احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: فلنساعد وطننا على حمايتنا

رأي الوطن: فلنساعد وطننا على حمايتنا

لا تزال أرقام الإصابات بمرض كورونا المستجد “كوفيد 19″ وحالات الوفاة بالمرض تواصل الارتفاع دون أن يلوح في الأفق حتى الآن ما يشي باقتراب العالم من الخلاص من هذا الوباء بالوصول إلى لقاح أو علاج للفيروس، ما يعني أن جميع الدول ستبقى على ميدان المواجهة المستمرة وغير المتكافئة، مواصلة بذل جهودها الذاتية واتخاذ إجراءاتها الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا وتضييق دائرة تفشيه إلى أضيق الحدود لكي تتمكن من مجابهته ومحاصرته والتقليل من آثاره الصحية والمادية والاقتصادية.
وحتى يحين الحين الذي سيعلن فيه عن التوصل إلى لقاح أو علاج لفيروس كورونا، لم تتوقف دول العالم عن الاستمرار في أبحاثها ودراساتها العلمية لمعرفة طبيعة الفيروس وخصائصه، من أجل الوصول إلى اللقاح أو العلاج أو علاج مؤقت يحد من تمكنه داخل جسم المصاب، وتفاعله وتكاثره، ومساعدة مناعة الجسم للتصدي للفيروس والقضاء عليه.
السلطنة واحدة من بين هذه الدول التي لم تقف مكتوفة الأيدي مستسلمة أمام قوة فيروس كورونا المستجد، بل أخذت على عاتقها ما يجب أن تكون عليه، موظِّفةً جهودها وخبراتها في المجال الصحي حرصًا منها على الوصول إلى الهدف الأسمى والغاية الأغلى وهي إنقاذ المواطن والمقيم على أرضها، وإنقاذ البشرية عبر إسهاماتها وإنجازاتها الطبية حيال الطرق والعلاجات الكفيلة بالحد من قدرة الفيروس وإضعافه قوته داخل خلايا جسم المصاب، بالإضافة إلى ما اتخذته من قرارات وإجراءات للوقاية من الإصابة بالفيروس ومنع تفشيه بصورة مطردة بين المواطنين والمقيمين، مع تكثيف جرعات النصائح والإرشادات والتوعية الواجب اتباعها لمنع انتقال العدوى بالمرض.
ويأتي نجاح السلطنة في استخلاص ونقل البلازما المناعية من المتعافين من مرض فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، ثم حقنها للحالات الحرجة أحد الإسهامات الطبية الرائدة والمقدرة بهدف إنقاذ حياة إنسان مصاب بالوباء، وقد أثبتت هذه العملية جدواها والحمد لله، ولكن لكي يمضي وطننا الغالي في إنجازاته وإبداعاته وابتكاراته عبر الكوادر العمانية المبدعة والمبتكرة لا بد من وجود التعاون المطلوب من قبل الجميع وعلى كل المستويات، وتحديدًا التعاون مطلوب في هذه المرحلة الحرجة من قبل ممن ابتلوا بالمرض ومنَّ الله عليهم بالشفاء وذلك بالمسارعة إلى بنوك الدم أو إلى المختبرات بالمستشفيات الصحية بالسلطنة والتبرع بالدم لكي يتمكن المختصون بهذه المؤسسات الصحية من مواصلة استخلاص البلازما المناعية لإنقاذ حياة من هم على أسرَّة غرف العناية المركزة وغيرها، والإسهام في هذا العمل الإنساني الكبير الذي له موازين حسناته عند الخالق سبحانه وتعالى مصداقًا لقوله عز وجل: “… مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”. فكم هو مؤلم ومزعج أن تشكو بنوك الدم بالسلطنة من قلة عدد المتبرعين ممن أنعم الله عليهم بالشفاء من مرض فيروس كورونا المستجد، في حين أن الواجب الديني والإنساني، والوازع الأخلاقي يحتمان عليهم تقديم واجب الشكر لله على هذه النعمة بالإسهام في شفاء مصابين وإنقاذ حياتهم، وكذلك يحتمان التعاون مع وطننا العزيز، وعدم البخل عليه والتضحية من أجله ومن أجل حمايتنا من خطر الوباء، وكذلك المساعدة والتعاون في الحد من انتشار فيروس كورونا بالالتزام التام بكل ما صدر من قرارات وإجراءات احترازية عن اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع تطورات فيروس كورونا “كوفيد 19″، والتقيد التام بالإرشادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى