**
تحتفل شرطة عمان السلطانية اليوم ومعها القيادة الحكيمة والمجتمع العماني بيومها السنوي الذي يوافق الخامس من يناير من كل عام، اليوم الذي يستحق أن يقال عنه من الأيام الوطنية الرائعة والمحفورة على جبين هذا الوطن الغالي، والأيام الوطنية السعيدة من أيام النهضة المباركة، لكون هذا الجهاز الشرطي ولد من رحم الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ إيمانًا من جلالته بأن حركة التنمية الشاملة التي ينشدها من أجل بناء هذا الوطن ومستقبل النهضة تحتاج إلى درع واقية تقيها من أي انحناءات أو انعطافات طارئة تحرف المسيرة المظفرة عن مسارها المرسوم أو تعيقها، فتضيع بالتالي المصلحة العليا للوطن والمواطن، ولما قدمته وتقدمه شرطة عمان السلطانية من أدوار وجهود تستحق التقدير والثناء والاحترام، وتبعث على الفخر والاعتزاز والتي شكلت إلى جانب قوات السلطان المسلحة عنوانًا للسيادة والكرامة والوحدة الوطنية وحماية المنجزات والمكتسبات، ولدولة المؤسسات والقانون، وحماية الحقوق واحترامها وغرس قيم العدالة واحترام الأنظمة والقوانين من خلال عينها الساهرة.
لقد أثبتت شرطة عمان السلطانية منذ إنشائها أنها رقم مهم جدًّا في معادلة البناء والتنمية الشاملة وإرساء دولة المؤسسات والقانون، عبر دورها في مكافحة الجريمة بشتى أنواعها ومنع انتشارها والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس أو العبث بحقوق المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم وأرواحهم وأعراضهم وملاحقة الجناة وتقديمهم ليد العدالة، ودورها في حفظ الآداب العامة والنظام في كافة المجالات، وكذلك دورها في السلامة المرورية وتأمين النظام في الطريق عبر المتابعة المستمرة بتسيير الدوريات ونصب أجهزة رصد السرعة الثابتة والمتحركة وتقديم خدماتها الإسعافية عند وقوع الحوادث، إضافة إلى دورها في مراقبة المنافذ الحدودية وتشديد دور خفر السواحل وذلك لمنع أي محاولات تهريب أو دخول غير شرعي، وقد حققت في هذا الجانب نجاحات كبيرة عبر قدرتها على ضبط محاولات تهريب والقبض على مئات من الأشخاص الذين حاولوا دخول البلاد بطريق غير شرعي، فضلًا عن توليها مسؤولية الجمارك.
وكذلك حرصها على تقديم خدماتها ومدها إلى المواطن والمقيم على بساط الراحة والأريحية وتقدير قيمة الوقت وتوفيره، موظفةً في ذلك التقنيات الحديثة من أجل إنجاز معاملات المواطنين والمقيمين والزوار، ومسخِّرةً إمكاناتها في التوسع الخدماتي بإنشاء قيادات جغرافية جديدة في محافظات السلطنة كافة، وإنشاء مراكز للشرطة ومبانٍ لتقديم الخدمات وأخرى للدفاع المدني والإسعاف، وفي استيعاب الباحثين عن العمل والمخرجات التعليمية، والاهتمام بالموارد البشرية بتنفيذ البرامج والدورات التدريبية لرفع مستوى التأهيل والتدريب ومراكمة الخبرات، ومواكبة العصر ومخترعاته بتزويد رجالات الشرطة بكل ما يحتاجونه من أحدث وسائل إنجاز المعاملات والمراقبة والانضباط.
فكم هو باعث على الفخر والاعتزاز والراحة النفسية أن ينجز المواطن والمقيم والزائر معاملاته أينما كان وفي أي وقت وفي وقت وجيز، فضلًا عن إنشاء وحدات المهام الخاصة من أجل نشر مظلة الأمن والأمان والطمأنينة.
إن شرطة عمان السلطانية وهي تحتفل بيومها السنوي يحق لها أن تفاخر أولًا بالاهتمام الكبير والمتنامي الذي يوليه جلالة القائد الأعلى ـ أيده الله ـ وبالثقة والاحترام اللذين تحظى بهما من قبل المواطنين والمقيمين على السواء، واللذين بأسلوبها الراقي في التعامل وبكفاءتها استطاعت أن تضع لها شأنًا كبيرًا في المجتمع العماني، وأن تحظى بسمعة طيبة في الداخل والخارج نتيجة الانطباع الذي خرج به المقيمون بناء على ما يجدونه من حسن تعامل وأسلوب راقٍ.
نزجي التهنئة لرجال شرطة عمان السلطانية في يومهم الوطني السعيد، ونشد على أيديهم من أجل الاستمرار في إنجازاتهم، ونحو مزيد من الرقي والتطور.