دمشق ـ (الوطن) ـ وكالات:
عرضت سوريا على العالم مواكبة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الثالث من يونيو القادم، فيما اقترب الجيش من إنجاز عمليته في المليحة بريف دمشق، في حين استعر الاقتتال بين الجماعات المسلحة في دير الزور.
ووجه رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام رسائل دعوة إلى رؤساء مجالس الشعب والنواب والجمعيات الوطنية في عدد من الدول لإيفاد مجموعة من أعضاء برلماناتها والمختصين في الشأن الانتخابي لمواكبة الانتخابات الرئاسية في سوريا.
وقال اللحام في رسائل الدعوة الموجهة خلال الجلسة التي عقدت أمس أعلمكم بأنه قد تقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في الجمهورية العربية السورية بتاريخ الـ 3 من يونيو 2014 تنفيذا لما جاء في الدستور السوري والقوانين المرعية في سباق رئاسي حقيقي تقدم إليه 24 مرشحاً ينتمون لتيارات وأحزاب مختلفة ويمثلون المجتمع السوري بأطيافه ومكوناته الاجتماعية والسياسية المتنوعة”، مضيفا “إنه من دواعي سروري أن أدعوكم لإيفاد مجموعة من أعضاء برلماناتكم الموقرة ومن المختصين في الشأن الانتخابي في بلدانكم الصديقة لمواكبة الانتخابات الرئاسية في بلدنا والاطلاع على سيرها إيمانا منا بمواقفكم الموضوعية المؤيدة للشعب السوري وحقه في اختيار مرشحه الرئاسي ومستقبله السياسي بكل نزاهة وحرية وشفافية دون تدخلات خارجية”.
إلى ذلك تواصلت عملية الجيش السوري في المليحة في غوطة دمشق الشرقية. وقالت مصادر ميدانية إن الجيش السوري عثر خلال تقدمه على مصنع لقذائف الهاون والعبوات الناسفة في المحور الممتد نحو بلدة زبدين المجاورة باتجاه الشرق.
وتقدم الجيش السوري بعد انهيار مفاجئ في صفوف المسلحين.
والعملية التي تجاوزت يومها الأربعين محكومة بعدة عوامل كما يتحدث القادة الميدانيون أهمها التدقيق في موضوع الأنفاق ومعالجة تفخيخ الشوارع والمنازل في منطقة تقوم المجموعات المسلحة بإجراء التحصينات عليها منذ نحو عامين .
ويراهن قادة ميدانيون أيضا على أن استعادة السيطرة على المليحة يعني التقدم في عمق الغوطة وهو ما تعيه المجموعات المسلحة.
يأتي ذلك وسط اقتراب تنفيذ اتفاق حمص القديمة ما يعني خروج المدينة من خريطة المعارك ويعني عسكريًّا، إمساك الجيش السوري بكامل المنطقة من الساحل السوري مروراً بحمص وصولا إلى دمشق وأجزاء من غوطتيها.
من جانب آخر انتقلت نيران الاقتتال الداخلي بين مسلحي ما يسمى جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش” إلى محيطِ بلدة البصيرة في ريف دير الزور الجنوبي قربَ نهر الفرات.
واستعادت جبهة النصرة ومجموعات متحالفة معها بعضا من مكاسبِها بعدَ تقدم داعش في الصور إلى الشمال الشرقي من دير الزور.
وامتدت الاشتباكات لتطول المحيط القريبَ برمتِه في بلدات أبريهة والصبخة والتوامية مع استنفار عالي المستوى وتحشيداتٍ كبيرة أقدم عليها الطرفان المتصارعان للسيطرةِ على سهولِ القمح ومنطقة حيوية جدا قرب الحدودِ مع العراق والأهم ربما تعزيز المواقع قريباً من حقول النفط السورية.
في حصيلة المواجهات اثنان وستون قتيلاً بينهم قياديان من النصرة. لكن الثمنَ الأكبرَ دفعَه المدنيون نزوحاً واسعاً طال اثنين وستين ألف مدني تقريباً توزعوا على عدةِ بلدات، خمسة وثلاثون ألفاً في البصيرة، اثنا عشرَ ألفاً في أبريهة وخمسةَ عشر ألفا في الرز.