تركيا لا تنوي سحب جنودها رغم المهلة العراقية
دمشق ـ بغداد ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
قالت سوريا إن التحالف الذي تقوده أميركا نفذ عدوانا على معسكر للجيش السوري في دير الزور ما أسفر عن مقتل 3 عسكريين الأمر الذي نفته واشنطن فيما قالت تركيا في سياق آخر إنها لا تنوي سحب جنودها من العراق رغم اقتراب انتهاء المهلة التي أعلنتها بغداد.
ونددت سوريا بـ”عدوان سافر” نفذه التحالف بقيادة واشنطن على معسكر للجيش في شرق البلاد، فيما نفى مسؤولون اميركيون قصف أي قاعدة عسكرية سورية.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن أربع طائرات من قوات التحالف قامت “باستهداف أحد معسكرات الجيش العربي السوري في دير الزور بتسعة صواريخ ما نجم عنه استشهاد ثلاثة عسكريين وجرح ثلاثة عشر آخرين”، واصفة العملية بـ”الاعتداء السافر”.
وأوضح مصدر عسكري سوري أن الغارات استهدفت “مستودعات ذخيرة مؤلفة من مبان عدة، ومعسكر تدريب” بين “الساعة الثامنة والتاسعة مساء، ما احدث انفجارا كبيرا”.
واعتبرت الخارجية السورية ان القصف “يؤكد مجددا أن التحالف الأميركي يفتقد الى الجدية والمصداقية من أجل مكافحة فعالة للإرهاب الذي اثبتت الاحداث ان لا حدود له”، مطالبة مجلس الأمن “بالتحرك الفوري إزاء هذا العدوان واتخاذ الإجراءات الواجبة لمنع تكراره”.
ونفى المتحدث العسكري باسم التحالف الكولونيل ستيف وارن ردا على سؤال لوكالة فرانس برس قصف أي قاعدة عسكرية في دير الزور. وقال “اطلعنا على التقارير السورية، لكننا لم ننفذ أي ضربات في ذلك الجزء من دير الزور امس، لذلك نرى انه ما من أدلة”.
وفي وقت لاحق، أعلنت قيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط (سنتكوم) ان قوات التحالف نفذت الأحد “اربع ضربات بالقرب من دير الزور استهدفت اربعة رؤوس بئر نفطية تابعة لتنظيم داعش”، بالاضافة الى ضربات في محافظات اخرى في سوريا.
ونفى ممثل الرئيس الاميركي في التحالف بريت ماكغورك بدوره في تغريدة على موقع تويتر قصف اي معسكر للجيش السوري، معتبرا ان “التقارير عن تورط الائتلاف خاطئة”. على حد قوله.
الى ذلك قال مسؤول تركي ان بلاده لا تنوي سحب قواتها التي انتشرت الاسبوع الماضي قرب مدينة الموصل في شمال العراق، رغم المهلة التي حددتها السلطات العراقية.
واضاف المسؤول الذي تحدث للصحافيين شرط عدم الكشف عن اسمه “نتوقع ان تبقى هذه القوات”.
وتابع “هذا يتوقف على المناقشات. لكن من الواضح أننا نعلم من ضباطنا في الميدان، ومن طلبات مختلف الجماعات هناك ومن مباحثاتنا مع الحكومة المركزية (في بغداد) ومع سلطات اقليم كردستان، بأنها ستبقى”.
وينتشر بين 150 و 300 جندي تدعمهم 20 دبابة منذ الاسبوع الماضي في بعشيقة، على بعد 30 كلم عن الموصل، ثاني أكبر مدن العراق التي يسيطر عليها منذ يونيو 2014 تنظيم داعش.
وقد أمهلت بغداد تركيا الأحد 48 ساعة لسحب هذه القوة مهددة باستخدام “كل الخيارات المتاحة” بما في ذلك اللجوء الى مجلس الأمن لارغام انقرة على سحب قواتها التي تقول بغداد انها دخلت العراق بشكل غير قانوني.
لكن وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري اكد أمس ان هذه المهلة لا تشمل المستشارين العسكريين الأتراك.
واثر رد الفعل العنيف من جانب بغداد، وجه رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الاحد رسالة الى نظيره العراقي حيدر العبادي يؤكد فيها انه لن يكون هناك اي انتشار آخر للقوات التركية.