احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / رسام الكاريكاتير السوري عبد الهادي الشماع لـ«الوطن»:

رسام الكاريكاتير السوري عبد الهادي الشماع لـ«الوطن»:

– فن الكاريكاتير نشأ مع الإنسان فـي اللحظة التي قرر فيها أن يستعين على الحياة

أجرى اللقاء: وحيد تاجا
رسام الكاريكاتير الفنان عبد الهادي الشمَّاع من مواليد حلب 1954 حاصل على إجازة في الفنون الجميلة من جامعة دمشق. بدأ ينشر رسومه عام 1977. وأقام معرضًا ثنائيًّا مع الفنان الراحل ناجي العلي في حلب عام 1979. أقام عددًا من المعارض الفردية والجماعية في سوريا ولبنان وبراغ. وحاصل على العديد من الجوائز منها الجائزة الثانية لمهرجان الكاريكاتير العربي الإفريقي في القاهرة والجائزة التقديرية لمهرجان اكسيل العالمي دويسبورج والجائزة التقديرية لمسابقة يوميوري طوكيو وغيرها. وهو عضو مؤسس لرابطة رسامي الكاريكاتير العرب.

– (الوطن) التقته وأجرت معه الحوار الآتي حول فن الكاريكاتير:
لماذا اتجهت نحو الكاريكاتير دون غيره من وسائل التعبير الأخرى؟
✱✱ أعتقد أن الكاريكاتير هو الذي اتجه نحوي واختارني. لأني فعلًا لا أعرف السبب على وجه القطع. مارست الكتابة للمسرح وكتابة القصة القصيرة والشعر وغيرها من وسائل التعبير لكنها كانت عبارة عن مراحل لم ينقطع أثناءها استمراري بممارسة الرسم. تطور هذا الاتجاه عن دون قصد في البداية إلى أن وجدت نفسي منشدًّا لهذا النوع من الرسم. وما لبث أن انفرد بي وأزاح معظم وسائل التعبير الأخرى التي كنت أمارسها.

