بناء على الأمر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وعملًا بالمادة رقم (58) مكررًا (12) من النظام الأساسي للدولة، أدى أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة قسم اليمين، وذلك في الجلسة الاستثنائية العلنية التي عقدها المجلس لانتخاب رئيس له ونائبيه. وينظر إلى هذه الفترة التاسعة لمجلس الشورى على أنها مرحلة يضع عليها الوطن بأكمله الرهان على عاتق أعضاء مجلس الشورى الجدد لصنع الفارق، وصناعة حاضر عُمان ومستقبلها، وجعلها في سويداء القلب، والإقدام عند ممارسة العمل الشوروي بكل أمانة وإخلاص وتفانٍ، والوضع في الاعتبار أن نجاح هذه الفترة من عمل المجلس سيكون إضافة جديدة في بنيان هذا الوطن الغالي، ولبنة جديدة في مسيرة التنمية الشاملة، ورصيدًا تاريخيًّا لأعضاء المجلس على ما قدموه وبذلوه من جهود جاءت لصالح عُمان وأبنائها، وستُرفع لهم أيادي الترحيب والاحترام.
إن الفترة التاسعة بسنواتها الأربع هي خطوة جديدة في مسار طويل يسلكه قطار التنمية الشاملة والمستدامة، مع أهمية النظر إلى حجم التحديات والمعوقات والقضايا الشائكة التي لا تخفى على أحد، وضرورة أخذها في الحسبان. فهذه السنوات الأربع تتواصل خلالها رحلة إضافة الجديد من المنجزات والمكتسبات، وهي رحلة مرفوض التوقف أمامها، أو إبداء الخور والعجز معها، وإنما تتطلب البحث عن آليات جديدة ترتقي مع حجم التحديات ومستوى المعوقات، وتفتح آفاقًا رحبة مفعمة بالأمل، وسط ثقة كبيرة لتجربة الشورى الرائعة أولاها إياها باعثها ومهندسها مؤسس نهضة عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وكذلك المواطن الذي يتطلع اليوم إلى نقلة نوعية تصنع الفارق، تكسر حاجز القلق والخوف من الحاضر والمستقبل، وتبدد الهواجس التي جعلته يرمي بأسهم الشك والخيبة والحسرة على حصاد مجلس الشورى في الفترة الثامنة، بالنظر إلى المعاناة التي تواجه الكثير من شباب هذا الوطن، وخصوصًا معاناة عدم توافر فرص العمل التي يتطلعون من خلالها إلى تحقيق أحلامهم، واستقرارهم الاجتماعي والنفسي، والإسهام في بناء وطنهم، ورد الجميل له على ما أولاهم إياه من حقوق، والوفاء بحقوقه ـ ولو جزءًا منها ـ من جانبهم.
إن أعضاء مجلس الشورى لفترته التاسعة الذين أقسموا أمس اليمين معاهدين الله والوطن والسلطان والمواطن بأن يكونوا عند العهد، والمسؤولية، مطالبون بإدراك قيمة هذا القسم وأثره في الدنيا والآخرة، وأن تقييمهم وحسابهم لا يقتصر على المواطنين الذين انتخبوهم ووضعوا فيهم ثقتهم، وإنما يكون تقييمهم وحسابهم عند رب السماوات والأرض، فأي عمل كان بمقدار مثقال ذرة أو أدنى سيراه صاحبه، كان هذا العمل خيرًا أو شرًّا. كما أن على الأعضاء الجدد أن يوقنوا أن لا قيمة للوجاهة والألقاب والدعم المادي وغيره مقابل عظم المسؤولية والأمانة الملقاتين على عاتقهم، فهناك جدول أعمال ضخم أمامهم يتمثل في الرؤية المستقبلية “عُمان 2040″، والخطة الخمسية العاشرة، وقضية الباحثين عن عمل التي تتفاقم سنة بعد سنة، ولا يوجد في الأفق حل لها، الأمر الذي يثير الكثير من المشاعر والهواجس لدى الشباب تدفعه لردات فعل تعبر عن مدى الإحباط، وتزعزع الثقة في الكثير من المفاصل العملية والخطط المستقبلية واللجان وغير ذلك. لذلك أقصى ما يتمناه المواطنون والشباب أن يتحلى الأعضاء بالشجاعة والمسؤولية والأمانة لتفعيل الصلاحيات الرقابية والتشريعية، والسعي إلى تفعيل دور مجلس عُمان بالتعاون مع مجلس الدولة. فالتطلعات والآمال والطموحات كثيرة والتحرك بتحقيق ذلك ولو جزءًا منها مردوده وأثره ينعكس بالخير على الجميع.. فاجعلوا عُمان في سويداء قلوبكم واحموها برموش عيونكم.
المصدر: اخبار جريدة الوطن