في الوقت الذي تواصل فيه الآلة الإعلامية الأميركية ـ الغربية ـ الصهيونية النفخ في صورة التنظيمات الإرهابية، ويعمل المسؤولون الأميركيون والغربيون على إضفاء الشرعية عليها وعلى إرهابها تحت عناوين خادعة وكاذبة لا يقبلها العقل السليم والفطرة السوية، من بينها العنوان العريض “معتدلة” و”متطرفة”، يواصل هذا الإرهاب الموسوم بـ”الاعتدال” و”التطرف” تمدده ليضرب دون هوادة البشر والشجر والحجر، ليس في المنطقة ودولها المستهدفة به، وإنما آخذ في تجاوز الحدود والعبور إلى القارات حيث مطابخ الاستخبارات التي أعدت خلطاته السحرية وأنتجت تنظيماته، وتولت مهمة رعايته وحمايته ودعمه بالتعاون مع قوى إقليمية.
ويعد تنظيم “داعش” من أهم التنظيمات التي حرصت الآلة الإعلامية الأميركية ـ الغربية ـ الصهيونية اتباعًا للإرادة السياسية في دولها على تضخيمها، حيث لا تزال لافتةً المسارعة إلى إلصاق أي عملية إرهابية في أوروبا وأميركا بهذا التنظيم، بالتزامن مع مسرحية محاربته والدعايات غير المسبوقة لما سمي بالتحالف الأميركي الذي قوامه حوالي ستين دولة وللاستراتيجية الأميركية المعلنة لمواجهة التنظيم، الأمر الذي لا يزال يثير علامات استفهام كثيرة بالمقارنة بين سرعة الانتشار والتوسع لتنظيم “داعش” مع وجود ستين دولة تغطي سماء انتشاره بالطائرات والرادارات والأقمار الاصطناعية؟ فالتنظيم قبل إعلان تشكيل التحالف واستراتيجية مواجهته لم يكن بهذا الزخم والانتشار وعلى هذا النحو المشاهد؟! الأمر الآخر الذي يلفت الانتباه هو أن هناك إرادة تسعى إلى تمدد “داعش” ليأخذ مكان “القاعدة” التنظيم الأُم في العالم كله لكي يصبح الشغل الشاغل، وبه وعليه تصاغ الأجندات والخطط والمشاريع ضد المنطقة والعالم؛ لأنه كما يبدو في عقل المنتجين والداعمين لهذا الإرهاب أن بريق القاعدة قد خفت ومحاربته لم تعد تجدي أمام الرأي العام العالمي، وبالتالي لا بد بعد النجاح في صناعة البديل الجديد أن يتم تعويمه وتعميمه على أنحاء المعمورة وتضخيمه ليكون الذريعة لعقد جديد من الغزو والاحتلال والحروب والعسكرة والسطو على ثروات الشعوب باسم محاربته وخطره وتحت ألف عنوان وعنوان.
على أن الأمر الآخر واللافت هو وقوع الهجمات الإرهابية بعد صدور التحذيرات بيوم أو يومين وخاصة تحذيرات الولايات المتحدة، حيث تقول تلك التحذيرات إنها تتوقع وقوع هجمات وشيكة تستهدف مصالحها أو رعاياها، فإذا بها تقع مستهدفة مصالح ورعايا غيرها، وهذا قد يكون مرده إلى عمل استخباري ناجح، لكنه يضع علامات استفهام. وعلى الرغم من ذلك بل من المضحك والمبكي والمثير للسخرية هو أن يستنفر الأتباع فيرددوا ما تردده واشنطن ويحذروا مما تحذر منه.
وبعيدًا عن الدواعي والأسباب والأهداف، فإن ما يتوالى من هجمات إرهابية في أوروبا يعبِّر عن أخطاء فادحة ارتكبت ولا تزال ترتكب بحق آفة الإرهاب، سواء من حيث مواصلة دعم هذه الآفة بعنوانها العريض الخادع “معارضة معتدلة” أو من حيث المراهنة على غيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة كـ”داعش والنصرة” في تدمير دول مراد استهدافها، أو من حيث غياب الإرادة الحقيقية والصادقة لمحاربة الإرهاب، وعدم وقوف الولايات المتحدة والدول الغربية المدعية محاربة الإرهاب وقفة صادقة، ومراجعة سياساتها حيال ذلك، وهو ما يعني استمرار المشاهد الدموية والكوارث والمآسي بحق الشعوب والمدنيين.
رأي الوطن : الإرهاب يضرب دون هوادة ومحاربته بحاجة إلى إرادة
في الوقت الذي تواصل فيه الآلة الإعلامية الأميركية ـ الغربية ـ الصهيونية النفخ في صورة التنظيمات الإرهابية، ويعمل المسؤولون الأميركيون والغربيون على إضفاء الشرعية عليها وعلى إرهابها تحت عناوين خادعة وكاذبة لا يقبلها العقل السليم والفطرة السوية، من بينها العنوان العريض “معتدلة” و”متطرفة”، يواصل هذا الإرهاب الموسوم بـ”الاعتدال” و”التطرف” تمدده ليضرب دون هوادة البشر والشجر والحجر، ليس في المنطقة ودولها المستهدفة به، وإنما آخذ في تجاوز الحدود والعبور إلى القارات حيث مطابخ الاستخبارات التي أعدت خلطاته السحرية وأنتجت تنظيماته، وتولت مهمة رعايته وحمايته ودعمه بالتعاون مع قوى إقليمية.
ويعد تنظيم “داعش” من أهم التنظيمات التي حرصت الآلة الإعلامية الأميركية ـ الغربية ـ الصهيونية اتباعًا للإرادة السياسية في دولها على تضخيمها، حيث لا تزال لافتةً المسارعة إلى إلصاق أي عملية إرهابية في أوروبا وأميركا بهذا التنظيم، بالتزامن مع مسرحية محاربته والدعايات غير المسبوقة لما سمي بالتحالف الأميركي الذي قوامه حوالي ستين دولة وللاستراتيجية الأميركية المعلنة لمواجهة التنظيم، الأمر الذي لا يزال يثير علامات استفهام كثيرة بالمقارنة بين سرعة الانتشار والتوسع لتنظيم “داعش” مع وجود ستين دولة تغطي سماء انتشاره بالطائرات والرادارات والأقمار الاصطناعية؟ فالتنظيم قبل إعلان تشكيل التحالف واستراتيجية مواجهته لم يكن بهذا الزخم والانتشار وعلى هذا النحو المشاهد؟! الأمر الآخر الذي يلفت الانتباه هو أن هناك إرادة تسعى إلى تمدد “داعش” ليأخذ مكان “القاعدة” التنظيم الأُم في العالم كله لكي يصبح الشغل الشاغل، وبه وعليه تصاغ الأجندات والخطط والمشاريع ضد المنطقة والعالم؛ لأنه كما يبدو في عقل المنتجين والداعمين لهذا الإرهاب أن بريق القاعدة قد خفت ومحاربته لم تعد تجدي أمام الرأي العام العالمي، وبالتالي لا بد بعد النجاح في صناعة البديل الجديد أن يتم تعويمه وتعميمه على أنحاء المعمورة وتضخيمه ليكون الذريعة لعقد جديد من الغزو والاحتلال والحروب والعسكرة والسطو على ثروات الشعوب باسم محاربته وخطره وتحت ألف عنوان وعنوان.
على أن الأمر الآخر واللافت هو وقوع الهجمات الإرهابية بعد صدور التحذيرات بيوم أو يومين وخاصة تحذيرات الولايات المتحدة، حيث تقول تلك التحذيرات إنها تتوقع وقوع هجمات وشيكة تستهدف مصالحها أو رعاياها، فإذا بها تقع مستهدفة مصالح ورعايا غيرها، وهذا قد يكون مرده إلى عمل استخباري ناجح، لكنه يضع علامات استفهام. وعلى الرغم من ذلك بل من المضحك والمبكي والمثير للسخرية هو أن يستنفر الأتباع فيرددوا ما تردده واشنطن ويحذروا مما تحذر منه.
وبعيدًا عن الدواعي والأسباب والأهداف، فإن ما يتوالى من هجمات إرهابية في أوروبا يعبِّر عن أخطاء فادحة ارتكبت ولا تزال ترتكب بحق آفة الإرهاب، سواء من حيث مواصلة دعم هذه الآفة بعنوانها العريض الخادع “معارضة معتدلة” أو من حيث المراهنة على غيرها من التنظيمات الإرهابية المتطرفة كـ”داعش والنصرة” في تدمير دول مراد استهدافها، أو من حيث غياب الإرادة الحقيقية والصادقة لمحاربة الإرهاب، وعدم وقوف الولايات المتحدة والدول الغربية المدعية محاربة الإرهاب وقفة صادقة، ومراجعة سياساتها حيال ذلك، وهو ما يعني استمرار المشاهد الدموية والكوارث والمآسي بحق الشعوب والمدنيين.