احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / رأي الوطن : منظمة تجاوزت عمرها الافتراضي

رأي الوطن : منظمة تجاوزت عمرها الافتراضي

تغرق الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام وطاقمه الإداري والسياسي في مستنقع أدوارها المتخاذلة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويثبت كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه الاستراتيجيون أن المنظمة الدولية ليست سوى مزرعة خاصة بمشروع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وبمصالح القوى الكبرى، حيث كانت على الدوام خانعة منكسرة حينًا، ومترجمة لإرادة الصهيونية وكيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفائها حينًا آخر، ما جعل دورها ـ للأسف ـ محل شبهة وخاصة حين تجنح عن حياديتها تارة، وتتوه عن الموضوعية التائهة أساسًا في أروقتها ودهاليز مجالسها ومؤسساتها.
وفي موقف جديد، تؤكد الأمم المتحدة أن لها نصيبها من التخبط والضياع أيضًا، ليس بسبب ولائها للدول الداعمة للإرهاب الإسرائيلي وحده، وإنما لخنوعها واستسلامها أمام الاحتلال والإرهاب الإسرائيليين، فرضوخ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمام التقريع شديد اللهجة الذي وجهه له داني دانون ممثل كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة والذي طلب فيه تضمين المعرض الذي أقامه كيان الاحتلال الإسرائيلي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ثلاثة ملصقات تخالف قرارات المنظمة الدولية ومواقفها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، هو رضوخ لا يزيد الثابت من الحقائق عن دور الأمم المتحدة إلا مزيدًا من الوضوح وخاصة حين يتعلق الأمر بكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تأتي مواقفها منسجمة مع محاباة واضحة وانحياز بيِّنٍ للكيان الإسرائيلي الغاصب.
الملصقات الثلاثة التي تضمنها المعرض الإسرائيلي وتتعلق تحديدًا بعلاقة كيان الاحتلال بالأمم المتحدة والتي كان نَفَس رفض الأمم المتحدة حول عرضها قصيرًا، مع أنها تعتبر مخالفة لحيادية المنظمة الدولية وأحكام القانون الدولي هي: صورة للقدس وتظهر فيها قبة الصخرة وتنص كتابة على أن القدس العاصمة الروحية والفعلية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وملصق آخر حول الصهيونية باعتبارها حركة عودة شعب أصلي إلى أرض آبائه وأجداده بعد 2000 سنة، والثالث يتعلق بالعرب الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية (إسرائيل) وحقوقهم المتساوية كمواطنين من الدرجة الأولى في ظل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من هذا الخنوع والاستسلام من قبل الأمم المتحدة مع جملة مواقفها السابقة بشأن كيان الاحتلال الإسرائيلي فإن ممثل الكيان الإسرائيلي استغل المناسبة لمهاجمة المنظمة الدولية بكل وقاحة قائلًا: لن نسمح للأمم المتحدة فرض رقابة على حقيقة أن القدس هي عاصمة “إسرائيل” الأبدية. مضيفًا: نظرًا لقرار إزالة الملصقات الثلاثة من تراث الشعب اليهودي ودولة “إسرائيل”، قررنا عرض العناصر المحظورة في المعرض وفضح الرقابة الحقيرة التي سنتها الأمم المتحدة. فوفقًا لهذا القرار المشين، فإن الصهيونية ليست جديرة بالأمم المتحدة، ولكننا سنتخذ التدابير المناسبة وسوف نتأكد من أن هذه المواد المحظورة سيتم مشاهدتها من قبل الملايين في جميع أنحاء العالم، مطالبًا الأمم المتحدة بالاعتذار للشعب اليهودي، وأن الصهيونية والقدس هما الأرضية الصلبة والأساس الأخلاقي التي تقوم عليهما دولة “إسرائيل”.
لا يمكن لكيان الاحتلال الإسرائيلي أن يتصرف بهذه الوقاحة ويخرج عن الأعراف الدبلوماسية ويضع قرارات الأمم المتحدة تحت حذاء احتلاله، لولا الدعم غير المسبوق للقوى الكبرى الحليفة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والتي اختطفت هذه المنظمة، وجعلتها منصة متقدمة لنصرة الاحتلال الإسرائيلي، ولخدمة سياساتها الاستعمارية في المنطقة والعالم؛ لذا إذا أضفنا إلى ذلك ازدياد كثافة العدوان الإسرائيلي الوحشي في قطاع غزة والضفة الغربية بغطاء وسلاح ومباركة القوى الكبرى، وادعاءاتها الكاذبة أن هذا العدوان الإسرائيلي مشروع للدفاع عن النفس ومكافحة (الإرهاب) الفلسطيني، نجد أنفسنا ـ على الفور ـ أمام الحقيقة الواضحة الآتية: إن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن قد تجاوزا عمرهما الافتراضي، وأصبحا آليتين غير مناسبتين لتحقيق السلام والأمن في العالم الذي أمسى في حاجة ملحة إلى نظام جديد يرسي مبادئ العدل والمساواة في الحقوق والواجبات ويحترم القانون الدولي والشرعية الدولية، ويحول دون سيطرة وتحكم الكبار في مصائر من لا حول لهم ولا قوة.

عن المشرف العام

رأي الوطن : منظمة تجاوزت عمرها الافتراضي

تغرق الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام وطاقمه الإداري والسياسي في مستنقع أدوارها المتخاذلة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويثبت كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه الاستراتيجيون أن المنظمة الدولية ليست سوى مزرعة خاصة بمشروع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة وبمصالح القوى الكبرى، حيث كانت على الدوام خانعة منكسرة حينًا، ومترجمة لإرادة الصهيونية وكيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفائها حينًا آخر، ما جعل دورها ـ للأسف ـ محل شبهة وخاصة حين تجنح عن حياديتها تارة، وتتوه عن الموضوعية التائهة أساسًا في أروقتها ودهاليز مجالسها ومؤسساتها.
وفي موقف جديد، تؤكد الأمم المتحدة أن لها نصيبها من التخبط والضياع أيضًا، ليس بسبب ولائها للدول الداعمة للإرهاب الإسرائيلي وحده، وإنما لخنوعها واستسلامها أمام الاحتلال والإرهاب الإسرائيليين، فرضوخ بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمام التقريع شديد اللهجة الذي وجهه له داني دانون ممثل كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة والذي طلب فيه تضمين المعرض الذي أقامه كيان الاحتلال الإسرائيلي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ثلاثة ملصقات تخالف قرارات المنظمة الدولية ومواقفها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، هو رضوخ لا يزيد الثابت من الحقائق عن دور الأمم المتحدة إلا مزيدًا من الوضوح وخاصة حين يتعلق الأمر بكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تأتي مواقفها منسجمة مع محاباة واضحة وانحياز بيِّنٍ للكيان الإسرائيلي الغاصب.
الملصقات الثلاثة التي تضمنها المعرض الإسرائيلي وتتعلق تحديدًا بعلاقة كيان الاحتلال بالأمم المتحدة والتي كان نَفَس رفض الأمم المتحدة حول عرضها قصيرًا، مع أنها تعتبر مخالفة لحيادية المنظمة الدولية وأحكام القانون الدولي هي: صورة للقدس وتظهر فيها قبة الصخرة وتنص كتابة على أن القدس العاصمة الروحية والفعلية لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وملصق آخر حول الصهيونية باعتبارها حركة عودة شعب أصلي إلى أرض آبائه وأجداده بعد 2000 سنة، والثالث يتعلق بالعرب الفلسطينيين داخل فلسطين التاريخية (إسرائيل) وحقوقهم المتساوية كمواطنين من الدرجة الأولى في ظل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من هذا الخنوع والاستسلام من قبل الأمم المتحدة مع جملة مواقفها السابقة بشأن كيان الاحتلال الإسرائيلي فإن ممثل الكيان الإسرائيلي استغل المناسبة لمهاجمة المنظمة الدولية بكل وقاحة قائلًا: لن نسمح للأمم المتحدة فرض رقابة على حقيقة أن القدس هي عاصمة “إسرائيل” الأبدية. مضيفًا: نظرًا لقرار إزالة الملصقات الثلاثة من تراث الشعب اليهودي ودولة “إسرائيل”، قررنا عرض العناصر المحظورة في المعرض وفضح الرقابة الحقيرة التي سنتها الأمم المتحدة. فوفقًا لهذا القرار المشين، فإن الصهيونية ليست جديرة بالأمم المتحدة، ولكننا سنتخذ التدابير المناسبة وسوف نتأكد من أن هذه المواد المحظورة سيتم مشاهدتها من قبل الملايين في جميع أنحاء العالم، مطالبًا الأمم المتحدة بالاعتذار للشعب اليهودي، وأن الصهيونية والقدس هما الأرضية الصلبة والأساس الأخلاقي التي تقوم عليهما دولة “إسرائيل”.
لا يمكن لكيان الاحتلال الإسرائيلي أن يتصرف بهذه الوقاحة ويخرج عن الأعراف الدبلوماسية ويضع قرارات الأمم المتحدة تحت حذاء احتلاله، لولا الدعم غير المسبوق للقوى الكبرى الحليفة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والتي اختطفت هذه المنظمة، وجعلتها منصة متقدمة لنصرة الاحتلال الإسرائيلي، ولخدمة سياساتها الاستعمارية في المنطقة والعالم؛ لذا إذا أضفنا إلى ذلك ازدياد كثافة العدوان الإسرائيلي الوحشي في قطاع غزة والضفة الغربية بغطاء وسلاح ومباركة القوى الكبرى، وادعاءاتها الكاذبة أن هذا العدوان الإسرائيلي مشروع للدفاع عن النفس ومكافحة (الإرهاب) الفلسطيني، نجد أنفسنا ـ على الفور ـ أمام الحقيقة الواضحة الآتية: إن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن قد تجاوزا عمرهما الافتراضي، وأصبحا آليتين غير مناسبتين لتحقيق السلام والأمن في العالم الذي أمسى في حاجة ملحة إلى نظام جديد يرسي مبادئ العدل والمساواة في الحقوق والواجبات ويحترم القانون الدولي والشرعية الدولية، ويحول دون سيطرة وتحكم الكبار في مصائر من لا حول لهم ولا قوة.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى