عبَّر الحرص السَّامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ على افتتاح متحف «عُمان عَبْرَ الزمان» عن الأهميَّة الوطنيَّة التي يحملها المتحف، والدَّور الذي سيؤدِّيه في تعزيز الهُوِيَّة الوطنيَّة في نفوس أبناء عُمان الأبيَّة بمختلف الفئات العمريَّة، بالإضافة لِمَا يحمله هذا المتحف من رمزيَّة تؤكِّد تواصل البِناء النَّهضوي. فالمتحف الذي وضع حجر أساسه المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ حرص جلالة القائد المُفدَّى على استكماله؛ لِيكُونَ نموذجًا يُعبِّر عن تجديد نهضة عُمان المباركة المتواصلة بشكلٍ يواكب التطوُّرات العالميَّة، خصوصًا مع ما يملكه المتحف الجديد من إمكانات تقنيَّة تُحاكي أحدث النُّظم المتحفيَّة في العالم. وبجانب تلك الرمزيَّة، يُعبِّر المتحف الذي تفضَّل جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ بافتتاحه أمس عن التوجُّه السَّامي نَحْوَ إحداث اللامركزيَّة التنمويَّة المأمولة، فإلى الجانب القِيَميِّ والوطنيِّ، الذي يحمله المتحف، تُشكِّل إقامته في ولاية منح فرصة كبيرة لتعظيم البُعد الاستثماريِّ في الولاية ومحافظة الداخليَّة، حيث من المتوقَّع أنْ ينشِّط المتحف الحركة السياحيَّة في الولاية، ما يفتح آفاقًا جديدة للقِطاع الخاصِّ في تعظيم الاستثمار المحلِّي والعالمي، وسيُوفِّر المزيد من فرص العمل الحقيقيَّة لأبناء الولاية والمحافظة، خصوصًا وأنَّ المتحف بقلبِ محافظة الداخليَّة وبالقرب من العديد من المعالم السياحيَّة التي توجد بالولاية. لذا سيكُونُ نواةً لمشروعات سياحيَّة وثقافيَّة واقتصاديَّة أخرى بالمحافظة تفتح آفاق التنمية في المستقبل القريب. إنَّ تفضُّل جلالة السُّلطان المُعظَّم بافتتاح المتحف الجديد يُعبِّر عمَّا يحمله متحف «عُمان عَبْرَ الزمان» من قِيَمٍ متفرِّدة، حيث يهدف المتحف إلى إبراز النقلة النوعيَّة لسلطنة عُمان بَيْنَ ماضيها وحاضرها ومستقبلها بشكلٍ تفاعليٍّ وحديث صوتًا وصورةً، انطلاقًا من أمجادها التاريخيَّة ووصولًا إلى حاضرها المُشرِق، حيث يتكوَّن المتحف من قاعتَيْنِ ثريَّتَيْنِ بمحتواهما ومقتنياتهما، حيث يُبحر الزائر في أولى خطواته في متحف «عُمان عَبْرَ الزمان» بَيْنَ جغرافيا سلطنة عُمان وتاريخها، متأمِّلًا ماضيَها وحاضرَها ومستقبلَها بشكلٍ تفاعليٍّ وباستخدامِ الوسائل التقنيَّة الحديثة، إضافةً إلى المقتنيات الثريَّة التي يستعرضها المتحف بَيْنَ جنباته، لِيأخذه في رحلة سرديَّة عَبْرَ الزمن تبدأ من أواخر عصور ما قَبل التاريخ وحتَّى يومنا الحاضر.
فالمتحف المقام على ثلاثمائة ألف متر مربع ومساحة بناء 591 ر66 متر مربع، والمُصمَّم على شكل جبال الحجر ليُضفي إبداعًا معماريًّا يُمثِّل البيئة العُمانيَّة بتفاصيلها الجغرافيَّة الفريدة، كما يُعدُّ المبنى الذي يُمثِّل أيقونةً لعصر النهضة مبنًى ومعنًى، ويترجم العمارة العُمانيَّة بأسلوب عصريٍّ متفرِّدٍ بتفاصيله الهندسيَّة والإنشائيَّة ومواد بنائه، مُعبِّرًا عن حرص القيادة العُمانيَّة على الحفاظ على البيئة، حيث رُوعي في إنشائه أنْ يكُونَ صديقًا للبيئة، حيث تمَّ بناؤه باستخدام الحجارة العُمانيَّة عالية الجودة من محافظتَيْ الظاهرة وشمال الباطنة، كما استُثمرت مخلَّفات الأحجار والقطع للاستفادة منها في الحديقة، كما يتميَّز المتحف بالواجهات الزجاجيَّة لجعل الرؤية واضحة على الآفاق، بلون الزجاج الحديديِّ الذي يكُونُ واضحًا جدًّا، مما أعطى جماليَّة للمتحف ويتيح للزائر رؤية آفاق المشروع ويبيِّن مناظر الجبال حَوْلَه ويربط المتحف بالبيئة المحيطة به من خلال انكشافه عليها.
المصدر: اخبار جريدة الوطن