذا العدو الإسرائيلي وهذه الجرائم الصهيونية”.
إلى ذلك، ووصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه “عمل إرهاب” فيما أكد وزير الدفاع موشيه يعالون أن الذين شنوا الهجوم وأضرموا النار “إرهابيون يهود”. كما اعتبر متحدث الاحتلال العسكري اللفتنانت كولونيل بيتر لينر ان “هذا الهجوم ضد مدنيين عمل إرهابي وحشي”. وأعلن نتنياهو في بيان أنه أمر “قوات الأمن باستخدام كل الوسائل التي في متناولهم لتوقيف القتلى وإحالتهم على القضاء”.
من جهته، أعرب موفد الأمم المتحدة إلى الشرق الاوسط نيكولاي ملادنوف عن “اشمئزازه” حيال الهجوم. واستنكرت الولايات المتحدة، على لسان القنصل العام في القدس دونالد بلوم ‘جريمة الكراهية’، التي ذهب ضحيتها رضيع فلسطيني، وتعرض أفراد من عائلته لجروح خطيرة. كما أدان مجلس الأمة الكويتي جريمة المستوطنين في دوما؛ وقال رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إن ‘هذه الجريمة المروعة على يد العصابات الصهيونية انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية’، مؤكدا أن إسرائيل لم تضع يوما اعتبارا لتلك القيم والقوانين. كما أدانت وزارة الخارجية المصرية جريمة الحرق. ونقل المتحدّث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، في بيان صحفي، تعازي مصر حكومة وشعبا لعائلة الرضيع الشهيد وللشعب الفلسطيني والتمنيات بسرعة الشفاء للمصابين. وأدان الأردن الجريمة البشعة. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في بيان، إن هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني وأدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة. بينما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجريمة ‘الوحشية’ التي ارتكبها مستوطنون اسرائيليون والمتمثلة في اشعال النيران في منزل أسرة فلسطينية في دوما بنابلس، أسفرت عن استشهاد رضيع وإصابة شقيقه ووالديه. وأدانت وزارة الخارجية الألمانية الاعتداء الذي تم ارتكابه متطرفون يهود على عائلات فلسطينية في بلدة دوما جنوب مدينة نابلس، والذي ادى الى استشهاد رضيع حرقا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الالمانية في بيان، إن: ‘الحكومة الالمانية تدين بحدة هذا الاعتداء الارهابي اللاانساني، إنه امر مروع تلك الوحشية التي تمت بها مهاجمة تلك العائلة واحراقها.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / جريمة وحشية إسرائيلية بحرق رضيع فلسطيني والسلطة تلوح بـ (الجنائية)