في إحياء الذكرى السادسة والستين على النكبة، أكد الفلسطينيون أنهم ماضون في خياراتهم الوطنية والنضالية المشروعة حتى استعادة حقوقهم المسلوبة، والتي من بين خياراتهم إتمام ملف المصالحة وتحقيق شراكة سياسية حقيقية واعتبار هذه الشراكة خيارًا استراتيجيًّا، وكذلك التأكيد على حق العودة وعدم التنازل عنه، وعدم التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين.
ما من شك أن الشعب الفلسطيني بوحدته الجامعة لمختلف فصائله وتمسكه بوحدة الصف والموقف والكلمة يدرك تمام الإدراك أنه سيغدو أصلب عودًا وأجرأ على المطالبة والنضال من أجل انتزاع حقوقه الوطنية من أي وقت مضى، فالوحدة هي القوة الجامعة والداعمة نحو اجتراح مشاريع التحرر الوطني من أجل البقاء ومقاومة سياسة الإفناء والإبادة في الشتات أو تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأن لا مكان للاحتلال بينهم وأن سواعد أبطال فلسطين الصامدين في وجه الاحتلال والاستعمار والجدار، وأن مواقف النضال والشجاعة والانتماء للمناضلين الصامدين في مخيمات الشتات، ستدافع عن كافة المقدسات واسترداد الأرض وصون الكرامة والدم والعرض. فهذا الإيمان الراسخ، وتلك العقيدة في النضال تكتب الحياة للقضية وتمرغ أنف المحتل كل يوم وتضعه في حرج جديد، وتدخله في مأزق أشد إيلامًا، والاستمرار في ذلك حتى افتضاح أمره.
إن الحقيقة التي يعمل عليها المتآمرون اليوم ضد الشعب الفلسطيني والتي لا يزالون يحاولون إخفاءها ضمن مشاريعهم التدميرية المتلفعة بعباءة مؤامرتهم التي أسموها “الربيع العربي” هي استهداف الفلسطينيين في مخيمات الشتات واللجوء وتحديدًا في سوريا ولبنان وتهجيرهم منها، بهدف ترتيب الوضع لتوطينهم في بلدان اللجوء، وهو استهداف يندرج ضمن مخطط تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة الذي أكد عليه الفلسطينيون في إحيائهم ذكرى نكبتهم أمس الأول. وقد انكشف مخطط الاستهداف هذا بصورة واضحة في سوريا في مخيم اليرموك بدمشق وفي مخيمات مدينة حلب حيث أخذت الأذرع الإرهابية المدعومة من قبل معسكر المؤامرة على سوريا، ومن التشكيلات الغربية الجامعة لمرتزقتهم وعملائهم مثل ما يسمى “الائتلاف” و”المجلس الوطني” أو “مجلس اسطنبول”. لأن بقاء الفلسطينيين على هذا الوضع يحيي الذاكرة التي يسعى المتآمرون إلى إخمادها ومحو التاريخ الصهيو ـ غربي الاستعماري ضد الشعب الفلسطيني منها، ويدفع بالنضال والمقاومة والمطالبة بالحقوق.
لذلك على اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشتات خارج فلسطين أن يكونوا أكثر انتباهًا لمثل هذه المخططات التصفوية المشبوهة، والاستجابة والتنفيذ للدعوة التي أرسلها إليهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة إحياء ذكرى النكبة إلى “عدم الانجرار وراء مخططات تريد إدخال المخيمات الفلسطينية في أتون صراعات مذهبية وتكفيرية”، وإفهام قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه وعملائه أن الفلسطينيين لا ولن يقبلوا عن وطنهم فلسطين وطنًا بديلًا.