محفوفًا بعناية الله ورعايته وتوفيقه، غادر الطائر الميمون المقل لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى مملكة بلجيكا حيث سيجري جلالته ـ أيده الله ـ الفحوصات الطبية للاطمئنان على صحته.
وما أن تناهى بيان ديوان البلاط السلطاني بشأن رحلة جلالته إلى مملكة بلجيكا إلى مسامع أبناء عُمان الأوفياء حتى أخذت ألسنتهم تلهج بالدعاء والتضرع للمولى عز وجل بأن يحفظ جلالة قائدهم المفدى، ويكلأه بعين رعايته وعنايته في حله وترحاله، ويحقق بواسع كرمه ولطفه وتوفيقه وبحوله وقوته الرجاء بأن يشفي قائدهم المفدى شفاءً تامًّا، شفاء لا يغادر سقمًا، ويجعل من مقصده حيث يجري جلالته الفحوصات الطبية بشرى خير وسؤدد، ويعود إلى عُمان سالمًا غانمًا معافى وهو يرفل في أثواب قشيبة من الصحة والعافية، ليواصل قيادة مسيرة التنمية الشاملة بحكمته وبصيرته ورؤيته المستنيرة.
إن الارتباط الأبوي بين جلالة القائد المفدى وأبناء شعبه الأوفياء ارتباط متين، جذوره ضاربة في أعماق القلوب والوجدان، تتبدى مفرداته من خلال تلك الصورة المعبرة وذلك التلاقي الحميم، والتلاحم والتكاتف والالتفاف الذي يكتسب عظمة وقوة ومتانة مع مرور الأيام، ومع كل مرحلة من مراحل النهضة المباركة التي ترجمت صدق الوعد عبر منجزات ومكتسبات، وحقوق وقيم ومبادئ، وتماسك وتراحم وتلاحم وتكاتف، وحب وألفة، وتفانٍ وإخلاص، أخذت تلك الكلمات المعبرة الصادقة والمواقف الأبوية الحكيمة من لدن باني نهضة عُمان الحديثة جلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ تحجز مكانها واقعًا وتاريخًا وصدقًا وعلاقة بين قائد أب وعد وأوفى وأخلص، وشعب استجاب وتفانى وأخلص.
لذلك لا غرابة أن يحتل بيان ديوان البلاط السلطاني وهو يعلن رحلة جلالة السلطان المعظم إلى مملكة بلجيكا الاهتمام الأول، وأن يكون الشغل الشاغل، ويبعث في الوجدان والأنفس المشاعر الجياشة، وأن تسح العيون من مآقيها الدموع، وأن ترتفع الأكف المؤمنة تضرعًا وخشوعًا ورجاء للمولى جلت قدرته بأن يستجيب لهم دعاءهم، ويحقق رجاءهم بشفاء جلالة قائدهم الأب، ويقر أعينهم برؤيته يرتع في الصحة والخير والعميم والرخاء والنعيم.
وإذا كان الزعماء العظام يحجزون عروشهم الوثيرة في قلوب شعوبهم أولًا وفي صفحات التاريخ الإنساني، فإن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ قد سكن لب قلوب أبناء عُمان الأوفياء، وفاق حبهم له الوصف، فما أن يظهر جلالته ـ أعزه الله ـ على شاشات التلفزة أو يرد مقام جلالته في وسائل الإعلام المحلية اسمًا أو اسمًا وصورة يكون لها وقعها الكبير وفيضها العميق الغزير بمشاعر الحب والبهجة والسرور، فتتحول تلك المشاعر إلى طاقات إيجابية تدفع نحو مزيد من الاطمئنان والرجاء والأمل، حيث كل قلب مؤمن بعُمان وبجلالة قائدها المفدى، وكل عين تشرئب إلى إنجازات جديدة ولبنات جديدة تتحقق على يدي قائد همام مخلص محب محبوب مطاع موثوق في بلاد اسمها عُمان تستلقي على شواطئها الدافئة، وهي ترسل للعالم رسل السلام والتسامح والتواصل والمحبة وحب الخير واحتضان الآخر، وتعمل مع العالم وقواه ومنظماته من أجل السلام والأمن والاستقرار والرخاء والتنمية بكل ثقل وثقة وحكمة واتزان.
ومثلما الدعاء هو حق وسبيل الإجابة، فإنه حقًّا علينا أن نضرع لرب الكون أن يمنَّ على جلالة قائدنا وأبينا وباني نهضتنا المباركة بالصحة والعافية، وأن يحفظه لنا في حله وترحاله، وينزل عليه سحائب كرمه وعنايته ورعايته وتوفيقه، وأن يعيده إلينا معافى سالمًا غانمًا.. إنه سميع مجيب الدعاء.
المصدر: اخبار جريدة الوطن