مع إعلان الفائزين في انتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة، نودع مجلسًا أدى دوره، طاويًا مرحلة لها ما لها وعليها ما عليها، ونستقبل مجلسًا آخر يستعد لأداء دوره وواجبه الوطني، حاملًا أمانتين؛ أمانة هذا الوطن العزيز الذي يتطلع إلى مزيد من الرقي والتقدم والتطور، وإلى مزيد من التنمية الشاملة وجوانبها، تتحقق على سواعد أبنائه وأفكارهم. وأمانة المواطن الذي وضع ثقته فيمن اختاره ليمثله تحت قبة مجلس الشورى، مشاركًا ومساهمًا ومبديًا رأيه ومعبرًا عن فكره، جنبًا إلى جنب مع الحكومة.
وبالنظر إلى تينك الأمانتين فإن المسؤولية الملقاة على عاتق من نالوا ثقة الناخبين عظيمة جدًّا، بالنظر إلى العديد من الاعتبارات والأسباب والتحديات التي أطلت برؤوسها، سواء كان منها ما يتعلق بالوضع الاقتصادي ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على المستوى العالمي، ومنها ما كان يتعلق بارتفاع أعداد الباحثين عن عمل، وتحديات التوظيف، وتوافر فرص العمل، فضلًا عن تطلعات الشباب الكثيرة والمتعددة، بالإضافة إلى الجهود التي تقودها الحكومة على صعيد التنمية ومراحلها، ووضع خططها وأهدافها، والتي تتطلب حضورًا ذهنيًّا، وعقولًا مفكرة ومبدعة تمتلك القدرة على اجتراح الحلول المناسبة والأفكار السليمة، لكي تتمكن سفينة الوطن من مواصلة سيرها بما يحقق مصالح الجميع وتطلعاتهم.
ومن بين الخطط التي تستعد لها الحكومة الخطة الخمسية العاشرة، ورؤية “عمان 2040″ وكلتاهما بحاجة إلى مشاركة فاعلة، وأفكار خلاقة، تتوازى مع مكانتهما، وتمثل نقلة نوعية على صعيد الحلول والمبادرات الحقيقية والعملية الملموسة؛ لذلك فإن مجلس الشورى بحكم ما يتمتع به من صلاحيات رقابية وتشريعية ينظر إليه على أنه إضافة مؤسسية قادرة ومؤهلة لأن تسهم بصورة فاعلة، وبات على الأعضاء المنتخبين مواكبة هذه المهام والتحديات بروح من المسؤولية الوطنية، والانطلاق في المشاركة من جهة القيام بدوره وواجبه الوطني والحقيقي وبما يرتبه هذا الواجب تجاه وطنه بكل أمان وأخلاص وتفانٍ، ومن جهة الوفاء بما حمله الناخبون من أمانة ومسؤولية، ومن جهة الانتباه أن ما يحققه الأعضاء من نجاح في مسيرة عملهم طوال أربع سنوات ثماره لا يجنيها الوطن والناخبون وحدهم، وإنما أيضًا الأعضاء أنفسهم وأبناؤهم وأحفادهم وكل قراباتهم.
إن الإقبال الكثيف الذي شهدته مراكز التصويت في جميع ولايات السلطنة تقريبًا، ما اضطر اللجنة الرئيسية لانتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة تمديد وقت التصويت في جميع الولايات بمحافظات السلطنة إلى الساعة التاسعة من مساء أمس لإتاحة الفرصة لمشاركة أكبر عدد من الناخبين يعكس مدى النضج والوعي الوطني لدى المواطنين بأن التغيير إلى الأحسن يبدأ منهم، ومن صوتهم، ومن رأيهم والتعبير عنه بكل حرية، فاليد الواحدة لا تصفق؛ لذا لا بد أن يكون المواطن شريكًا في مسيرة التنمية، خصوصًا وأنها موجهة إليه، فهي منه وإليه، واليقين بأن الانكفاء على الذات والتقوقع وإبداء التضجر والامتعاض لن يقدم شيئًا، ولن يبني وطنًا، ولن يحقق أي تطلعات أو تغيير نحو الأفضل. فالشكر كل الشكر لتلك الجموع من المواطنين الذين حرصوا على الخروج بكثافة للمشاركة وإنجاح هذه المناسبة الوطنية، كما نزجي التهنئة لمن حالفهم الفوز من المترشحين، ونشد على أيديهم بأن يكونوا عند الثقة والموعد.
المصدر: اخبار جريدة الوطن