دمشق ـ الوطن ـ وكالات:
أكدت دمشق أن مكافحة الإرهاب هو الأولوية باعتباره المدخل للحل السياسي. وأدانت في ذات الوقت اتخاذ بريطانيا واستراليا وفرنسا تدابير عسكرية ضدها. وأكد وزير الخارجية وليد المعلم أن موضوع مكافحة الإرهاب في سوريا هو الأولوية باعتباره المدخل للحل السياسي للأزمة وكونه يلبي تطلعات الشعب السوري في تحقيق الأمن والاستقرار. وجاء هذا التأكيد خلال استقبال المعلم أمس لـ “ستيفان ديمستورا” المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا. وقدم دي مستورا إجابات حول التساؤلات التي أثارها الجانب السوري بشأن مقترحه المتعلق بفرق العمل لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، مشيرا إلى أن لقاءات فرق العمل هي للعصف الفكري وغير ملزمة ويمكن الاستفادة مما يتم التوافق عليه بين السوريين في التحضير لجنيف 3. من جانبه قال المعلم إن سوريا ستدرس الأفكار التي قدمها المبعوث الخاص لاتخاذ الموقف المناسب تجاه مبادرته. مشددا على ضرورة متابعة التشاور بين المبعوث الخاص والحكومة السورية بهذا الخصوص وأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب وإلزام الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية بالتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم لها. وفي سياق متصل أعربت سوريا عن استغرابها من قيام بريطانيا واستراليا وفرنسا باتخاذ تدابير عسكرية ضدها مستندة الى تحريف مقصود لنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وذلك في تناقض فاضح معه ومع قرارات مجلس الأمن. وقالت وزارة الخارجية في رسالتين موجهتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي إن المملكة المتحدة واستراليا وفرنسا تتخذ حاليا تدابير عسكرية ضد الجمهورية العربية السورية مستندة في ذلك إلى تحريف مقصود لنص المادة 51 من الميثاق وذلك في تناقض فاضح مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ولا سيما القرارات رقم 2170 و2178 و2199 التي أكدت جميعها على احترام الدول لوحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية. وأضافت الوزارة في رسالتيها أن المادة 51 من الميثاق نصت أنه “ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينقص الحق الطبيعي للدول فرادى أو جماعات في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي” مشيرة إلى أن فرنسا وبريطانيا واستراليا ادعت بأنها تقوم بهذه التدابير استجابة لطلب جمهورية العراق ودعما للجهود الجماعية في دفاع العراق عن النفس. وتابعت الوزارة” أن حكومة الجمهورية العربية السورية تود في هذا السياق أن توضح استغرابها من قيام دول يتمتع بعضها بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن بانتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والتجرؤ على تفسيره بطريقة تؤدي إلى تحريف معاني هذه الفقرة المهمة والحساسة من الميثاق بما قد يؤدي إلى نشر الفوضى والحروب في العالم علما أن سوريا لم تتقدم بأي طلب من هذا النوع وأنه سبق لمجلس الأمن أن اعتمد العديد من القرارات حول مكافحة الإرهاب في سورية ما يتطلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الالتزام بها. وأكدت الوزارة أن ما يقوم به الجيش العربي السوري في محاربة “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من تنظيمات إرهابية مسلحة يكذب العبارات السخيفة والكاذبة التي لا تستحق الرد عليها والتي وردت بشكل خاص في رسالة استراليا ناهيك عن الفشل الذي يواجهه ما يسمى بـ” التحالف الدولي” الذي تقوده اميركا والذي لم يحقق شيئا ملموسا حتى الآن. وشددت الوزارة على أن أي وجود مسلح فوق الأرض السورية أو أي من مجالاتها البرية أو الجوية أو البحرية لأي دولة دون موافقة الحكومة السورية بذريعة مكافحة الإرهاب يعتبر انتهاكا للسيادة السورية موضحة أن مكافحته على الأرض السورية تتطلب التعاون والتنسيق الوثيق مع الحكومة السورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بهذا الخصوص. من جانبها قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي إن الدعم العسكري الذي تقدمه موسكو لدمشق هدفه محاربة الإرهاب وحماية الدولة السورية والحيلولة دون وقوع “كارثة تامة” في المنطقة. وأضافت المتحدثة ماريا زاخاروفا أن موسكو مستعدة لتزويد واشنطن بمعلومات عن دعمها العسكري للقوات السورية عبر “القنوات الملائمة”. وانتقدت الولايات المتحدة لأنها تناقش القضية علنا عبر وسائل الإعلام. وكان مسؤولون أميركيون قالوا في وقت سابق أمس أن الولايات المتحدة رصدت بضع طائرات هليكوبتر روسية في مطار سوري وقال أحد المسؤولين إنه تم التعرف على أربع طائرات هليكوبتر روسية بعضها قتالية رغم أنه من غير الواضح متى وصلت إلى سوريا. وفي سياق متصل اكد مصدر عسكري سوري أن الجيش بدأ في الآونة الأخيرة استخدام أسلحة جديدة من روسيا، ووصف المصدر في تصريح لرويترز، الأسلحة بأنها ذات فعالية عالية جدا ودقيقة، مشيراً إلى أن الجيش بدأ في استخدامها خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن تدرب على استخدامها في سوريا في الشهور الأخيرة. وعن الدعم العسكري الروسي للجيش السوري, قال المصدر إنه “يتم تقديم سلاح جديد وأنواع جديدة من السلاح، يتم تدريب الجيش السوري على استخدام هذه الأسلحة، في الحقيقة بدأ الجيش باستخدام بعض هذه الأنواع”, متابعاً أن “الأسلحة ذات فعالية عالية جدا، الأسلحة دقيقة ومؤثرة وتصيب الأهداف بدقة”.
أنت هنا: الرئيسية / اخبار جريدة الوطن / سوريا تتمسك بمكافحة الإرهاب كـ (أولوية) وتراه مدخلا للحل السياسي