احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / جنود الاحتلال يقمعون مسيرات إحياء ذكرى مجزرة (الإبراهيمي) بالخليل

جنود الاحتلال يقمعون مسيرات إحياء ذكرى مجزرة (الإبراهيمي) بالخليل

رسالة فلسطين المحتلة ـ من رشيد هلال وعبد القادر حماد :

شهدت مدينة الخليل بالضفة الغربية صدامات واسعة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الذين حاولوا قمعوا مسيرات نظمها سكان المدينة لإحياء ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي التي راح ضحية لها 29 فلسطينياً برشاش متطرف يهودي في العام 1994م، في وقت وجهت الأمم المتحدة انتقادات لاذعة لحكم مخفف صدر ضد جندي إسرائيلي أدين بقتل فلسطيني، بالتزامن كذبت المنظمة الدولية مزاعم إسرائيلية بأن أحد موظفيها في غزة ينتمي لحركة حماس.
ووقعت صدامات بين مقاومين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في الخليل بمناسبة ذكرى المجزرة. وحاول مئات الجنود تفريق التظاهرة مستخدمين الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. ورد الفلسطينيون برشق الحجارة، وقام مستوطنون إسرائيليون يقيمون في وسط مدينة الخليل برشق الحجارة تجاه المتظاهرين. إلى ذلك، ذكرت وكالة وفا أن قوات إسرائيلية اعتقلت شاباً من مخيم الجلزون للاجئين شمال محافظة رام الله والبيرة.
وصادف أمس السبت، الذكرى الـ23 على ارتكاب مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، التي راح ضحيتها 29 مصلياً على الأقل، إضافة إلى 150 جريحا.
ففي الخامس والعشرين من عام 1994، فجر يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان، نفذ الإرهابي باروخ جولدشتاين، بمشاركة قوات الاحتلال الإسرائيلي وجموع مستوطني ‘كريات أربع’، المجزرة البشعة التي تنم عن حقد دفين، بحق الفلسطينيين.وعند تنفيذ المذبحة قام جنود الاحتلال المتواجدون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم للوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد. وفي اليوم نفسه تصاعد التوتر في مدينة الخليل وقراها وكافة المدن الفلسطينية وقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المصادمات مع جنود الاحتلال إلى (60) شهيداً.وأغلقت قوات الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكّلت ومن طرف واحد لجنة ‘شمغار’، للتحقيق في المجزرة وأسبابها’، وخرجت اللجنة في حينه بعدة توصيات، منها تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم، وأعطت اليهود الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه- حوالي 60 % بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة. ويضم القسم المغتصب من الحرم: مقامات وقبور أنبياء، منها قبر سيدنا يعقوب وزوجته، وقبر سيدنا إبراهيم وزوجته سارة، وقبر سيدنا يوسف، إضافة إلى صحن الحرم وهي المنطقة المكشوفة فيه. كما وضعت سلطات الاحتلال بعدها كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى إغلاق سوق الحسبة، وخاني الخليل، وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة، وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.
وعزز جنود الاحتلال الإجراءات الأمنية على مدخل الحرم، حيث توجد بوابة إلكترونية، وما يسمى ببوابة القفص، ونقاط المراقبة على باب الأشراف، كل هذا في مساحة لا تزيد عن 200 متر مربع، إضافة إلى وضع 26 كاميرا داخل الحرم، وإضاءات كاشفة ومجسات صوت وصورة، وإغلاق جميع الطرق، باستثناء طريق واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية. وأوصت لجنة ‘شمغار’ الإسرائيلية، بفتح الحرم كاملا (10 أيام) للمسلمين في السنة فقط، وكذلك فتحه كاملا أمام اليهود (10 أيام). يذكر أن المجرم باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر (42 عاما) عندما ارتكابه المجزرة يعد من مؤسسي حركة كاخ الدينية، وقد قدم من الولايات المتحدة الأميركية (عام 1980) وسكن في مستوطنة ‘كريات أربع’ المقامة على أراضي مدينة الخليل .
في سياق متصل، طالبت حركة المقاومة الشعبية في تصريح صحفي, كافة المؤسسات الدولية والحقوقية للخروج عن حالة الصمت و كشف جرائم الاحتلال ومستوطنيه وممارساته الإرهابية وتقديم قادته ومجرميه إلى المحاكم الدولية . وأضافت الحركة في بيان لها تلقت الوطن نسخة منه أن كل محاولات التهويد التي يمارسها العدو ضد مقدساتنا لن تلغي حقنا في هذه المقدسات وأن هذه المحاولات لن تزيدنا إلا تمسك بحقوقنا ومقدساتنا . ودعت امتنا العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها اتجاه فلسطين وأهلها ومقدساتها ، والعمل على حماية المقدسات وحمايتها من التدنيس والتهويد الذي تتعرض له من قبل العدو الصهيوني
كما دعت فصائل المقاومة الفلسطينية الى التوحد في ميدان المواجهة ودعم انتفاضة القدس بكل السبل حتى تحقيق اهدافها . وأكدت الحركة أن حرية الأسرى على رأس أولوياتنا , وأن ممارسة القتل البطئ ضد أسرانا جريمة وخرق فاضح للقانون الدولي والانساني .
وحملت الاحتلال المسؤولية عن حياة أسرانا وخاصة المضربين عن الطعام وعلى رأسهم الصحفي ” محمد القيق ” وأكدت أن تبعات المساس بحياة أسرانا يتحملها الاحتلال وسيدفع ثمنها.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى