ضمن أمسية علمية أدبية أقامتها «العمانية للكتّاب والأدباء» مع المعمري والغيثي
مسقط ـ « الوطن»: أقامت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء مساء أمس الأول بمقرها بمرتفعات المطار أمسية أدبية علمية احتفاء بكتاب «أشكال لا نهائية غاية في الجمال» لمؤلفه عالم الأحياء البارز شون كارول، في حوار علمي مفتوح مع المترجمين اللذين نقلاه إلى العربية عبدالله حمد المعمري وحمد الغيثي. الأمسية الأدبية العلمية التي أدارها الكاتب صالح البلوشي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء، تضنمت عددا من الفقرات، فقد قدم المترجم والكاتب حمد الغيثي وضمن عرض مرئي رؤيته العلمية حول الكتاب وأهم الخطوات التي قام عليها حتى خروجه إلى المتلقي بدءا من الفكرة الأولى والتعاون مع مشروع «كلمة» الذي قام بطباعة الكتاب مع استخدام اللغة البسيطة لإيصال فكرة الكتاب للمتلقي وغيرها من التفاصيل العملية في هذا الشأن. حسب رؤية الغيثي ومن خلال شرحه المتواصل لتفاصيل الكتاب أشار إلى أن كتاب «أشكال لا نهائية غاية في الجمال» يسرد قصة تطور مملكة الحيوان من سلف مشترك في العصر الكامبري، كما يقدم اكتشافات علم النمو التطوري والمسمى بـ(الإيفوديفو)، الذي يقارن بين مراحل نمو الكائنات الحية باحثا عن التغيرات التي تقود لتطور الكائنات. هنا يبرز كيف تتشارك الكائنات سواء تلك التي حولنا أو المنقرضة كالديناصورات والكركدن العملاق مجموعة من الجينات الغابرة تسمى «جينات عدة الأدوات»، التي تقوم بنحت أشكال الحيوانات، فهي المنوط بها لتشكيل أعضاء مثل القلوب والعيون والأعصاب والأطراف الخارجة من الجسم كأجنحة الذباب ومخالب السرطانات. وأوضح الغيثي من خلال تقديم شرحه للكتاب أيضا أن كتاب «أشكال لا نهائية غاية في الجمال» ينقل تطور مملكة الحيوان ونشوء التعقيد من مواد قليلة، كما أن الكتاب يقدم قصة الاكتشافات العلمية الحديثة التي أدت إلى ولادة علم النمو التطوري « الإيفوديفو» الذي يحاول بدوره تفسير التطور الحيوي من خلال دراسة نمو الأجنة. بعد ذلك قدم الكاتب عبدالله المعمري رؤية علمية حول الكتاب عملت على رسم مقدمة ضرورية تجعل قراءته أسهل، وهنا تطرق المعمري إلى محورين، الأول عن تاريخ الظاهرة الحيوية منذ بداية الكون وحتى هذه اللحظة، والثاني عن الجهود العلمية التي وفرت لنا هذه المعرفة حول ظاهرة الحياة. هنا حاول المعمري سرد تفاصيل البدايات الأولى لوجود الكون، أي قبل حوالي ١٤ مليار سنة كان كل ما نشاهده حولنا حسب حديث المعمري من جبال ومحيطات وأجسام وكواكب ومجرات مضغوطا في نقطة صغيرة جدا لا نعرف ماهيتها ولا طبيعة ما حولها إن كان لها حول أصلا، ثم انفجرت هذه النقطة مطلقة مادة الكون في كل الاتجاهات. وأشار المعمري أن كوكب الأرض كان في البداية عبارة عن بحر من الحمم المتلاطمة وكانت النيازك والكويكبات تقصفه من كل جانب فتغوص في سطحه المائع وقد قسم العلماء تاريخ الأرض بدءا بهذه الكرة الملتهبة إلى أربعة دهور، عرف الدهر الأول بدهر الكرة الملتهبة باسم الدهر الهاديسي ثم الدهر القديم وفيه ظهر نوع من الحياة، عبارة عن جراثيم بدائية النوى تجمعت في مستعمرات على هيئة سجادات رقيقة، ثم الدهر الثالث وهو دهر الطلائعيات، ثم الدهر الرابع والأخير وهو دهر الظهور، وتحديدا قبل حوالي ٥٤٢ مليون سنة، وبعد شرح علمي عميق في هذه الدهور انتقل المعمري ليتحدث عن المحور الثاني، وهنا تحدث عن الجهود العلمية التي وفرت لنا هذه المعرفة حول ظاهرة الحياة وهنا أشار المعمري في هذا الإطار إلى أن التاريخ المذهل تمت صياغته من خلال آلاف العلماء باستخدام أكثر أدوات إنتاج المعرفة قوة ودقة لدى البشر وهي المنهج العلمي، إذ بواسطة هذا المنهج تمكن البشر من اكتشاف أسرار الوجود المستعصية على من سبقنا، وهذا ينقلنا إلى الجزء الثاني من الحديث وهو تاريخ تطور معرفة البشر في هذا المجال، ولأننا يجب أن نبدأ من نقطة معينة. هنا وفي هذا الأمر أشار الكاتب والمترجم عبدالله المعمري أن علم النمو التطوري يمثل المرحلة الثالثة في تطور معرفتنا بالظاهرة الحيوية، فقد قدم الحل لأحد أكبر الألغاز، وهو كيف يتحول النوع إلى نوع آخر مع الزمن؟ أو كيف ظهرت هذه الأشكال الكثيرة الشديدة التنوع ونمت وتطورت من أصل واحد فقط، لقد فهمت البشرية أن كل كائن حي هو نسخة معدلة من الكائنات الأخرى، وذلك بسبب التشابه العميق بينها على جميع الأصعدة. وفي نهاية الأمسية الأدبية العلمية فتح باب النقاش حول الكثير من التفاصيل والنقاط ذات الأهمية في طرح أسس وخصوصيات كتاب «أشكال لا نهائية غاية في الجمال» تمت مناقشتها مع المترجمين حمد الغيثي وعبدالله المعمري.