رفيف عبدالله الطائي:
تكنولوجيا جديدة وخطر جديد يهدد أبناءنا ألا وهي لعبة روبلكس التي يطلق عليها لعبة (الإيزي)، وتستهدف هذه اللعبة الأعمار ما بين ثماني سنوات إلى ثماني عشرة سنة فما هي إلا إحدى ألعاب الأكشن الخطيرة التي تلحق الضرر للفئات المستهدفة.
وهي عبارة عن شراء نادي البنائين حيث تنقسم لعدة أقسام ومراحل ولكل من هذه المراحل مميزاته واستهدافه حسب الفئة العمرية.
وهذه اللعبة مستوحاة من أفكار التصميم كما أنها تساعد على الخيال العلمي فلا ننكر هذه الإيجابية ولكن لسلبياتها التي فاقت هذه الإيجابية من أضرار على فئة الأطفال والمراهقين.
تساهم هذه اللعبة مع الطفل على إنشاء عوالم افتراضية والتي تبدأ بالاشتراك المجاني إلى أن يدمنها الطفل وفترة تنقضي ويبدأ الاشتراك بتكلفة مادية وهنا الضرر يصبح نفسياً على الطفل وعائقا مادياً.
ومن أساسياتها إضافة الفئة العمرية لبعضها البعض ويتفاعلون مع بعضهم من خلالها بعمل بعض التحديات والمسابقات….
والتي قد تحول حياتهم إلى جحيم من خلال التلاعب بنفسياتهم البريئة ما بين احباط وخسارة.
ليس محور موضوعي هو ما مضمون هذه اللعبة بل كيف نحمي ابناءنا من خطر هذه اللعبة، ونعرف كيف نتجنب سلبياتها دون حرمانهم من الإحساس بالمتعة..
وكيف نعلمهم الفهم ما بين الايجاب والسلب، والتعامل مع نمط هذه الألعاب المدمرة للذات.
لا ننكر أن في هذه الفترة العصيبة أصبح متنفس الأطفال التكنولوجيا وبمتناول اليد…
إذن هل هناك من حلول؟ هل هناك طرق نحميهم من خطر هذه التكنولوجيا؟ ولماذا علينا حمايتهم؟ ببساطة شديدة إن لعب الأكشن عادة ما تكون عنيفة وأخص بمقالي روبلكس التي تساهم في تحويل حياة الطفل إلي جحيم من خلال اللعب بأعصاب المتبارين بطرق غير مشروعة عن طريق خداع بعضهم البعض، ومن خلال الحث على العنف للوصول للغرض المطلوب وعليه ينتصر أحد المتبارين بخداع الآخر، مما يتسبب في إحساس المتباري الثاني بالإحباط ولعب الأعصاب.
إذن هي دمار نفسي للطفل…
كيف لطفل يشعر بالإحباط؟ أما الضرر الآخر والأهم عدم الإحساس بالمسؤولية من خلال الإدمان على اللعبة والجلوس بالساعات قد تصل إلى سبع ساعات متواصلة دون الإحساس بالجوع أو العطش، وهنا جانب أسري آخر يحد من التآلف الأسري ولمة الأم والأب وأبنائهما على سفرة واحدة، أو قضاء وقت ممتع مع بعضهم.
ومن هذا المنطلق يجب على الأهالي البحث عما هو ضررها، وعلى توعية أبنائهم، وإن لزم الأمر اللعب معهم لفترة قصيرة لتوعيتهم بضرر هذه اللعبة.
فلنحم أبناءنا من هذه اللعبة والتي لا أرى منها هدفا سوى تدمير ذات الطفل وهز ثقته بنفسه وبقدراته وبالآخرين…
علاوة على الانطوائية وتقليل قدرة التركيز الذهني.
فهي لعبة جماعية يتعرف عليها المستهدفون على نطاق ضيق كالأهل والأصدقاء في المدرسة، ثم تتسع بالتدريج إلى نطاق أوسع عبر العالم التكنولوجي والافتراضي.
عزيزي القارىء لا تحرم ابنك ولكن نظم وقته…
العب معه وشاركه متعته مع هذه اللعبة وعلمه أن يدرك الإيجابيات والسلبيات والمخاطر بنفسه واجعله هو من يوضحها لك…
حاور ابنك حول مضمون اللعبة، ولماذا انجذب إليها وكيف عرفها؟ وما مصدر معرفته بها؟…
قم بتوعيته حول ضررها…
دعه يأخذ القرار لترك هذه اللعبة لكيلا يضع جل اهتمامه لها.
فلذات أكبادنا أمانة بين أيدينا نحن من نصنع منهم شخصيات متوازنة غير مهزوزة واثقة واعية قادرة على اتخاذ القرار الصحيح….
فساعد ابنك على أن يكون متوازنا قادرا على التمييز بين الصح والخطأ وأن يستطيع اتخاذ قرار سليم.
واطرح له بدائل أخرى يستغل وقته بها كهواية القراءة والرسم والموسيقى….
وغيرها من الهوايات الأخرى.
كن صديق لأبنائك وليس رقيبا، وكن موجها غير متسلط، ومرشدا مستمعا، وناصحا واعظا.
المصدر: اخبار جريدة الوطن