تتواصل جوانب الاهتمام بالشباب انطلاقًا من حقائق هذه المرحلة من عمر الإنسان التي تتوسط مرحلتي الطفولة والهرم والضعف، وتتميز بأنها المرحلة الأقدر على العطاء والمليئة بالطاقات وبالفكر الإبداعي والابتكاري الخلَّاق، ولا تزال نظرة النهضة المباركة إلى أبنائنا الشباب نظرة احترام وتقدير واهتمام انسجامًا مع الأهداف الكبرى التي جاءت من أجلها النهضة المباركة، وهي بناء الإنسان العماني وتنميته وجعله هدفًا للتنمية وأداة وصانعًا لها، وبناء الدولة العمانية العصرية التي تقوم على سواعده وفكره وطاقاته.
كثيرة هي السمات والصفات الطيبة والجيدة والخلَّاقة التي تلازم مرحلة الشباب، ولكن النجاح يحسب لمن يستفيد هذه المرحلة، سواء كان بالنسبة للشاب أو الشابة ذاتهما، أو كان بالنسبة للحكومة التي ترسم السياسات وتضع الخطط التنموية، فالعطاء في مرحلة الشباب لا حدود له ما دام أصحابها يتمتعون بالحياة المفعمة بالصحة والنشاط والحيوية، وينعمون بالاهتمام ويتمتعون بحقوقهم كافة التي كفلتها لهم الدولة.
اتجاه السلطنة نحو إثراء هذا الاهتمام بالشباب يتجلى في أكثر من صورة وعلى أكثر من صعيد، ويهدف إلى الاستفادة من هذه الثروة البشرية، واليوم نقف على إحدى صور الاهتمام من خلال ما تقوم به اللجنة الوطنية للشباب التي يبذل فريق منهجيتها جهودًا متواصلة نحو بناء وإعداد منهجية اللجنة الوطنية للشباب خلال السنوات الخمس القادمة، وإعداد البرامج الاستراتيجية للجنة للفترة الخامسة 2020/2022 من خلال تنفيذ العديد من الآليات والمنهجيات العلمية التي يقوم بها الفريق وفق خطته التي تستمر لمدة ستة أشهر.
وتكتسب المنهجية الجديدة أهمية من حيث إنها «تعمل على تطوير برامج ومشاريع ذات طبيعة استراتيجية بعيدة المدى تستند إلى أسس مهنية وعلمية ومؤشرات للنجاح من أجل تحقيق رؤية اللجنة المستقبلية المتوائمة مع الرؤية المستقبلية «عمان 2040» والخطط الوطنية متعددة القطاعات ومنها الخطة الخمسية التنموية العاشرة، وإعداد استطلاع متكامل للشباب العماني، وذلك لرصد آرائهم ومقترحاتهم وتطلعاتهم وأفكارهم حول برامج اللجنة الوطنية للشباب في المرحلة القادمة بهدف الاستفادة من تحليل نتائج الاستطلاع لبناء برامج اللجنة الاستراتيجية خلال الفترة القادمة انطلاقًا من رأي الشباب العماني، وكذلك التواصل مع العديد من المؤسسات الحكومية بالسلطنة بهدف معرفة مقترحاتهم حول البرامج والمشاريع التي تهم قطاع الشباب وذلك وفق استمارة مخصصة في هذا الجانب بهدف إحداث التكامل مع المؤسسات الحكومية في هذا المجال، إضافة إلى تنفيذ مختبر قادم للشباب يشارك فيه حوالي 100 شاب وشابة من مختلف محافظات السلطنة، بهدف استعراض المسودة الأولى لمنهجية اللجنة الوطنية للشباب ومعرفة آرائهم ومقترحاتهم حولها، وكذلك التعرف على رؤاهم فيما يتعلق بمختلف مكونات المنهجية التي تنطلق من واقع الشباب العماني وتستشرف تطلعاتهم المستقبلية».
ما من شك أن إشراك الشباب في صياغة المنهجية أمر مهم وضروري، لذا توسيع نسبة المشاركة في الصياغة بحيث تشمل عددًا يتجاوز مئة شاب أيضًا أمر مهم؛ لأنه قد تكون هناك أفكار ومقترحات خلَّاقة لدى أولئك الذين لم يتم إشراكهم في إعداد المنهجية، فتعدد الأفكار والرؤى والمقترحات ذات الصبغة البناءة تعطي قوة للمنهجية، فضلًا عن أنها تشعر الشباب أنفسهم بأنها منهم وإليهم، ما يكسبها النجاح المنشود.
المصدر: اخبار جريدة الوطن