بكل معاني الفخر والاعتزاز، وبكل مشاعر الولاء والانتماء والعرفان، احتفلت السلطنة أمس بالعيد الوطني التاسع والأربعين المجيد، حيث كان أبناء هذا الوطن العزيز في أتم الاستعداد للتعبير عما تجيش به قلوبهم وأنفسهم في هذه المناسبة الغالية، فقد جاءت اللوحات الاحتفالية معبرة عن صادق مشاعر الحب لباني نهضة عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مغتنمين هذه المناسبة الغالية لرسم صور الفرح والبهجة على طريقتهم التي اعتادوا التعبير بها.
إن من يقلب صفحات الاحتفالات بالعيد الوطني التي عمت ربوع هذا الوطن يقف على غزارة الحب والفداء والولاء لجلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ وذلك من خلال المظاهر الاحتفالية المتمثلة في الكلمات النثرية والقصائد الفصيحة والنبطية، وارتداء الأوشحة وتزيين البيوت والشوارع والبنايات والمكاتب وتزيين السيارات وغيرها من المظاهر، الأمر الذي يعكس عظمة مناسبة العيد الوطني المجيد ومكانة صاحبها في قلوب أبنائه الأوفياء.
وعلى الجانب الآخر كانت اللحظات التي يترقب فيها أبناء عُمان الأوفياء ظهور جلالته على شاشات التلفزة متجهًا إلى ميدان الاستعراض العسكري لتفضل جلالته ـ أعزه الله ـ برعاية الاستعراض العسكري بمناسبة العيد الوطني التاسع والأربعين المجيد، وكذلك متابعهم للرعاية السامية الكريمة كانت لحظات لها شجونها وخصوصيتها تعكس عمق العلاقة الحميمية بين جلالة القائد الأب وأبنائه، وتظهر ما يحظى به جلالته من محبة واحترام وتقدير وثقة، ومدى ما يحظون به من حب وتقدير واحترام من لدن جلالته، في علاقة أبوية ارتكزت على أسس التلاحم والتكاتف والالتفاف والتكافل والتعاون، أعطتها بُعدها الوطني الذي انعكس بدوره على اللحمة الداخلية، ومفاصل العمل، والذي تم ترجمته في بناء هذا الوطن الشامخ بشموخ أبنائه وقيادته.
وإذا كانت اللوحات الاستعراضية التي قدمتها الفرق العسكرية التابعة لقوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وقوة السلطان الخاصة وشرطة عمان السلطانية عبَّرت عن الانتظام والالتزام والعزة والكرامة والإباء، ومدى ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تطور وجاهزية، فإنها أيضًا عبَّرت عن معاني الولاء والعرفان والانتماء، والاستعداد لبذل الغالي والنفيس، والقسم على حماية منجزات النهضة المباركة ومكتسباتها، والذود عن حياض هذا الوطن العزيز. لقد كان للنجاحات التي حققتها قوات السلطان المسلحة داخليًّا وخارجيًّا، وخصوصًا في مشاركاتها في التمارين والبطولات العسكرية محل تقدير ومثار إعجاب، حيث لفتت الانتباه إلى المستويات العالية من الكفاءة والقتالية والتدريب والجهوزية التي تتحلى بها، وانتقالها من تطور إلى تطور، وهذا أمر لا غرابة فيه، لكون أبناء عُمان يمتلكون السمات التي تؤهلهم لتحقيق النجاح والتقدم والتطور، وكذلك بفضل ما تحظى به قوات السلطان المسلحة من اهتمام بالغ ورعاية كبيرة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي يضع ثقته الكاملة في قواته، ولم يبخل عليها بما تحتاجه من دعم وتوجيه وتدريب، علاوة على أنها تحظى بالإشادة الدائمة من لدن جلالته ـ أبقاه الله ـ وهو ما يدل على مكانتها العظيمة في تاريخ هذا الوطن ونهضته المباركة، وما يقع على عاتقها من مهام ومسؤوليات جسام.
يحق لجميع العمانيين مدنيين وعسكريين أن يفخروا بهذه المناسبة الغالية، وأن يحتفلوا ويعبروا عن مكنون صدورهم، ويضعوا أوسمة ونياشين الولاء والانتماء والعرفان على صدر هذه النهضة المباركة، وعلى صدر هذا الوطن العزيز وقائده المفدى أيده الله، وأمد في عمره وهو يرفل في أثواب الصحة والعافية والسؤدد.
المصدر: اخبار جريدة الوطن