حينما تفاجأ أسرة بوجود طفل يعاني من مرض التوحد وتبدأ التعامل مع هذا الواقع، فإن أكبر معاناة تواجهها هذه الأسرة هي إيجاد مكان لتأهيل ابنها ودمجه في الحياة وسط أقرانه، خاصة وأن التعامل مع طفل التوحد يحتاج إلى قدرات خاصة ومعرفة قد لا تتوفر لدى الكثيرين.. وحينما يتوفر للأسرة هذا المكان فإنه يكون بمثابة خير هدية لتغيير واقع يعانون منه.
ولأن السلطنة وبشكل علمي كان لها السبق في رصد عدد حالات الإصابة بطيف التوحد عبر أكثر من دراسة، كان أولها دراسة أقيمت بجامعة السلطان قابوس أظهرت بأنه يوجد طفل توحدي من كل 5 آلاف طفل وتمت مراجعتها وتعديلها حسب المستجدات التي أوضحت بأنه يوجد طفل توحدي في كل 165 طفلًا كان لا بد من إيجاد مركز وطني متخصص لاستيعاب هذه الحالات.
فضمن المبادرة الوطنية “هدية عمان” الداخلة ضمن المسؤولية الاجتماعية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال يأتي مشروع المركز الوطني للتوحد في الخوض، الذي احتفل بوضع حجر الأساس له أمس بتكلفة إجمالية تصل إلى “مليونين وثلاثمائة ألف ريال عماني”، ويقع على مساحة إجمالية تصل إلى 23 ألفًا و600 متر مربع إلى جانب مبنى المركز والبالغ مساحته 5 آلاف و225 مترًا مربعًا.
فهذا المركز من المقرر حال اكتمال إنشاءاته والتي ستستغرق نحول 18 شهرًا أن يخدم 52 ألف طفل في السنة من خلال خدمات تشخيصية وتأهيلية.
كما أن خدمات المركز لن تكون للمصابين فقط فهو مركز متكامل يشمل عمل الأبحاث والدراسات ورصد المؤشرات والإحصاءات وبناء قاعدة من المعلومات وطرح ومناقشة التقارير المقدمة من مختلف الجهات، بحيث يقف على طيف التوحد ووضعه في المجتمع وما هي الإجراءات الاحترازية والمعالجات التي يمكن القيام بها.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
