21 غارة لـ(التحالف) قرب عين العرب وتركيا تغير على (العمال الكردستاني)
جنيف ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
حذرت سوريا من إعادة إنتاج جماعات إرهابية مسلحة عبر مساع تقودها الولايات المتحدة لتدريب ما تسميه واشنطن (المعارضة المعتدلة)، فيما أعلن التحالف الذي تقوده أميركا لمحاربة ما يسمى تنظيم داعش تنفيذ 21 غارة في منطقة عين العرب المحاذية للحدود السورية مع تركيا، في حين أغار الطيران التركي على مواقع لحزب العمال الكردستاني على الحدود مع العراق.
وحذر رئيس مجلس الشعب السوري “محمد جهاد اللحام” في كلمته أمام البرلمان الدولي من أن أي تدريب أو تسليح لمعارضة سورية تحت أي مسمى كان هو انتهاك للقانون الدولي ومحاولة لإعادة إنتاج جماعات مسلحة بلباس مختلف من أجل تأجيج العنف في سوريا، مؤكداً أن ذلك ينذر بفوضى مستمرة وحرب إرهابية طويلة ستخلق دواعش جديدة أشد خطورة على المنطقة والعالم.
وأضاف اللحام إنه منذ أربعة أعوام وسوريا تدق ناقوس الخطر وتطلق صيحات التحذير مناشدة العالم بدوله وحكوماته ومؤسساته الدولية أن ينتبهوا لما يصنعون في المنطقة وسوريا من دعم للإرهاب والإرهابيين ولم تلق آذاناً مصغية بل كانت عندما تتحدث عن إرهاب دولي تكفيري يقتات على أشلاء الأطفال والشيوخ والنساء ويدمر دور العبادة دون تمييز كان الكثير ممن يجتمع اليوم يعتبر أنه إما خيال أو قصص مختلقة من قبل الحكومة السورية.
وأضاف اللحام أن اليوم أثبتت الوقائع واعترف الجميع أن ما كنا نتحدث به هو الواقع عينه واستفاقت الدول فجأة لتكتشف أن معظم المقاتلين الذين تدعمهم في سوريا هم من أتباع تنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” الإرهابيين وتحققت تحذيراتنا من أن الإرهاب الذي يجري دعمه في سوريا لن يبقى محصورا داخلها بل سيمتد إلى دول الجوار وبعدها إلى الدول المصدرة للمقاتلين الأجانب الذين أتوا من 83 دولة ليجتمع مجلس الأمن ويصدر القرار 2170 بالإجماع لمحاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق.
ودعا اللحام إلى ضرورة التحرك وتصويب مسار التحالف الدولي ضد الإرهاب عبر توسيعه ليشمل جميع دول العالم بما فيها الحكومة السورية التي أعلنت استعدادها للتعاون مع أي جهد دولي لمحاربة الإرهاب في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
ورأى اللحام أن الإدارة الأميركية التي تقود اليوم تحالف الحرب ضد “داعش” وجبهة النصرة” الإرهابيين في العراق وسوريا شكلت التحالف بطريقة انتهكت بها القرار 2170 عندما شكلته خارج إطار مجلس الأمن واستثنت منه دولاً إقليمية كبرى كروسيا والصين وإيران وسوريا رغم أن القرار أكد أنه لا يمكن دحر الإرهاب إلا باتباع نهج يتسم بالمثابرة والشمول ويقوم على مشاركة جميع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية وتعاونها بفعالية.
إلى ذلك شنت طائرات التحالف الذي تقوده أميركا 21 غارة جوية على داعش قرب مدينة عين العرب أدت إلى “إبطاء” تقدم هذا التنظيم، بحسب القيادة الأميركية الوسطى.
وفي إحدى أعنف جولات القصف حتى الآن ضد داعش الذي يحاصر مدينة كوباني، “دمرت” الضربات الجوية التي شنها التحالف منطقتي تجمع لمقاتلي التنظيم، ومبنى، وشاحنة، وعربتين، وثلاثة مجمعات، كما ألحقت أضرارا بالعديد من الأهداف.
كما قصف التحالف في غارة جوية أخرى شرق سوريا مصفاة صغيرة للنفط، حسب القيادة.
وقالت القيادة في بيان إن “الدلائل تشير إلى أن الغارات الجوية أدت إلى إبطاء تقدم تنظيم داعش” في المنطقة المحيطة بكوباني.
الا انها قالت ان “الوضع الامني على الارض لا يزال غير واضح، حيث يحاول التنظيم كسب مزيد من المناطق، فيما تواصل المليشيا الكردية صمودها”.
يأتي ذلك فيما اعلن مسؤولون أن مقاتلات تركية قصفت اهدافا لحزب العمال الكردستاني جنوب شرق تركيا في اول ضربات ضد الاكراد منذ وقف اطلاق النار الهش في 2013.
فبعد ايام من التظاهرات العنيفة التي قام بها الاكراد في انحاء تركيا، قصفت طائرات اف ـ 16 من سلاح الجو التركي مواقع للحزب الذي هاجم بحسب قوى الامن التركية تكرارا مركزا للشرطة في بلدة داجليجا (جنوب-شرق).
وفي منطقة تونجلي المحاذية، اطلقت مروحيات قتالية تركية النار امس الاول على وحدات اخرى في حزب العمال الكردستاني بعد مواجهات بين متمرديه والجيش حول جييكسويو، بحسب وسائل اعلام تركية.
وهذه المواجهات الخطيرة الاولى بهذا الحجم منذ وقف اطلاق النار الذي اعلنه العمال الكردستاني من طرف واحد في مارس 2013 تعكس التهديدات الخطيرة لعملية السلام الهشة مع انقرة التي بدأت قبل عامين.
وفي السياق اتهم رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أكبر حزب سياسي كردي سوري بـ”تعذيب” اللاجئين الاكراد الذين فروا من هجوم داعش على عين العرب”.
وصرح داود اوغلو في كلمته الاسبوعية امام نواب حزبه الحاكم العدالة والتنمية “وصل اخواننا (الاكراد) الى هنا (تركيا) هربا من قمع حزب الاتحاد الديموقراطي الذي يمارس ضغوطا كبيرة على من لا يشاركه اراءه في كوباني”. على حد قوله.
من ناحية أخرى بدأ القادة العسكريون لـ22 دولة في (تحالف حرب داعش) اجتماعهم في واشنطن لتحديد استراتيجية ضد التنظيم في العراق وسوريا، وذلك بعد اكثر من شهرين على بدء الضربات الجوية.
ونظم قائد الجيوش الاميركية الجنرال مارتن دمبسي هذا الاجتماع الطارئ في قاعدة اندروز الجوية في ماريلاند (شرق) بضاحية العاصمة الفدرالية. وهذا اللقاء هو الاول من نوعه منذ تشكيل التحالف في سبتمبر.
وقال اليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض ان “هذا الاجتماع هو فرصة لمناقشة التقدم (الذي حققه) التحالف حتى اليوم ومواصلة تنسيق ودمج القدرات الفريدة لشركاء التحالف في شكل كامل”.
واضاف ان الرئيس باراك اوباما سينضم الى الاجتماع في وقت لاحق لمناقشة “اجراءات اضافية يمكن ان يتخذها التحالف لاضعاف داعش والقضاء عليه نهائيا”.
ورجح مسؤولون اميركيون الا يصدر عن المجتمعين اي بيان لافت، لكنهم اوضحوا ان اللقاء سيتيح ضمان تنسيق افضل بين الشركاء.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع رفض كشف هويته “الهدف ببساطة هو التاكد من ان الجميع على موجة واحدة”.