على وقع عمليات مداهمة واعتقال واسعة
رسالة فلسطين المحتلة من رشيد هلال وعبد القادر حماد :
أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، أمس الأربعاء، قرارا يجيز لما يسمى ‘الإدارة المدنية’ السماح بهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية القائمة دون تراخيص وتقع في نفوذ خط النار والمناطق العسكرية رقم 918 في منطقة جنوب الخليل. وأشارت صحيفة ‘هآرتس’ الإسرائيلية إلى أنه من المفترض أن يتم نقل سكان القرى المهددة بالهدم إلى يطا والبلدات المحيطة، حيث تزعم الدولة أنه يوجد لغالبية سكان القرى مساكن دائمة في هذه البلدات. وأضافت الصحيفة أن الاحتلال سوف يسمح لسكان القرى الفلسطينيين بفلاحة أراضيهم ورعاية مواشيهم في الفترات التي لا يجري فيها الجيش أية تدريبات في المنطقة. وقالت الصحيفة إن 4 قرى يسكنها نحو 300 نسمة تقع في شمال منطقة التدريبات سوف تظل قائمة بالرغم من أنها تسبب تقليص مساحة التدريبات وتمنع استخدام الذخيرة الحية، أشارت أيضا إلى أنه سيتم تهجير نحو 1500 آخرين من ثماني قرى. ووفق موقع الـ48 الاخباري، فأنه رغم أن هذه القرى قائمة قبل الاحتلال عام 1967، وقبل قيام إسرائيل عام النكبة، وهي قائمة منذ سنوات الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، على الأقل، إلا أن جيش الاحتلال وما يسمى بـ’الإدارة المدنية’ يعتبران سكان هذه القرى كـ’غزاة لمنطقة إطلاق النار 918′. ويؤكد سكان القرى أن 12 قرية تطورت بشكل طبيعي من سكان المغر في جنوب جبال الخليل، وبعضها أقيم قبل العام 1967، وأن العلاقة مع يطا هي علاقة طبيعية تطورت خلال السنوات في فلسطين التاريخية. واعتاشت أجيال من سكان المغر على الزراعة والرعاية، وحافظ السكان على هذا النمط من المعيشة مع دمجه بالاحتياجات العصرية مثل إرسال أبنائهم للدراسة في مدارس يطا. وكان جيش الاحتلال قد أعلن في نهاية السبعينيات من القرن الماضي عن نحو 30 ألف دونم كمنطقة عسكرية مغلقة، يسمح فقط لسكانها الدائمين بالبقاء فيها.
وفي أغسطس من العام 1999 تلقى غالبية سكان القرى أوامر بإخلاء منازلهم بزعم أنها ‘منازل غير قانونية في مناطق إطلاق النار’. وقامت قوات الاحتلال بإخلاء أكثر من 700 بالقوة وبهدم منازل وآبار مياه وصادر ممتلكات، وأبقى الكثير من السكان بدون مأوى وبدون مصدر رزق. وفي حينه أصدرت المحكمة العليا أمرا احترازيا يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم بشكل مؤقت، ولكن الهدم منع عودة الكثيرين.
على صعيد متصل، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 22 فلسطينيا من محافظات الضفة الغربية بينهم طفل وقاصرون. وبيّن نادي الأسير أن الاحتلال اعتقل ستة شبان من مخيم نور شمس في محافظة طولكرم، وهم: علي خيري أبو صلاح، وراجي جمال غريفي، ورامز عبد الحكيم عليان، ومحمد أديب غريفي، ومحمد أحمد العزة، وعلي أمين أبو الرب. ومن محافظة رام والبيرة، اعتقل الاحتلال الشابّين نضال الريماوي وحكيم محمود الريماوي من بلدة بيت ريما، وباسم سعيد البرغوثي من بلدة دير غسانة. كما اعتقل كلا من: مروان محمود أبو سالم (20 عاماً)، وطارق هشام راضي (18 عاماً)، وسامر رياض راضي (15 عاماً)، وهم من بلدة اللّبن الغربي. وأضاف نادي الأسير إن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة مواطنين من بلدات شمال غرب القدس، منهم الطفل يوسف مهدي دار الشيخ (12 عاماً) من بلدة بدّو، إضافة إلى ثلاثة شبّان من بلدة بيت عنان، وهم: مالك محمد حميد، وأحمد بكر ربيع، ومُبين محمد إبراهيم جمهور، والفتى مصطفى أحمد حامد (17 عاماً)، من بلدة عناتا شرق القدس. كما اعتقل الاحتلال الأسيرين المحررين صدام محمد ياسين من قرية عانين، وإسماعيل الكيلاني من بلدة يعبد في محافظة جنين، علاوة على اعتقال ثلاثة مواطنين من بلدة الخضر في محافظة بيت لحم، وهم: إبراهيم سليمان صلاح، ونضال أندونيه، وابنه أمير.
المصدر: اخبار جريدة الوطن