✱ هل تستطيع القول إن المراحل التاريخية السابقة شهدت ازدهارًا لفن الكاريكاتير؟
✱✱ نستطيع القول إن فن الكاريكاتير نشأ مع الإنسان وفي اللحظة التي قرر فيها أن يستعين على الحياة، حيث راح يتهكم ويسخر من مظاهرها ومشاكلها. والوثائق المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن ازدهر في مصر القديمة، وهذه الوثائق احتوت على رسوم فيها كل مقوِّمات الكاريكاتير، بمفهومه المعاصر أي الموقف الساخر من حدث أو ظاهرة أو حتى عنصر ما. إنما بشكل مرسوم ضمن تحويرات واختصارات يرتئيها الفنان لخدمة فكرته.
✱ ولكن هل فن الكاريكاتير موهبة أم نتيجة دراسة أكاديمية؟
✱✱ الكاريكاتير، هو فن تشكيلي بالتأكيد، إذ إنه وسيلة تعبير إبداعية وجميلة، إلا أنه غير أكاديمي، بمعنى أنه لا يدرس، كما أن الشعر مثلًا لا يدرس. وما يمكن أن يدرس هو شيء عن تاريخه ومدارسه وتقنياته ونشوئه وتطوره. لا أعرف رسام كاريكاتير درس هذا الفن في مدرسة أو أكاديمية ما ثم تخرج منها فنانًا عظيمًا. إنها الموهبة. وبمعنى آخر الاستعداد والقدرة على الإمساك باللقطة الساخرة. وهذا له علاقة بإمكانية العين لملاحظة مفردات الواقع المتناقضة، مضافًا إليها وعي هذا الواقع وتحديد موقف جلي منه عبر السخرية من خلال توفير خبال واسع وغني لهذا الفنان. وهذه الخصائص مجتمعة لا توفرها المدارس حتى لأعظم رساميها إن لم تكن بذورها موجودة أصلًا فيه، إلا أني لا أعتقد بضرورة أن يكون رسام الكاريكاتير رسامًا أكاديميًّا، ولكن من الأفضل أن يكون كذلك فقط ليستطيع من خلال تمكنه من أدواته أن يرسم كل ما يخطر بباله.. لا ان يهرب إلى صياغات أخرى لعدم تمكنه من رسم عنصر أو شكل.
✱ من الملاحظ أن رسوماتك تقريبًا تعكس همومًا وقضايا محلية بحتة.. سواء كانت اجتماعية أو سياسية. والسؤال كيف ترى الصلة بين المحلي والعالمي وعلى هذا الصعيد؟
✱✱ من الواجب أن ننتبه لفارق أساسي بين الكاريكاتير المحلي وأقصد هنا الكاريكاتير في الوطن العربي. والكاريكاتير في العالم. هناك الظرف السياسي والاجتماعي المختلف والذي برأيي فرض نمطًا من الكاريكاتير الذي يغلب عليه الطابع السياسي نتيجة لمعايشة الرسام لواقعه المسيَّس، واهتمامه بأولوياته التي غالبًا ما تختلف كثيرًا عن أولويات الرسام الفرنسي مثلًا، فنحن رضعنا من صدور أمهاتنا حليبًا وسياسة.
فتحنا عيوننا على كوارث وفجائع وحروب لم تنتهِ، كل ما حولنا يضج بالمشاكل كل من فقدان حليب الأطفال إلى فقدان الحرية، لذا فأنا أرى أن هناك فكرة مغلوطة في فهم المحلية والعالمية سادت منذ فترة، توحي دائمًا بأن العالمي هو مرحلة متقدمة بل إنجاز يستحق عليه الرسام وسامًا، الحقيقة أن الشهادة التي تأتيك من صحافة العالم وجهاته هي غالبًا ما يوافق آراءهم وتوجهاتهم وهذا الوسام هو وفق قانونهم. وهذا أحيانًا لا يتوافق مع من أتوجه إليهم.
✱ تميل غالبًا إلى كتابة تعليق على رسومك، فأي لوحات الكاريكاتير أفضل، هل هي الخالية من التعليق والكلام أم العكس؟
✱✱ الكاريكاتير الذي يتضمن تعليقًا مفهومًا لدى المثقف وسواه. مما يضمن له رواجًا وتأثيرًا واسعًا. إضافة إلى إمكانية تحريره إلى نكتة وبالتالي تناقله شفويًّا، أما الكاريكاتير الذي يخلو من تعليق والذي يعتمد على الخطوط أو العلامة البصرية لا شك الشكل الأمثل.
✱ هل تستطيع نشر كل ما تفكر به؟
✱✱ بالتأكيد لا يستطيع الرسام نشر كل أفكاره، فهو يستخدم منبرًا لا يمتلكه وليس له حرية التصرف به. فما دام هناك من يوقع على الكاريكاتير بالموافقة أو عدمها فهذا يترك الموضوع في يد المسؤول، لكنك في حال الاختلاف مع منبرك بدرجة أكثر شدة، فليس هناك جهة تحميك أو تدافع عن رأيك إلا في حدود التعامل معك على أنك موظف، أي أنها تدافع عن صفتك الوظيفية لا عن فكرتك. كان من المفترض أن تكون هذه المهمة، أي الدفاع عن حرية وآراء الفنانين.
✱ هل يقدم الكاريكاتير، في رأيك، رؤية جديدة من خلال معاصرته للأحداث الحالية أو الماضية؟
✱✱ هذا يعتمد على حرارة الحدث من حيث إن الكاريكاتير الصحفي يتابع الحدث ويقدم موقفه منه، أما عن التوقعات فأعتقد الناس دائمًا تردد “دفع الله ما كان أعظم”. وهذا توقع يتضمن بعض التأكيد. لذا ففي منطقتنا تجد أن الناس لا تتوقع بل عندها دلائل على ما هو واقع بعد حين. عمومًا هناك كثير من المواضيع التي رسمتها في الماضي تحدث اليوم.


المصدر: اخبار جريدة الوطن

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى