احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / حفاظا على خط المواجهة الأول

حفاظا على خط المواجهة الأول

لكل ثورة في عوالمنا المتقاطعة حكاية تميِّزها عن غيرها، وهذا بلا شك يعود إلى ما تقدمه للبشرية من خدمات استثنائية مبهرة، وندرك أن الثورة التي واكبت الصحافة الورقية منذ نشأتها في العديد من دول العالم لم تكن عابرة، ولا ينبغي أن ننظر لها على أنها حكاية مجردة من قيمها ورسالتها النبيلة، فهي واكبت التطورات والأحداث المفصلية في هذا العالم. وعلى الرغم من التراجع المقلق لهذه المهنة، والتي أسست لتكون إلى جانب المتاعب، لا يزال البعض من المخلصين يحتفظ بتلك القيم التي تعزز واقعها وأبجدياتها. لو أردنا التحدث عما تمر به الصحافة في السلطنة في الوقت الراهن لهو أمر عسير، وهي كلمة حق تقال، وأن اليوم ليس كما الأمس، وأن الاتجاه الذي سيَّر العالم نحو الرقمية وخصائصها أمر محمود، ولكن علينا أيضًا أن نتوقف على التحديات التي فرضها هذا الواقع، ومعرفة أنه سلاح ذو حدين، إن لم نحسن التعامل معه، فقد نسقط في مواجهته، وهو ما يقودنا إلى أهمية تقوية وتعزيز خط المواجهة الأول في هذه المعركة. لقد كانت الصحافة وما زالت خط المواجهة الأول مع بعض ما يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي من سلبيات وشائعات وأكاذيب تستهدف شل المجتمع، ونشر الفوضى، وإثارة العواطف؛ خط المواجهة هذا بدأ في التراجع، ذلك ـ مثلًا ـ أن ضعف الدعم وعدم الوقوف مع هذه الصحف التي كانت منارات علم ومعرفة في محنتها المالية، يضعها على المحك، ويهدد بتوقفها وبالتالي توقف الرسالة النبيلة التي تحملها، إذ أصبح من الصعب التغاضي عن بحث ومعالجة مشاكل الصحافة الورقية في وضع كهذا تتزايد فيه تحدياتها بشكل يجعل من الصعب عليها الصمود والمواصلة، ولطالما طرقت الصحافة أبواب ممن يمكن الاعتناء بها مع الأخذ بيد المشتغلين عليها، دون أن يكون لذلك أي صدى، أو بشارة لمستقبل أفضل من واقعها الذي تمر به.
الصحف الورقية في السلطنة كانت القلب النابض للمؤسسات المعنية بالمواطن، وكانت وما زالت مواكبة لمتطلبات التنمية الحديثة، وخير داعم لما تحقق على هذه الأرض الطيبة، ويجب ألا ننسى اليد الكريمة المتدفقة بالعطاء لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وهي تمد العون لهذه الصحف، كحال أي مؤسسة فاعلة في عمان، تقدم الرؤى والأفكار والأطروحات، من أجل الرقي بالمواطن في المدن والقرى، وفي السهل والجبل وفي كل بقعة من عمان، ما جعلها نافذة يتسابق إليها القارئ، ويستقي منها المصداقية والموضوعية.
ومن هذا المنطلق بات من الواجب على جميع الجهات أن تقف مع الصحافة، وأن تكون داعمًا لاستمراريتها، ومعززة لها لتؤدي دورها ورسالتها النبيلة، فالصحف والإعلام بشكل عام هو خط المواجهة الأول في الدفاع عن الوطن ومكتسباته.

المحرر


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى