الأربعاء ، 25 ديسمبر 2024
احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : حقوق الشباب والأطفال.. رعاية مستمرة

رأي الوطن : حقوق الشباب والأطفال.. رعاية مستمرة

قد لا تبدو المنجزات بما تحمله من معان وأهداف وطنية وإنسانية وتنموية ظاهرة للعيان للكثير من الناس، إلا حين يتم مقارنتها بنظيرها في أماكن مختلفة من العالم، عندها يوقن أولئك الناس حجم الجهد وسمو الفكر وحكمة السياسة وفلسفة الحكم، ما يشيع في الأنفس والعقول الارتياح والقناعات ومشاعر الفخر والاعتزاز.
وحين نأخذ مثالًا على ذلك، وهو حقوق الطفل والشباب ورعايتها والاهتمام بها، فإننا نقلب الصفحات المجيدة التي خطها قلم النهضة المباركة بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ ونقارنها مع أوضاع الأطفال والشباب في العديد من دول العالم تبرز القيم والمبادئ الأخلاقية والمعاني الإنسانية وعظمة الفكر وحكمة السياسة من خلال البرامج والخطط التي وضعتها السلطنة لحفظ حقوق الطفل والشباب ورعايتها وتكريس الاهتمام بها انطلاقًا من النظرة الواعية بأن حقوق هؤلاء الأطفال والشباب ورعايتها اليوم إنما نحفظ بها حقوق بُناة الحاضر ورجال الغد والمستقبل الذين سيواصلون ما جاءت من أجله النهضة المباركة من مسيرة تنموية شاملة ومستدامة، كما تنطلق برامج وخطط الاهتمام بحقوق الطفل وخططه من الهدف الأساس الذي جاءت من أجله النهضة المباركة وهو تنمية الإنسان العماني، حيث أخذت هذه البرامج والخطط تستمد عمقها وقوتها من هذا الهدف.
والحق يقال، إن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ غفر الله له ـ قد أضاف إلى الميراث الإنساني وإلى الشخصية العمانية المتحابة والمتآلفة والمتآخية والمتعاونة والمحبة للآخر، صفحة إنسانية مجيدة من خلال اهتمام أخذ يتعاظم عبر خمسة عقود، ولا يزال يتواصل ويواصل عطاءه تجاه الشباب، والأطفال رجال الغد في ظل النهضة المتجددة التي يقودها بذات الحكمة والاقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
إن من يطالع وضع الكثير من الأطفال والشباب في العالم اليوم ليحز في نفسه ويألم كثيرًا من فرط ما طال حقوقهم، فالتطورات في المنطقة والكثير من مناطق الصراع في العالم، تظهر بوضوح عدم المبالاة وعدم الاحترام لأي قانون سماوي أو إنساني أو دولي، حيث الرغبة في استخدام القوة وارتكاب الجرائم والمذابح والتدخل العسكري وقتل الأطفال والنساء، وتجنيد هؤلاء الأطفال والشباب والزج بهم في الصراعات، ما يتنافى مع الشرائع السماوية والقانون الدولي.
لذلك إشادة الأمم المتحدة والدول المشاركة بالجهود التي تقوم بها حكومة السلطنة، بالتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع المدني في البلاد؛ لتوفير مظلة شاملة لحماية الشباب والأطفال من العنف ومن أي مؤثرات سلبية، إشادة لم تأتِ من فراغ، وإنما جاءت بناء على حقائق ووقائع ثابتة وواضحة أمام مرأى الجميع. ففي معرض مشاركة السلطنة الأربعاء الماضي في الاجتماع السياسي رفيع المستوى الذي عقد تحت مظلة الأمم المتحدة عبر الاتصال المرئي، واستعراض تجربتها في مجال حماية الشباب والأطفال من العنف، والذي (الاجتماع) يأتي ضمن خطط السلطنة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عا 2030م، أوضح سعادة السفير الدكتور محمد بن عوض الحسّان مندوب السلطنة الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك بأن السلطنة تعد دولة فتية، حيث يشكل الشباب والأطفال ما دون سن العشرين ما نسبته 46% من مجموع المواطنين، وأنه من الطبيعي أن نرى هذا الاهتمام الذي توليه الحكومة للشباب الذين باتوا في صدارة خطط الحكومة وأولوياتها، لا سيما ضمن رؤية 2040، وتوفير الرعاية الصحية، وجودة التعليم، وفرص العمل والإبداع وبما يساعدهم على تحقيق تطلعاتهم.
إن حماية حقوق الشباب والأطفال وإيلاءهم الرعاية التامة إنما هو استثمار عظيم في الرأسمال البشري للنهوض بالتنمية والتقدم والتطور والاستقرار، فحري بالأمم المتحدة أن تساعد الدول التي حُرمت عمدًا من الاستثمار في شبابها وأطفالها.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى