على ما حققته السلطنة من منجزات ضخمة في القطاع الصحي أدت إلى انخفاض معدلات الوفاة وارتفاع العمر المتوقع عند الولادة، تبقى أخطار القواتل الصامتة والمتمثلة في الأمراض المزمنة غير المعدية، الأمر الذي حدا السلطنة ممثلة في وزارة الصحة إلى القيام بخطوة من أجل الحد من ضحايا هذه القواتل الصامتة.
فقد حققت السلطنة تقدمًا كبيرًا في مجال مكافحة الأمراض المعدية كالسل وشلل الأطفال والحصبة والكوليرا، وأصبحت الآن السلطنة خالية من شلل الأطفال والحصبة وغيرها من الأمراض، كما أن السلطنة تمكنت من خفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين بمعدل 72.3%، في حين سجلت 35 حالة وفاة لكل 1000 مولود حي عام 1990 بلغ عدد حالات الوفاة لكل 1000 مولود حي 9.7 عام 2014.
ولاستمرار المنجز الصحي والحفاظ على الحق في الحياة الصحية يأتي تدشين السياسة الوطنية والخطة التنفيذية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية، والمقرر تدشينها في الحادي عشر من فبراير الجاري والتي تهدف إلى خفض عدد حالات الوفاة المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25% بحلول عام 2025.
وتركز الخطة ـ التي تحتوي على ثمانية فصول تتناول الجوانب المختلفة لأعمال الوقاية ومكافحة الأمراض غير المعدية في السلطنة ـ على التصدي للأمراض الأربعة الرئيسية وهي: أمراض القلب والشرايي،ن والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، والسكري.
وبالتركيز على هذه الأمراض فإن الخطة تلامس أكثر المخاطر التي تهدد الحياة الصحية في السلطنة، حيث إن ما نسبته ٧٢.٩% من الوفيات تعزى للأمراض غير المعدية منها ما نسبته ٢٤،٣% بسبب أمراض القلب الوعائية وارتفاع ضغط الدم، و٧% بسبب أمراض السرطان، و2.2% بسبب مرض السكري بموجب إحصاءات ٢٠١٦.
وبالتأكيد لن تقتصر هذه الخطة على العلاجات، بل ستمتد إلى الوقاية المتمثلة في القضاء على قلة النشاط البدني والغذاء غير الصحي والتدخين، بالإضافة إلى التركيز على التوعية والإعلام لما لها من أهمية في مجابهة مثل هذه الأمراض، ولهذا تم إشراك جميع القطاعات ذات الصلة في وضع هذه الخطة التي تمت مراجعتها من قبل فريق منظمة الصحة العالمية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن