تتزايد أهمية الموانئ كلما سعت الدول إلى استغلال موقعها الجغرافي بشكل أمثل، وفي السلطنة لدينا من الموانئ والمواقع البحرية الاستراتيجية ما يجعلنا نفكر بشكل طموح إلى أن نكون في مصاف دول المنطقة بعمليات النقل البحري للبضائع.
وفي السلطنة لا ينقصنا شيء، ومع وجود بنية أساسية قوية وموانئ من شمال البلاد إلى جنوبها، ومنافذ بحرية تطل على أهم قارات العالم ثقلًا بالسكان، لذلك فإن البنية الأساسية للموانئ في السلطنة تحتاج إلى تطوير، إذا لم تكن كلها فبعض منها يحتاج إلى تطوير ليواكب الأهمية الكبيرة، والتطور المتسارع الذي تعيشه الموانئ عالميًّا.
كل المؤشرات توضح أهمية الموانئ، وذلك من حيث تأمين مد السوق المحلية بالبضائع أو نقل البضائع وإعادة تصديرها إلى الموانئ الإقليمية والعالمية، أو استقبال البضائع ومن ثم نقلها برًّا عبر شبكات الطرق التي هي الأخرى تشهد انتعاشًا كبيرًا على مستوى السلطنة.
ولتعاظم أهمية الموانئ يومًا بعد يوم، أدركت السلطنة أهمية تفعيل الاستيراد المباشر لكثير من البضائع، سواء تلك المتعلقة بالغذاء والصناعات الغذائية، أو غيرها من البضائع التي تجد إقبالًا كبيرًا من قبل المستهلك، وتمهيدًا لبدء مرحلة جديدة من الاستيراد المباشر الذي أثبت جدواه الاقتصادية، خلال جائحة كورونا خصوصًا والتي جعلتنا نتبنى سياسات تجارية واقتصادية لم نكن ندركها سابقًا، تأتي الاتفاقية التي وقَّعتها (أسياد) مع الهيئة الهندية المعنية بتصدير المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية في الجمهورية الهندية الصديقة، لتسهيل استيراد الخضراوات والفواكه للسلطنة بشكل مباشر، الأمر الذي يكسبنا الاختصار في المدة الزمنية، والتوفير في المال، على عكس المتبع سابقًا.
كذلك فإن المؤشرات التي صدرت أمس الأول حول ميناء صحار، ورغم الإجراءات الاحترازية المتبعة للتعامل مع انتشار فيروس كورونا، فقد شهد الميناء خلال الربع الثاني من العام الجاري، زيادة في حجم البضائع المنقولة بنسبة تجاوزت ١٠٠% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث شمل ذلك عمليات التسافن، والعمليات التشغيلية.
والمتابع لحركة نمو الموانئ في السلطنة، يلمس مدى التقدم الحاصل في بنية الموانئ، وأيضًا تلك الأخبار المبشرة التي تأتي من الدقم والتي تشير إلى جاهزية ميناء الدقم للعمليات التشغيلية بنسبة ١٠٠%، فكل هذه الأرقام تبشر بمستقبل واعد لهذه الموانئ، وعملية النقل البحري برمتها.
إن ملامح الاستفادة من المواقع الاستراتيجية البحرية للسلطنة بدأت تتضح، والفترة القادمة تتطلب المزيد من الجهود لاستقطاب المزيد من المستثمرين والاستثمارات لهذه الموانئ، وتوقيع الاتفاقيات الاستراتيجية طويلة المدى مع كبار التجار والمؤسسات والمستثمرين، لتصبح هذه الموانئ تمارس عمليات التجارة البحرية بكل قوة، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني للبلاد.
ومع جهود صادقة ورؤية دقيقة لواقع موانئ السلطنة الاستراتيجية، سوف نشاهد مزيدًا من الاستقطاب للمستثمرين في قادم الأيام، وتصبح هذه الموانئ تنبض بحركة اقتصادية ليل نهار، وهذه الآمال ليست ببعيدة المنال، فهي بين أيدينا متى ما عملنا بشكل منظم ودقيق.
المصدر: اخبار جريدة الوطن