احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : سلامة الغذاء أساس الصحة

رأي الوطن : سلامة الغذاء أساس الصحة

منذ بزوغ فجر النهضة المباركة أخذ مفهوم سلامة الغذاء يتعزز وذلك لارتباطه ارتباطًا تامًّا بمفهوم الصحة البشرية والبيئية وغيرها، فكما هو معروف أن الغذاء يمثل حاجة أساسية للإنسان لا تستقيم الحياة بدونه، وكلما كان الغذاء سليمًا صحيًّا انعكس ذلك بصورة مباشرة على صحة الإنسان، والعكس صحيح.
اليوم وفي ظل النهضة العلمية والصناعية التي يشهدها العالم، وفي ظل تسابق شركات الأغذية لطرح منتجات جديدة بهدف جني أرباح وفيرة أخذت الأسواق تشهد أنواعًا هائلة من المنتجات الغذائية المصنعة والمهندسة وراثيًّا، حيث أثبت الكثير منها إضراره بصحة الإنسان، والتسبب في إصابته بالعديد من الأمراض، وخصوصًا الأمراض المزمنة كالسرطان والسكري، وكذلك الأمراض الأخرى كالسمنة، وذلك نتيجة العناصر الكيميائية وغير الصحية التي تتفاعل مع الغذاء فتسبب المرض لمتناوله، الأمر الذي يرتب جملة من الأعباء الصحية والمالية، سواء على الإنسان ذاته أو على مستوى الحكومة، فضلًا عن العوامل الأخرى التي تتداخل مع ذلك، كالعامل الوراثي الذي يصبح مهدِّدًا لبقية أفراد العائلة.
إن الصحة قيمة عظيمة لا تقدر بثمن، فإذا امتلكها الإنسان فعليه أن يشكر المولى سبحانه وتعالى على هذه النعمة وذلك بالمحافظة عليها، وعدم إلقاء نفسه إلى التهلكة، وتجنب تناول الغذاء غير النافع والذي لا يحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، والتوازن في تناوله الطعام، والانتباه إلى الأغذية التي تدخل فيها الهندسة الوراثية والزيوت المهدرجة والسكريات التي ينصح الأطباء دائمًا بتجنبها، وعدم الإكثار من المشروبات الغازية وترك التدخين وغير ذلك من العادات غير الصحية.
إن واقع الحياة المعاصرة اليوم مليء بالشواهد الكثيرة على الأمراض والمخاطر التي أصابت العديد من الناس فأصبح تردادهم اليومي من البيت إلى المستشفى والعكس، أو المكوث داخل المستشفيات لفترات، ناهيك عن المعاناة والآلام التي تنتابهم والحرمان من لذة الطعام الصحي المكتمل العناصر الغذائية، بل ولذة الحياة.
لذلك تظل سلامة الغذاء أمرًا مهمًّا وضروريًّا، ومن واجب كل إنسان أن يحرص على سلامة غذائه ليحافظ على صحته، وليكون إنسانًا صحيحًا معافى سليمًا قادرًا على رعاية نفسه وأسرته، وعلى العطاء المنتظر منه، ومن هنا تحرص حكومة السلطنة على متابعة الأسواق والأغذية المعروضة بها، والتأكد من سلامتها وصلاحيتها وتحليل مكوناتها وعناصرها، والتنبيه والتوعية لجميع المواطنين والمقيمين بعدم تناولها إذا كانت لها آثار ضارة بالصحة، أو الإقدام على سحبها من السوق ومنع استيرادها.
وترجمة لهذا الاهتمام الكبير بالصحة وسلامة الغذاء، حرصت السلطنة ممثلة في وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه على مشاركة دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي الثاني لسلامة الأغذية 2020م تحت شعار» سلامة الغذاء مسؤولية الجميع» والذي يوافق السابع من يونيو من كل عام. ويأتي الاحتفال هذا العام من قبل هيئة الأمم المتحدة لما للغذاء الآمن من فوائد عديدة ولتعزيز الاهتمام بالوقاية من المخاطر المنقولة بالأغذية، والكشف عنها وإدارتها، وتكثيف الجهود للمساهمة في الأمن الغذائي وصحة البشر والازدهار الاقتصادي والزراعي والتنمية المستدامة.
ويهدف إلى تعزيز الجهود المبذولة لضمان سلامة الأغذية التي يتم تناولها، وكذلك دعم الإجراءات والخطط للوصول إلى غذاء أكثر أمانًا، حيث يمثل فرصة مهمة لزيادة الوعي بأهمية الحصول على المواد الغذائية الملائمة وأثر ذلك في الوصول لحياه صحية. وحيال هذا الأمر «تبذل الوزارة ممثلة بمركز سلامة وجودة الغذاء جهودًا مستمرة لإنجاز البرامج والخطط والأنظمة الرقابية المتعلقة بسلامة جودة وصلاحية المنتجات الغذائية، ورفع مستوى الوعي بسلامة الغذاء لكل المعنيين، سواء للجهات التي تقوم بإنتاج الأغذية أم تجهيزها أم بيعها أم تحضيرها؛ لضمان تنفيذ سياسة سلامة وجودة الغذاء في مختلف مراحل تداوله».


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى