جميل أن نعرِّف العالم بأنفسنا وببلادنا وبتاريخها وحضارتها وتراثها وثقافتها، ولكن هذا لا يتأتى إلا بما نبذله من جهود في هذا الصدد، وما نعده من خطط وبرامج لإيصال رسالتنا إلى الآخرين.
اليوم وفي ظل التطور التقني الحديث الذي يبلغ شأوه ويتسع مداه جاعلًا العالم كأنه قرية، تبدو مقدرتنا على التعريف بإمكانات بلادنا الاقتصادية والاستثمارية والسياحية أكبر عن ذي قبل، وذلك من خلال التوظيف للتقنيات الحديثة في مجال الاتصال من ناحية، وتنفيذ الحملات الإعلامية والتعريفية والترويجية بصورة مباشرة من ناحية أخرى.
وتعد حلقات العمل الترويجية المتنقلة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والتي ستبدأ أولاها وزارة السياحة خلال الفترة من الـ7 إلى الـ11 من أكتوبر الجاري خطوة جيدة في مضمار الترويج السياحي المطلوب، حيث يأتي تنظيم هذه الفعاليات الترويجية المتنقلة في مدن الدوحة والكويت وجدة والرياض ودبي على التوالي استكمالًا لجهود الوزارة ومؤسسات القطاع السياحي العماني في الترويج للمقومات والوجهات والمواسم السياحية الشتوية والصيفية بالسلطنة، حيث يتم الالتقاء المباشر بين المشاركين من مؤسسات ومنشآت السفر والسياحة بالسلطنة مع نظرائهم في السوق السياحية الخليجية بحضور وسائل الإعلام.
ويمكن أن توصف هذه الفعاليات السياحية الترويجية بأنها فكرة رائعة، تتجاوز حالة الاقتصار على الفعاليات السياحية الإقليمية والدولية المتمثلة في معارض السفر والسياحة، فالمبادرة دون انتظار مثل هذه المناسبات أمر مطلوب، ويستكمل بها الجهود المبذولة في استغلال الفعاليات السياحية أحسن استغلال، فضلًا عن أنه ليس بالضرورة أن تشارك في معارض السفر والسياحة جميع دول العالم، وبالتالي يأتي هذا الحراك استكمالًا لما سبق من جهود.
لقد أحسنت وزارة السياحة بتنظيم هذا النوع من الترويج، بالتنسيق مع مكاتب التمثيل السياحي التابعة لها بدعوة حوالي 100 شركة ومؤسسة سياحية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المحلية في الدول المستضيفة، حيث سيتم ـ وحسب الوزارة ـ تقديم عروض مرئية تعريفية وترويجية عن المقومات والخدمات والمنتجات السياحية بالسلطنة، بالإضافة إلى إجراء لقاءات مباشرة بين المدعوين من الدول المستضيفة والمشاركين من السلطنة، وتقديم عروض ترويجية من المؤسسات والمنشآت المشاركة والتي بلغ عددها 16 منشأة ومؤسسة سياحية تمهيدًا لتوقيع عقود مشتركة بين هذه المؤسسات والمنشآت في السوق السياحية العمانية ونظرائها الخليجية.
ما من شك أن هذه الفعاليات تمثل منصة متقدمة على صعيد الترويج السياحي وتسويق مكامن الجمال الطبيعي والأثري في السلطنة، وسيمكن المشاركين من معرفة المزيد من الآراء والأفكار والمتطلبات لدى المؤسسات السياحية ومكاتب السفر والسياحة وشركات الطيران في الدول الخليجية، والتي يعد جزء منها مبدى من قبل السياح في هذه الدول، ومن المؤكد أن هذه المؤسسات السياحية وشركات الطيران في الدول الخليجية لديها رصيد جيد من الخبرات وهو ما سيكون له أثره عبر هذا الاحتكاك من حيث مد رصيدنا في هذا المجال بالخبرات والقيم المضافة، وتعظيم قيمة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي يقوم فيه القطاع الخاص بالدور الأكبر ويضخ فيه معظم استثماراته.
إن السلطنة تعد من الأماكن التي يفضلها السائح الخليجي والأجنبي، بالنظر إلى ما تتيحه من تنوع في مجال السياحة والترفيه، وسياحة المغامرات وتسلق الجبال، وركوب البحر والغوص، وسباقات الخيل والهجن، فضلًا عن الهدوء الذي في العادة يبحث عنه السائح أيضًا، ولم تعد عُمان خافية على أحد وما تمتلكه من إرث حضاري وتاريخي ضارب في القدم، إلى جانب طبيعة الشخصية العمانية المحبة والمتسامحة والقابلة للآخر ذاب بشاشة وكرم وترحاب.
إن الطموحات برؤية الثراء وتحقق الأهداف ومضاعفة الإسهام في الناتج المحلي من قبل قطاع السياحة هي طموحات عريضة، ولكن تبقى الجهود المبذولة، والخطوات العملية، والخطط المنتجة أمرًا لا بد منه.
المصدر: اخبار جريدة الوطن