تتسارع عملية البناء في البنية السياحية بالسلطنة نظرًا لأنه أحد أهم القطاعات التي تشهد نموًّا متسارعًا، وهو أحد خمسة قطاعات رئيسية أعطتها الخطة الخمسية التاسعة الأولوية نظرًا لما سوف تقدمه تلك القطاعات في خدمة التوجه الحكومي نحو التنويع الاقتصادي المأمول، الذي يعتمد على الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه. الرؤية السامية التي أدركت منذ بواكير النهضة المباركة أن عصر النفط إلى زوال، لذا حرصت على استخدام عائداته في إقامة بنية تحتية سليمة يقوم عليها عدد من القطاعات الاقتصادية التي تملك السلطنة مقوماتها مثل قطاع النقل اللوجستي والصناعات التحويلية، والسياحة… وغيرها من القطاعات الواعدة.
لكن أهم ما يميز قطاع السياحة هو المردود السريع لعائداتها في ظل ثابتين مهمين؛ الأول بما تملكه السلطنة من قدرة سياحية متنوعة ومتعددة الأشكال والأنماط، والثاني يعود لميزة الأمن والأمان التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى على عمان وشعبها. لذا فليس من المستغرب أن يتم افتتاح 81 منشأة فندقية جديدة خلال العامين 2017/2018م، حيث منحت وزارة السياحة موافقاتها لإنشاء 81 منشأة فندقية سترفد القطاع بـ5279 غرفة فندقية بينها 38 منشأة في محافظة مسقط بطاقة استيعابية تبلغ 3343 غرفة و3 منشآت بمحافظة ظفار ستوفر 498 غرفة فندقية.
بالإضافة إلى افتتاح 7 منشآت فندقية في محافظة شمال الباطنة بطاقة استيعابية تبلغ 329 غرفة فندقية، وافتتاح 5 منشآت بمحافظة جنوب الباطنة توفر 171 غرفة فندقية، بالإضافة إلى 3 منشآت يتوقع افتتاحها في محافظة جنوب الشرقية ستوفر 54 غرفة فندقية، وفي محافظة شمال الشرقية يتوقع افتتاح 7 منشآت ستوفر 102 غرفة فندقية. كما يتوقع افتتاح 4 منشآت بمحافظة الداخلية بطاقة استيعابية تبلغ 145 غرفة فندقية، وفي محافظة البريمي يتوقع افتتاح 10 منشآت فندقية ستوفر 445 غرفة فندقية. ويتوقع افتتاح 3 منشآت في محافظة الظاهرة توفر 90 غرفة فندقية، ومنشأة واحدة يتوقع افتتاحها في محافظة مسندم توفر24 غرفة فندقية.
إن الجهود الرامية للنهوض بقطاع السياحة وجعل السلطنة قبلة سياحية يؤمها راغبو الاستمتاع بالطبيعة وبالحضارة التليدة، تتواصل بوتيرة متسارعة في تهيئة سُبل الاستثمار في إقامة المشاريع الفندقية بالسلطنة بهدف مواكبة الطلب المتنامي للغرف الفندقية في مختلف المواقع السياحية في جميع محافظات السلطنة، نظرًا لأن القطاع الفندقي هو من يوفر إقامة ممتعة للسائح، كما أن الاهتمام بالقطاع الفندقي يتواكب ضمن رؤية السلطنة لتنمية وتطوير القطاع السياحي وفق الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 التي ستنفذ على مراحل خلال الخمس وعشرين سنة القادمة هادفةً إلى جعل السلطنة وجهة سياحية متميزة للإجازات والمؤتمرات وأنماط السياحة المتعددة.
وبرغم أهمية التنمية الفندقية في السلطنة، إلا أن هذا لا يتعارض مع التوجه نحو إقامة أماكن سياحية بنكهة عمانية، وأهمية التأكيد على دور القطاع الخاص في ذلك، لذا فبعد توقيع الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) اتفاقية مع شركة داماك العقارية لتطوير مشروع ميناء السلطان قابوس إلى واجهة بحرية سياحية متكاملة ومتعددة الاستخدامات، إحدى أهم الخطوات التي تتكامل مع تيسير إقامة الفنادق، حيث تعد خطوةً مهمة تتواكب مع خطة الشركة في تنمية هذا المشروع السياحي الحيوي، لتسهم هذه الشراكة التي تقدر بمليار دولار أميركي في تحويل الميناء إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى المنطقة، حيث سيضم المشروع جملة من
المكونات كالفنادق والوحدات السكنية إلى جانب المطاعم ومحلات التجزئة والمرافق الترفيهية وغيرها من المرافق الخدمية للمجتمع المحلي.
المصدر: اخبار جريدة الوطن