يأتي الخطاب السامي الذي تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وألقاه يوم أمس ليضع رؤية واضحة لملامح المرحلة القادمة، ما يجعلنا جميعًا شركاء في المسؤولية والتنفيذ، كما كنا جميعًا شركاء في صياغة هذه الرؤية، وأيضًا انطلاقًا من مسؤوليتنا نحو عمان بتاريخها العريق والمشرِّف وبحضارتها التي تتناوب الأجيال على إعلاء رايتها.
ومع تثمين جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للمشاعر النبيلة والتعبير الصادق الذي تجلى في وداع فقيد الوطن جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ يجدد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ التأكيد على أن المآثر الخالدة لجلالة السلطان الراحل “ستبقى مفاخر وطنية لعمان الغالية، حاضرًا ومستقبلًا ومصدر إلهام للأجيال القادمة” لتكون هذه المآثر دافعًا وطريقًا نسير فيه للحفاظ على قيم الوطن ومكتسباته، وصون أمنه واستقراره، والإسهام في نمائه وازدهاره.
وباستشعار حجم الأمانة وعظمتها يؤكد جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على الوقوف بإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء، حيث إن المرحلة القادمة ستشهد الشروع في تنفيذ الرؤية المستقبلية “عمان2040″، خصوصًا وأن هذه الرؤية ـ التي أسهم كل فئات الوطن في وضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ـ ستعمل على مستقبل أكثر ازدهارًا ونماء. ومن أجل توفير الأسباب الداعمة لتحقيق الأهداف المستقبلية حدد جلالة السلطان المعظم في خطابه السامي ملامح المرحلة القادمة والتي ستشهد اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتحديث منظومة التشريعات والقوانين وآليات وبرامج العمل وإعلاء قيمه ومبادئه وتبني أحدث أساليبه، وتبسيط الإجراءات وحوكمة الأداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة، ومراجعة أعمال الشركات الحكومية مراجعة شاملة بهدف تطوير أدائها ورفع كفاءتها وتمكينها من الإسهام الفاعل في المنظومة الاقتصادية، ودراسة آليات صنع القرار الحكومي بهدف تطويرها وصولًا إلى توجيه الموارد المالية التوجيه الأمثل مع الاستفادة المثلى أيضًا من المورد البشري، سواء في قطاعات التشغيل وتحسين بيئته في القطاعين الحكومي والخاص، وأيضًا بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقطاع ريادة الأعمال مع نظرة مستقبلية لهذا القطاع عبر المشاريع التي تقوم على الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وتدريب الشباب وتمكينهم.
ولأن بناء الأمم وتطورها مسؤولية عامة يلتزم بها الجميع, ومثلما تأسست عُمان وترسَّخ وجودها الحضاري بتضحيات أبنائها وبذلهم الغالي والنفيس .. واجب علينا أن نلبي النداء واضعين نُصب أعينِنا المصلحة العليا للوطن لنؤدي جميعًا بكل عزم وإصرار دورنا الحضاري وأمانتنا التاريخية.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن