محفوفًا بعناية الله تعالى وتوفيقه عاد ـ والعود أحمد ـ إلى البلاد حضرة صاحب الجلالة مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بعد إجراء بعض العلاجات والفحوصات الطبية في مملكة بلجيكا، وكما في كل مرة يتحرك فيها الطائر الميمون المقل لباني نهضة عُمان الحديثة ـ أيده الله ـ إلى خارج البلاد، أو يتحرك فيها الموكب السامي لجلالته ـ أعزه الله ـ داخل البلاد، تتحرك معه عُمان بأسرها، حيث تهفو الأنفس إلى طائره الميمون أو موكبه السامي، وتشرئب الأعناق، وتفيض إليه الأفئدة، وتلهج الألسنة له بالدعاء، وتحيطه المشاعر الفياضة حبًّا وتلاحمًا وتكاتفًا.
لقد حرص أبناء عُمان الأوفياء على رسم الصور الوطنية التي تؤكد الخصوصية العمانية والعلاقة المتفردة والاستثنائية التاريخية لعُمان وشعبها في تظهير العلاقة بين الحاكم والمحكوم التي ترسخت في هذا العهد الزاخر، وأظهرت العمق الحضاري والتاريخي للأسس العمانية القائمة لتلك العلاقة، كيف لا؟ ولا يزال الصدق والوفاء بالعهد والإخلاص والتفاني والحب الغزير الذي يكتنف كل لحظة وكل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم وكل شهر وكل سنة من عمر هذا العهد الزاهر لجلالة السلطان المعظم ـ أبقاه الله ـ حيث الهدف هو بناء إنسان عُمان، والغاية إعلاء راية عُمان وتقدمها وتطورها ورقيها، والحفاظ على تاريخها العريق الضارب بجذوره في أعماق تاريخ الأمم التي تعاقبت، وتأصيل دورها التاريخي والثقافي والحضاري وتأثيرها الذي لا يكاد مكان في هذا العالم وإلا وينطق باسم عُمان وإسهاماتها. كيف لا؟ ولا يزال العشق وسيظل هو عُمان وأبناءها الأوفياء.
نعم، من حق أبناء عُمان أن تتحرك قلوبهم وأبصارهم وأسماعهم وألسنتهم نحو قائد مسيرة نهضتهم المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في الحل والترحال، وتجديد الولاء والعرفان والانتماء لهذا البلد العزيز وقائده العظيم، ذلك لما يعتمر قلوبهم ووجدانهم من مشاعر فياضة من الحب والولاء والعرفان والتلاحم والتكاتف والاحترام والتقدير يكنونها لجلالة قائد مسيرة نهضة عُمان الحديثة ـ حفظ الله ورعاه ـ اعترافًا وعرفانًا بما يبذله جلالته ـ أبقاه الله ـ من جهد خارق راضيًا مرضيًّا، حيث كل اهتمامه يكون مكرسًا لخدمة شعبه وتلبية حاجات كل ذي حاجة.
لقد كان للبيان الذي أصدره ديوان البلاط السلطاني عن العودة الميمونة لجلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى أرض البلاد أثره العميق في الوجدان العماني، حيث حاز البيان اهتمامًا كبيرًا ومتابعة دقيقة وذلك للاطمئنان على صحة جلالته ـ أعزه الله ـ والحب العميق والرجاء العظيم بأن تكون الفحوصات وبعض العلاجات التي أجراها جلالة القائد الأب ـ أبقاه الله ـ قد كللت بالنجاح؛ فألسنة أبناء عُمان الأوفياء لم تتوقف عن الدعاء لجلالته وأكف الضراعة لا تزال مرفوعة بأن يمن المولى جلت قدرته بالصحة والعافية على جلالة السلطان، وأن يكلأه بعين رعايته وعنايته ويمد في عمره، وأن يحفظه في حله وترحاله ويؤيده بفيض عزته ورعايته.. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
المصدر: اخبار جريدة الوطن