احدث الاخبار
أنت هنا: الرئيسية / مقالات متفرقه / شراع .. سوريا..«الكومبارس» نحو تصعيد جديد

شراع .. سوريا..«الكومبارس» نحو تصعيد جديد

مثلما توقعنا بأن وفد «معارضات الرياض» إلى مؤتمر جنيف الثالث سيعيد إنتاج أساليبه وسلوكياته في مؤتمري جنيف الأول والثاني بهدف إفشال المؤتمر وإضاعة الوقت لمراجعة حسابات الميدان من جديد، ذلك أنه فاقد الشيء، وكما هو معلوم أن «فاقد الشيء لا يعطيه».وفي الشكل الإخراجي للمؤتمر وصورة أعضاء وفد «المعارضات» وداعميهم بالمال والـ…، ليسوا سوى «كومبارس» ـ كما أكدنا مرارًا ـ يؤدون أدوارًا وظيفية لسيدهم الصهيو ـ أميركي، وإن كان من بين هؤلاء «الكومبارس» لا يريد أن يكتفي بهذه الوظيفة فقط، وإنما يسعى إلى أخذ مقابل، كما هو حال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

فلم يمضِ كثير من الوقت على ما ذكرته في المقال السابق «هل يشعلها إردوغان»؟ حتى جاءت الأنباء من روسيا الاتحادية بأن حكومة حزب العدالة والتنمية تحشد قواتها ومن معها من التنظيمات الإرهابية التي تدعمها على الحدود السورية، على خلفية التحولات الميدانية التي يصنعها الجيش العربي السوري وبدعم ناري من الطيران الروسي والتي برزت بصورة لافتة بفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ثم تطهير بلدات ماير ورتيان من دنس الإرهاب واقترابه من بلدة دير الجمال، وفي درعا تمكنه من تطهير بلدة عتمان بعد الشيخ مسكين.
لقد أثبتت هذه التحولات الميدانية الثابت وأكدت أن لا صحة لكل ما تدَّعيه الأطراف المُكوِّنة لحلف التآمر والإرهاب على سوريا، وأن ليس في أبجدياتها الحل السياسي وتجنيب الشعب السوري ويلات إرهاب التنظيمات الإرهابية التي تدعمها وتراهن على إرهابها في تغيير موازين الميدان، لأن من يتبنى الإرهاب وعصاباته ويدعمها بالمال والسلاح والتدريب، ويسعى إلى تدثير إرهابها بغطاء الشرعية و»الاعتدال»، ثم يدَّعي أنه يدعم الشعب السوري ويسانده حتى تلبية تطلعاته، ويعطِّل جهود الحل السياسي، لا يمكن لصاحب عقل ومنطق وفكر أن يصدق ترهاته هذه؟ وإنما هو متآمر حاقد وخائن وعميل، إذ كيف يتفق عقلًا ادعاء العمل على تلبية تطلعات الشعب السوري في الوقت الذي تشحذ فيه سواطير الإرهاب لتجز رؤوسه؟ وكيف تتأتى تلبية تطلعاته وهو يُشَرَّد ويُهَجَّر من أرضه ومدنه وقراه؟ على أن السؤال الأهم الذي يجب على كل مغيَّب الفكر ومسلوب الوعي ومعزول عن الواقع، وكل عاقل وذي فكر أن يسأله نفسه هو: ما علاقة السعي إلى سلخ المدن السورية عن أرض الدولة وتعبئتها بالتنظيمات الإرهابية بدعم الشعب السوري لـ»نيل» حريته وتلبية تطلعاته؟ أليس الإيعاز إلى وفد «المعارضات/الكومبارس» بمغادرة جنيف وركوب طائرة الشحن، وإفشال المؤتمر جاء بعد تمكُّن الجيش العربي السوري من فك الحصار الذي تفرضه التنظيمات الإرهابية المدعومة من القوى المدَّعية مساندة الشعب السوري؟ فلماذا تحشد تركيا ـ إردوغان الحشود من جنودها والمرتزقة والإرهابيين والتكفيريين الذين تدعمهم حكومة العدالة والتنمية للتدخل لسلخ مدينة حلب من سوريا وإلحاقها بها كحال لواء الإسكندرون السوري المغتصب، وتحاول جاهدة لجر أرجل حلف شمال الأطلسي وتوريطه في مواجهة مع روسيا، وهي مواجهة إذا وقعت ـ لا سمح الله ـ لن تكون إلا مواجهة نووية؟ ولماذا تحرِّض الولايات المتحدة قائدة حلف التآمر والإرهاب على سوريا «الكومبارس» التابع لها من الوكلاء والأدوات والعملاء على سرعة التحرك لسلخ مدينة الرقة عن الدولة السورية؟ وما علاقة هذا المخطط التآمري بتطلعات الشعب السوري؟ فهل تطلعات الشعب السوري تتمثل في تدمير بلاده وتقسيمها وتجزئتها طائفيًّا ومذهبيًّا، وتهجيره منها، وتحويلها إلى قطع تتبع لقوى ظلامية متآمرة تحركها غرائزها الاستعمارية وعقائدها التكفيرية الكارهة للقيم والمبادئ والتسامح وحرية التعايش؟ إن تصعيد «الكومبارس» للصهيو ـ أميركي هو تصعيد اليائسين البائسين المنهزمين المنكسرين، ولذلك لن يكتب له النجاح لاعتبارات عديدة ـ طبعًا إذا كانت هناك بقية من عقل لدى أوروبا والولايات المتحدة ـ منها أن القارة العجوز ـ في ظل الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه ـ لن يكون بمقدورها استيعاب المزيد من اللاجئين المُهَجَّرين السوريين الذين سيكون بينهم بكل تأكيد عناصر مندسة من التنظيمات الإرهابية.
كما أنها ليس في مقدورها التضحية بمئات المليارات من الدولارات المتأتية من الصفقات التي وقعتها فرنسا مؤخرًا وستوقعها بكل تأكيد ألمانيا وبريطانيا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقت الذي تعاني فيه خزائن البترودولار الخليجية جراء أزمة تراجع أسعار النفط، إضافة إلى أن المواجهة لن تكون مواجهة بالدبابات والمدافع، بل عبر الصواريخ المحملة بالرؤوس النووية، ومواجهة إلكترونية بامتياز، وهذا في التقدير ما تدركه أوروبا والولايات المتحدة، وقد جربتها واشنطن وتَعيها جيدًا، بداية من إسقاط الصاروخين العابرين للقارات اللذين أطلقا على سوريا وأسقطا في البحر الأبيض المتوسط، والزوارق الأميركية التي دخلت مؤخرًا المياه الإقليمية الإيرانية واعتقال من عليها من الجنود الأميركيين، والتغطية الأميركية على الحادث بأن خطأ إحداثيات هو الذي أدى إلى ذلك.
كما يمكن أن تكون هناك رغبة في دخول قوات معادية إلى سوريا للنيل منها ومن دولها، ما يفاقم خسائرها ويضاعف استنزافها.
وإن كانت الصهيو ـ أميركي يتمنى حصول مواجهة مباشرة بين سوريا وحلفائها والحلف المعادي، لكن الوجود العسكري الروسي الضخم لن يكون الرياح التي تشتهيها سفن الصهيو ـ أميركي.

عن المشرف العام

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى