احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: سوريا.. إعادة انتشار وليس انسحابا

رأي الوطن: سوريا.. إعادة انتشار وليس انسحابا

مع مواصلة وحدات الجيش العربي السوري تعزيز نقاط انتشارها وتمركزها في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة الحسكة في إطار مهامها لمواجهة العدوان التركي، يعيد الأميركي تموضعه العسكري غير الشرعي على الأرض السورية، انطلاقًا مما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أحقية بلاده في نهب الثروات النفطية السورية، والإبقاء على عدد من الجنود الأميركيين من أجل ذلك.
المشهد السوري على وقع الأدوار التآمرية يكتظ بالكثير من الشواهد الدالة على مدى الأطماع الكبرى لدى معشر المتآمرين على سوريا، فعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة عن سحب قواتها غير الشرعية من الأراضي السورية باتجاه العراق، إلا أن الأقوال شيء، والأفعال شيء آخر، حيث لا تزال الأفعال تناقض الأقوال، ولا يوجد شيء على الأرض يؤكد ما يتفوه به المسؤولون الأميركيون حول سحب قواتهم، وإنما ما يحدث اليوم هو إعادة انتشار القوات الأميركية غير الشرعية، وإعادة تموضعها في المناطق الاستراتيجية الحيوية، ومناطق الثروات النفطية.
من الواضح أن ما يريده الأميركي في سوريا ويخطط له هو أن يجعل كلًّا من سوريا وتركيا في صدام عسكري وسياسي مستمر، وهو نوع من المشاغلة والإنهاك العسكري والاقتصادي للدولتين في الوقت ذاته، مع ما يستتبع ذلك مزيدًا من التدمير للبنية الأساسية السورية، والتهجير للمواطنين السوريين، حيث بدا ذلك واضحًا من خلال الهجمات الإرهابية التي تقوم بها العصابات الإرهابية العاملة تحت راية العدوان التركي على سوريا، فما يدور في المناطق السورية المعتدى عليها تركيًّا هو نوع من التطهير العرقي والطائفي وإن كان أسلوبًا قائمًا منذ بدء التآمر على سوريا، حيث يسعى المعتدي المتآمر إلى جعل مناطق شمال سوريا موالية له، وقد بدأ فيها فعلًا بالغزو الثقافي المتمثل في اللغة والولاء والانتماء عبر المؤسسات الصحية والتعليمية والثقافية والأمنية والعسكرية التي أقامها هناك؛ أي موالاة العدو المتآمر، وهو استعمار واحتلال مغطى بمظاهر وشعارات خادعة للأسف الشديد.
إن المعلومات المتداولة عن عزم الولايات المتحدة إقامة ثلاث قواعد عسكرية جديدة في شمال وشرق سوريا بالتعاون مع التحالف الدولي تعكس النيات الخبيثة المبيتة ضد سوريا، وتؤكد أن أحد الدوافع والأهداف الكبرى من التدخل الأميركي الصهيوني ـ الغربي في سوريا هو وضع اليد على ثرواتها، وعلى احتلال مناطق منها وفصلها، خصوصًا وأن هذا الأمر يأتي بُعيْدَ إعلان واشنطن عن تصفيتها المدعو أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، وهو ما يفترض أن يرتب مواقف إيجابية، وإبداء حسن النية تجاه الدولة السورية وشعبها وإنهاء التدخل وسحب الوجود غير الشرعي، إلا أنه ما يحدث هو العكس بإعلان الأطماع وعدم التورع من التصريح بالرغبة في نهب ثروات الشعب السوري الذي كانت حقوقه ومطالبه شعارات فضفاضة ورنانة لدى هؤلاء الطامعين لتبرير تدخلهم غير الشرعي في الشأن الداخلي السوري، والدفع بالتنظيمات الإرهابية وإنتاج المزيد منها لتدمير البنية الأساسية السورية، ولإسقاط الحكومة السورية الشرعية، وبعد كل هذا، هل يصح أن يكون هناك سوري يعمل خارج مصالح وطنه، وخارج مسؤوليته الوطنية وواجبه الوطني، إلا إذا كان له ولاء لغير وطنه؟ فالمطالب السلمية عبر الحوار الوطني البنَّاء شيء، والتخندق في خندق المتآمرين والمعادين شيء آخر.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى