هدايا بالجملة يوزعها الجيش العربي السوري كلما أحرز انتصارا….واحدة للأمة التي اختار نفسه جيشا معبرا عنها، وواحدة للانسانية المذعورة من الارهاب، وواحدة لسوريا وهي تقترب من احتضان كافة أجزائها.
هاهو يخلص عدرا العمالية من ارهاب ظن أنه ثابت على أرض ثابتة ولم يكن يعرف أن تحته ألغاما مكومة ستنفجر فيه وبقدره. وحين سقطت عدرا البلد، تنفست جوبر ودوما الصعداء وكذلك محيطها، وتلك الغوطة الشرقية تتهيأ لاستقبال اليوم العظيم حين يمسك الجيش المظفر ذلك الجيب الارهابي الذي مازالت ظنونه السرابية وكثرة جنون محركيه وداعميه أن بالامكان الإفلات من العقاب الأكبر والحساب العسير من الله والجيش والشعب والتاريخ. فغدا لن يبقى مكان لهذا الارهاب في كل محيط دمشق، لقد تعودنا، وكذلك هي الحروب ، فإن الحرب الأخيرة هي أصعبها لأن كل التكتكل البشري والاحساس المعنوي والدفاع المستميت والتقنية العالية تصبح أساسها، فلا بد إذن من بضع وقت كي ينتهي تسليم الإرهاب الذي يعرف أنه لن يكون له موقع ولا مستقر في كل محيط دمشق بعد الآن وما هو أبعد وما بعد بعد.
وبمنأى عن تلك التظاهرة اللفظية التي يقوم بها ما يسمى التحالف الدولي، وهو أصلا تحالف لخدمة أميركا، فان الجيش العربي السوري لايحسب لهذا التحالف أي حساب، أنه يخطط بمنأى عنه، ويقيم حقائقه خارج حساباته، وهو يعرف أيضا انه كان السباق لشن غارات على بلدة عين عرب قبل ان يفكر التحالف بها وقد سبقه إليها، ومن المؤسف أن الاعلام الغربي المركز وكذلك الموجه يلعب دوره في هكذا حالات.
ستنام دمشق قريرة العين بعد أيام، وسيكون غد معظم المدن السورية شبيها بها، والذين ظنوا العكس يعيشون حالة انحسار وحصار، فهم بالتالي سقطوا في وهم وخداع، وهم أن تظن بما ليس حقيقيا، وأن يكون هنالك من قدم لك أى استنتاجات لاتمت إلى الواقع بصلة. فهم لايعرفون من هي سوريا، ومن تكون بلاد الشام، ومن هو الشعب السوري، ومن هو ايضا رئيس سوريا، بل لم يكتشفوا ان لسوريا جيشا عظيما مؤسسا على أعظم عقيدة: العروبة والقومية والوطن الذي هو ضرة الوطن الأكبر.
لكن التاريخ لم ينته هنا، ما تخوضه سوريا معارك في مفهوم كبير ومعنى لفكرة واحدة أنها متراس الأمة، ومن أجلها تؤرخ المرحلة المقبلة بما يليق باحترام ذات الأمة وخلاصها. ولطالما نذرت نفسها تلك ال” السورية ” أن تكون جيش الأمة من أجل فلسطين وتحريرها، جيشها وعقيدته وفكرته، من أجل هذه الغاية، ولهذا أرادوا الغاءه وشطبه من المعادلة كما فعلوا بالجيش الليبي والعراقي.
انتصارات سوريا وعد قطعه جيشها المظفر على نفسه، إن بتماسكه ووحدته، وإن بتضحياته وشهدائه، وإن بالتزامه العروبي. لن تكون عدرا نهاية المطاف، وكذلك جوبر ودوما، آخر معاقل الارهاب حول دمشق تقريبا. اذا كان هنالك صمت حول بعض المناطق السورية التي يدنسها الارهاب فليس هذا سوى استراحة المحارب، عقل سوريا مع جيشها، والجيش السوري جاهز دائما لتنفيذ خطط القيادة ممثلة بالأفكار المنتصرة، فمن يستطيع بالتالي أن يمنع من تحرير الثرى السوري من براثن الإرهاب والتآمر، لعل لا أحد يعرف لعنة سوريا حين تصاب بالضيق وكيف تتصرف وكيف تهب هبة رجل واحد.