الأربعاء ، 25 ديسمبر 2024
احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن : عقول وسواعد قاهرة للصعاب والتحديات

رأي الوطن : عقول وسواعد قاهرة للصعاب والتحديات

توالي الكفايات والكفاءات العمانية في القطاع الصحي تسجيل إنجازاتها على صفحات هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مبشرة بعهد تجني فيه بلادنا ثمار مسيرة نهضتها المباركة التي جعلت من الإنسان العماني محور التنمية وغايتها، فتحقيق السلطنة ممثلة في الخدمات الصحية إنجازًا عالميًّا من قبل منظمة الصحة العالمية باجتيازها التقييم الشامل لإدارة اللقاحات بنسبة 99% لتكون بذلك الأولى عالميًّا مركز كبير ومهم يضاف إلى رصيد الإنجازات للسلطنة ونهضتها المباركة.
إن هذا الإنجاز لا يبعث على الفخر كإنجاز جديد تسجله الكفايات الطبية العمانية فحسب، وإنما تؤكد الرؤية الحاذقة والصائبة والمستنيرة لجلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ نحو أهمية الاهتمام بالموارد البشرية وبالإنسان العماني، وأن تنميته والاستثمار فيه هو الإنجاز الحقيقي والنجاح الباهر للنهضة المباركة، وإيمان جلالته ـ أبقاه الله ـ بأن العقول والسواعد العمانية قادرة دومًا على قهر الصعاب ومواجهة التحديات، وعلى تحقيق الأهداف والرؤى، بدليل ما تتكئ عليه عُمان من رصيد حضاري ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، فكيف الحال بهذه العقول والسواعد إذا ما حصلت على العناية والرعاية اللازمتين والكافيتين، ووفرت حقوق التعليم والصحة وسائر مظاهر الاستقرار النفسي والاجتماعي؟
ما من شك أن عملية إدارة اللقاحات ليست سهلة، بل تتطلب اهتمامًا كبيرًا وخاصًّا، وأماكن خاصة ومأمونة، وكل لقاح يتطلب عناية خاصة من حيث درجة الحرارة ومستوى معين من الأمان والحفظ وغير ذلك؛ لأن سلامتها تتوقف عليها حياة الإنسان ومستقبله، ولذلك كان التقييم يشتمل على نقاط قوة وضعف، وللأهمية الكبرى لهذه اللقاحات أجرى وفد من منظمة الصحة العالمية تقييمًا شاملًا لإدارة اللقاحات في برنامج التحصين، وذلك في الفترة من الـ20 إلى الـ30 من شهر مارس الجاري من أجل الوقوف على نقاط القوة، وكذلك معرفة نقاط الضعف والتوصيات التي تقترحها منظمة الصحة العالمية من أجل تطوير منظومة إدارة اللقاحات لتحقيق المعايير العالمية في هذا المجال، وقد قام الفريق بتقييم المؤسسات الصحية في السلطنة بجميع المستويات التي تقدم التطعيمات في محافظات السلطنة، كما شمل التقييم المخزن المركزي للقاحات والمخازن الإقليمية في المحافظات والمؤسسات الصحية التي تقدم الخدمة بعد أن قام الفريق بجمع البيانات وتحليلها.
إن اجتياز السلطنة ممثلة بالخدمات الصحية لمعايير التقييم الشامل التي وضعتها منظمة الصحة العالمية على جميع المستويات؛ بداية من وصول اللقاح إلى المخزن المركزي، ومن ثم نقله إلى محافظات السلطنة حتى وصوله للمتلقي للخدمة، وكيفية إدارة اللقاحات من حيث المأمونية والجودة وحفظ وتداول اللقاحات في جميع المستويات، يعكس هذا الاجتياز مدى التطور الذي شهده القطاع الصحي في السلطنة وحرص القائمين عليه، وكذلك الحرص على تلازم صحة الأفراد وصحة البيئة، وأن تطور صحة الأفراد في عالمنا المعاصر ـ على الأقل خلال العقود القليلة الماضية ـ لم يكن نتيجة الاكتشافات الطبية الحديثة فحسب، وإنما كان نتيجة التغير الذي حصل في البيئة الإنسانية بفضل جهود الإنسان، وحملات التحصين والتلقيح والتوعية بأهمية النظافة الشخصية ونظافة المكان، ودرء مسببات الأمراض والتخلص منها، وكيفية التعامل السليم مع المرض والدواء والالتزام بإرشادات الطبيب ونصائحه. كما أن حصول السلطنة على المركز الأول عالميًّا يعكس حرص السلطنة على توفير الرعاية الصحية للجميع في كل مكان وفي زمن قياسي الذي هو الآخر يعد إنجازًا ضخمًا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل توافرت مراكز لمراقبة الأمراض المعدية وفحص الوافدين بصورة دورية للتأكد من خلوهم منها، مع جهود دؤوبة للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية بالتعاقد مع أفضل الأطباء وابتعاث الأطباء العمانيين والمتميزين من الهيئات الفنية والتمريضية إلى الخارج للحصول على درجات علمية أعلى والتخصص في بعض المجالات المطلوبة، فضلًا عن التدريب المستمر لرفع مستوى أعضاء الهيئات الطبية والفنية والتمريضية، للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم والتقنية في تشخيص وعلاج الأمراض.

عن المشرف العام

رأي الوطن : عقول وسواعد قاهرة للصعاب والتحديات

توالي الكفايات والكفاءات العمانية في القطاع الصحي تسجيل إنجازاتها على صفحات هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مبشرة بعهد تجني فيه بلادنا ثمار مسيرة نهضتها المباركة التي جعلت من الإنسان العماني محور التنمية وغايتها، فتحقيق السلطنة ممثلة في الخدمات الصحية إنجازًا عالميًّا من قبل منظمة الصحة العالمية باجتيازها التقييم الشامل لإدارة اللقاحات بنسبة 99% لتكون بذلك الأولى عالميًّا مركز كبير ومهم يضاف إلى رصيد الإنجازات للسلطنة ونهضتها المباركة.
إن هذا الإنجاز لا يبعث على الفخر كإنجاز جديد تسجله الكفايات الطبية العمانية فحسب، وإنما تؤكد الرؤية الحاذقة والصائبة والمستنيرة لجلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ نحو أهمية الاهتمام بالموارد البشرية وبالإنسان العماني، وأن تنميته والاستثمار فيه هو الإنجاز الحقيقي والنجاح الباهر للنهضة المباركة، وإيمان جلالته ـ أبقاه الله ـ بأن العقول والسواعد العمانية قادرة دومًا على قهر الصعاب ومواجهة التحديات، وعلى تحقيق الأهداف والرؤى، بدليل ما تتكئ عليه عُمان من رصيد حضاري ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، فكيف الحال بهذه العقول والسواعد إذا ما حصلت على العناية والرعاية اللازمتين والكافيتين، ووفرت حقوق التعليم والصحة وسائر مظاهر الاستقرار النفسي والاجتماعي؟
ما من شك أن عملية إدارة اللقاحات ليست سهلة، بل تتطلب اهتمامًا كبيرًا وخاصًّا، وأماكن خاصة ومأمونة، وكل لقاح يتطلب عناية خاصة من حيث درجة الحرارة ومستوى معين من الأمان والحفظ وغير ذلك؛ لأن سلامتها تتوقف عليها حياة الإنسان ومستقبله، ولذلك كان التقييم يشتمل على نقاط قوة وضعف، وللأهمية الكبرى لهذه اللقاحات أجرى وفد من منظمة الصحة العالمية تقييمًا شاملًا لإدارة اللقاحات في برنامج التحصين، وذلك في الفترة من الـ20 إلى الـ30 من شهر مارس الجاري من أجل الوقوف على نقاط القوة، وكذلك معرفة نقاط الضعف والتوصيات التي تقترحها منظمة الصحة العالمية من أجل تطوير منظومة إدارة اللقاحات لتحقيق المعايير العالمية في هذا المجال، وقد قام الفريق بتقييم المؤسسات الصحية في السلطنة بجميع المستويات التي تقدم التطعيمات في محافظات السلطنة، كما شمل التقييم المخزن المركزي للقاحات والمخازن الإقليمية في المحافظات والمؤسسات الصحية التي تقدم الخدمة بعد أن قام الفريق بجمع البيانات وتحليلها.
إن اجتياز السلطنة ممثلة بالخدمات الصحية لمعايير التقييم الشامل التي وضعتها منظمة الصحة العالمية على جميع المستويات؛ بداية من وصول اللقاح إلى المخزن المركزي، ومن ثم نقله إلى محافظات السلطنة حتى وصوله للمتلقي للخدمة، وكيفية إدارة اللقاحات من حيث المأمونية والجودة وحفظ وتداول اللقاحات في جميع المستويات، يعكس هذا الاجتياز مدى التطور الذي شهده القطاع الصحي في السلطنة وحرص القائمين عليه، وكذلك الحرص على تلازم صحة الأفراد وصحة البيئة، وأن تطور صحة الأفراد في عالمنا المعاصر ـ على الأقل خلال العقود القليلة الماضية ـ لم يكن نتيجة الاكتشافات الطبية الحديثة فحسب، وإنما كان نتيجة التغير الذي حصل في البيئة الإنسانية بفضل جهود الإنسان، وحملات التحصين والتلقيح والتوعية بأهمية النظافة الشخصية ونظافة المكان، ودرء مسببات الأمراض والتخلص منها، وكيفية التعامل السليم مع المرض والدواء والالتزام بإرشادات الطبيب ونصائحه. كما أن حصول السلطنة على المركز الأول عالميًّا يعكس حرص السلطنة على توفير الرعاية الصحية للجميع في كل مكان وفي زمن قياسي الذي هو الآخر يعد إنجازًا ضخمًا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل توافرت مراكز لمراقبة الأمراض المعدية وفحص الوافدين بصورة دورية للتأكد من خلوهم منها، مع جهود دؤوبة للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية بالتعاقد مع أفضل الأطباء وابتعاث الأطباء العمانيين والمتميزين من الهيئات الفنية والتمريضية إلى الخارج للحصول على درجات علمية أعلى والتخصص في بعض المجالات المطلوبة، فضلًا عن التدريب المستمر لرفع مستوى أعضاء الهيئات الطبية والفنية والتمريضية، للوقوف على أحدث ما وصل إليه العلم والتقنية في تشخيص وعلاج الأمراض.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى