أثبتت نهضة السلام والبناء في الداخل والخارج مصداقيتها وواقعيتها وموضوعيتها وعقلانيتها بفضل الرؤية المستنيرة والنهج الحكيم لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه. ويعد تصدر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لغلاف مجلة (الدبلوماسية) التي تصدر عن الأمم المتحدة، تكريمًا أمميًّا ليس لشخص جلالة السلطان ـ أعزه الله ـ فحسب ولا للسياسة الخارجية والداخلية التي تنتهجها السلطنة في ظل قيادة جلالته الحكيمة، لكنه أيضًا يأتي كتكريم لقيم رسخها جلالة السلطان ـ أبقاه الله ـ في بلاده برغم أن تلك القيم قد غابت عن عالمنا في الآونة الأخيرة، فعالم تفوح منه رائحة الدماء، وتموج بلدانه بالصراعات، وتضيع قيمه وأخلاقياته بين المصالح المتعارضة، لا يزال يتمسك بقبس يحمله رجل السلام جلالة السلطان، الذي تعهد منذ توليه الحكم بإعادة إشراق الشمس فوق بلاده مجددًا، لتكون منارة للعالم ترشده للسلام والحب والوئام.
إن تصدر جلالته لمجلة الدبلوماسية ليس حدثًا عاديًّا، أو مجرد تكريم، إنه رؤية من فريق تحرير المجلة، حول عالم تعتريه الفتن، وتمحق بمقدراته الصراعات، فما كان من هذا الفريق إلا البحث عن نهج يعود بالإنسانية إلى رشدها، ويكون قد نجح بالتجربة الجلية، نهج لم يجدوه إلا عند ابن عُمان البار ـ قابوس بن سعيد ـ حيث عبَّر فريق التحرير عن إعجابه بالأنظمة السياسية والاجتماعية في السلطنة، وبمستوى التآلف والمحبة والانسجام بين جلالة السلطان المعظم وأبناء شعبه العماني الوفي، ولخص فريق التحرير حياة العمانيين في ثلاث قيم وخصال ندرت في عالمنا وهي: العزة والرخاء والاستقرار، مشيرًا فريق التحرير إلى أن مسيرة النهضة المباركة تمضي بقوة بكل عزيمة وإصرار من أجل تحقيق أهدافها المرسومة من قبل جلالة السلطان المعظم، باني نهضة عمان الحديثة.
فعندما تقرأ السرد الذي سرده فريق التحرير عن جلالته ـ حفظه الله ـ وعن شعبه، تجد أنهم استلهموا من الخطاب السامي الكثير والكثير من القيم، التي ينادي بها كافة شعوب العالم، واستخرجوا من قبس حكمة جلالته معاني إنسانية كادت تغيب عن عالمنا، خصوصًا مع تغول العصرنة التي كادت أن تقضي بالقلة القليلة من القيم الروحية التي استطاع الإنسان من خلالها مواصلة حضارته، وذلك عبر تبني السلطنة بقيادتها الملهمة لمبدأ بناء دولة عصرية على أسس راسخة ومتينة تواكب الحاضر وتطوراته مع الحفاظ على الماضي وتراثه ومأثوراته، وتضع الإنسان وتنميته العلمية والروحية بقيم الإسلام الوسطي الحنيف، كحجر الأساس في تلك الدولة، كونه وفق الفلسفة القابوسية هو هدف التنمية المستدامة وصانعها، فهو ثروتها الحقيقية التي لا تنضب؛ لذا سعى الفكر السامي إلى توفير الحياة الكريمة للإنسان العماني، حتى يستطيع أخذ فرصته كاملة في البناء.
وسردت مجلة الدبلوماسية كيف قامت السلطنة بوضع السياسات والبرامج والخطط التي تحفز المواطنين على بذل مزيد من الجهد من أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة وتعزيز دولة المؤسسات التي يسود فيها القانون على الجميع، وذلك وفق مساعٍ حثيثة لتعزيز مبادئ التسامح والسلام والأمن والأمان، وهي قيم العالم الذي هو أحوج ما يكون إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى، فهذه المبادئ الإنسانية الخالدة هي ما جعلت السلطنة تتبوأ مكانة رائدة في مؤشر السلام العالمي، وأنها واحدة من أكثر الدول سلامًا وأمانًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تتسم سياستها الخارجية التي تستقي جذورها من الأفكار الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتقييم الأمور بحكمة وموضوعية وبدون أي اندفاعية أو عواطف أو عجلة، وهو ما ساعد عمان في الحفاظ على علاقات جيدة وقوية مع الدول الأخرى وتمتعها بمكانة بارزة كونها دولة محبة للسلام، وملتزمة بالسعي لحل النزاعات عن طريق الحوار السلمي، وبناء جسور الثقة بين الأطراف المختلفة، وأن تصبح الباب المفتوح إذا أغلقت الحرب أبواب السلام.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رأي الوطن: مبادئ جلالته السامية تتصدر أفئدة الباحثين عن القيم