على استناد العلاقات العُمانيَّة الإيرانيَّة إلى تاريخ ضارب في القِدم يعود لأكثر من نصف قرن، إلَّا أنَّ ما يميِّز هذه العلاقات هو تفرُّدها بكونها علاقات وطيدة أساسها حُسن الجوار مع استثمار هذا الجوار لدعم الاستقرار بالإقليم بل والعالم.
فهذه العلاقات الوطيدة تقوم على أساسٍ راسخ من الإيمان بعددٍ من الحقائق أوَّلها أنَّ الجغرافيا هي الباقية والصامدة أمام أيَّة متغيرِّات سياسيَّة لتراكم هذه الجغرافيا العديد من الوقائع التاريخيَّة التي تُعزِّز من هذه العلاقات الثنائيَّة وتزيدها رسوخًا وتوطيدًا لينعكس تقديرًا واحترامًا متبادلًا يرسِّخه مبادئ الدِّين والأُخوَّة.
ولَمْ تَكُن الانعكاسات الإيجابيَّة لحُسن الجوار العُماني الإيراني على العلاقات الثنائيَّة بَيْنَ البلدَيْنِ والتي شهدت تعاونًا مشتركًا في كافَّة الجوانب، خصوصًا الاقتصاديَّة والاستثماريَّة والتجاريَّة وأيضًا الثقافيَّة وتبادل الخبرات في المجالات الصحيَّة وغيرها، بل إنَّ التشـاور المستمرَّ على كافَّة المستويات وتبادل وجهات النظر والتنسيق السياسي أسْهمَ في حلحلة العديد من القضايا الإقليميَّة والدوليَّة.
فالمصداقيَّة التي تتمتع بها السياسة الخارجيَّة العُمانيَّة والدَّور العُماني المتوازن والمؤثِّر في المنطقة والعالم، علاوة على الثقة المتبادلة والعالية بَيْنَ البلدَيْنِ جعل من المبادرات الحكيمة لسلطنة عُمان مصدر ترحيب من الجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة.. لتأتي الزيارة الرسميَّة التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ إلى إيران اليوم لتبني على ما يجمع البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ من علاقات ثنائيَّة وثيقة وتقدير لتكون دعامة إضافيَّة لجهود الاستقرار في المنطقة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن