المحادثات تستمر أياما وانتقادات لموقف الأمم المتحدة من إيران
مونتيرو (سويسرا) ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
تبدأ اليوم في مدينة مونتيرو السويسرية الجلسة الأولى لأعمال المؤتمر الدولي (جنيف2) الرامي لحل الأزمة السورية، والذي من المنتظر أن تستمر محادثاته لأيام قادمة، حيث ينظر السوريون إلى المؤتمر على أنه خطوة تمهد إلى حل عبر حوار بين السوريين على الأراضي السورية، كما يرونه فرصة لمكافحة الإرهاب، فيما توالت الانتقادات على الأمم المتحدة بعد إعلانها أمس أن جلسة اليوم ستعقد بدون الوفد الإيراني.
ووصلت الوفود المشاركة في المؤتمر إلى مونتيرو أمس، حيث شهدت المدينة لقاءات ثنائية وثلاثية بينها لقاء وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وجدد المعلم التأكيد على الرغبة السورية في إنجاح هذا المؤتمر كخطوة أولى لبدء حوار سوري سوري على الأراضي السورية بما يحقق تطلعات الشعب دون تدخل خارجي من أي طرف كان.
وقال المعلم في تصريحات للصحفيين قبيل وصوله مونتيرو يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية فشلت في تشكيل وفد مقبول من المعارضة السورية، كما كان ينبغي تنفيذا لقرار مجلس الأمن 2118 مضيفا.. كما أن الأمم المتحدة رضخت للضغوط الغربية عندما لم توجه الدعوة لأطراف المعارضة الوطنية في سورية.
وردا على سؤال حول ما صرحت به بعض شخصيات ما يسمى بـ”الائتلاف المنضوي تحته معارضو الخارج” قال المعلم إن موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها أو بمقام الرئاسة.
وردا على سؤال حول مشاركة إيران قال المعلم إنه “لا يمكن تجاهل دور إيران المهم في إرساء الاستقرار في المنطقة وعدم إشراكها في مؤتمر جنيف خطأ كبير”مشيرا إلى أن الدول التي لا ترغب بمشاركة إيران تريد استمرار الوضع في المنطقة على ما هو عليه مضيفا “ما قامت به الأمم المتحدة من توجيه دعوة إلى إيران ثم سحبها لا يسمى بالمنطق السياسي سوى بالمهزلة”.
وفي وقت سابق أمس تقدمت السلطات اليونانية وشركة أولمبيك بالاعتذار من الوفد الرسمي السوري المتوجه إلى جنيف وطاقم وأفراد الطائرة التي تقله على التأخير الذي حصل لرحلة الوفد ودام نحو أربع ساعات بقيت الطائرة خلالها على أرض المطار بسبب عدم تزويدها بالوقود.
من جانبه ذكر مسؤول روسي بارز ان أول محادثات مباشرة بين السلطات السورية والمعارضة ستستمر ما بين سبعة وعشرة ايام وستتبعها جولة اخرى من المحادثات.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر في الوفد الروسي لمحادثات “جنيف ـ 2″ ان “الجولة الأولى من المفاوضات ستستمر من سبعة إلى عشرة أيام. وبعد استراحة قصيرة، سيتم استئناف المحادثات”.
وستلي المحادثات التي ستجري في مونترو اليوم، محادثات مباشرة في جنيف الجمعة بين ممثلي الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة بإشراف المبعوث العربي والدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي.
وذكر المصدر الروسي أن اجتماع الجمعة سيجري بإشراف مسؤولين أميركيين وروس لمساعدة الطرفين في المحادثات.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن المصدر الروسي قوله إنه “اذا تطلب الأمر فقد يتم رفع مستوى التمثيل الروسي والاميركي في جنيف لمواكبة عملية التفاوض”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لفت إلى أن تراجع الأمم المتحدة فيما يخص مشاركة إيران اليوم “يشكل “خطأ ولكنه ليس كارثة” وأن عدم وجودها يثير التساؤلات مبيناً أنه خلال عمل روسيا مع الولايات المتحدة “اعترفنا علنا بأن إيران يجب أن تلعب دورا أساسيا في البحث عن الحل السلمي للأزمة في سوريا وهذا موجود في جوهر المبادرة الروسية الأميركية” كما أن المصلحة تتطلب أن تكون إيران ممثلة كدولة مؤثرة في المنطقة.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن أسفه لتصرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون .
وقال ظريف في تصريح للصحفيين في مطار عشق اباد بعيد وصوله للمشاركة في الاجتماع الاقتصادي المشترك بين إيران وتركمانستان إن “بان كي مون اتصل معي عدة مرات خلال الأسبوع الماضي وأعلنت له صراحة أن إيران ترفض أي شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر.. نعتبر أي تصريح للأمين العام للمنظمة الدولية من أن إيران قبلت شرطا للمشاركة بأنه مجاف للحقيقة والأمين العام كان يعرف موقفنا هذا”.