بمختلف أشكالها وقوالبها الإبداعية .. وبأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، وبمختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، تقوم لُغتنا العربية بدورها كسفير للتواصل الحضاري بين الحضارة العربية والإسلامية وحضارات العالم، حيث مارست اللغة دورها الذي ساعدنا على الاستقاء من علوم الحضارات الأخرى قديمها وحديثها، وأيضًا التوثيق لإسهاماتنا الحضارية، والعمل على نقلها إلى الحضارات الأخرى.
وتتميز اللغة العربية عن غيرها بآيات جمالية رائعة في ميادين متنوعة تشمل الشعر والنثر والفلسفة والغناء، ما ينقل المتلقي إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات, كما يزخر تاريخها بالشواهد التي تبيِّن الصِّلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى.
ولم يقتصر فضل اللغة العربية على نقل المعارف للناطقين بها، بل إنها عملت على نشر المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، وأتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الإفريقي.
وإذ تشارك السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار (اللغة العربية والتواصل الحضاري) فإنها تجدد التأكيد على مسؤولية النهوض باللغة العربية في زمن العولمة والانفتاح المعرفي على اللغات والثقافات الأخرى والحفاظ على الهُوية اللُّغوية والثقافية، وتعزيز مكانتها بين ثقافات العالم ولُغاته المختلفة.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن