بصدق في التوجهات، ونبل في المقاصد، تعامل جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ مع كافة حكام وشعوب العالم، فكان طيلة الـ50 عاما الماضية بمثابة الصديق الصادق أمام الجميع ليستحق جلالة السلطان الراحل ـ رحمه الله ـ كل هذه المشاعر الصادقة التي أبداها العالم من أقصاه إلى أقصاه، سواء في التأبين أو المسارعة بالعزاء وإعلان الحداد وتنكيس الأعلام.
وهذا الميراث العالمي من الحب والاحترام ـ الذي يكنه العالم لشخص جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ الذي تراكم على مدار السنوات الـ50 الماضية ـ بدأ منذ الأيام الأولى للنهضة المباركة حينما حدد جلالة السلطان الراحل الخطوط العريضة التي سارت عليها الدبلوماسية العمانية والتي تمثلت في انتهاج سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة, وتدعيم علاقات السلطنة مع الدول العربية، وإقامة علاقات ودية مع دول العالم، والوقوف بجانب القضايا العربية في المجالات الدولية.
ومن هذه الخطوط العريضة انطلقت الدبلوماسية العمانية لترسخ المعنى الحقيقي للتعايش السلمي بين الأمم والشعوب، واحترام سيادة الدول، والتعاون الدولي القائم على مصالح الشعوب، كما بذلت كل الجهد لإيجاد الحلول القائمة على الوفاق والتفاهم على المستويين الإقليمي والدولي معززة لعلاقاتها مع جميع دول العالم بلا استثناء.
وعلى قدر هذا الإرث الدبلوماسي القائم على نهج حكيم، جاءت مشاعر التعازي التي عبَّر عنها قادة العالم وشعوبه لتجمع البيانات الرسمية على أن الأمة العربية والعالم فقدت زعيما وقائدا حكيما ورمزا لقوة ووحدة السلطنة ورجل السلام الذي عمل بتفانٍ من أجل تعزيز التسامح في العالم.
كما أن تنكيس العديد من دول العالم الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة أعلامها حدادا على المغفور له ـ بإذن الله تعالى ـ جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ رحمه الله ـ يعد من مظاهر التعبير الصادق عن الحزن والتقدير العميق لزعيم له مثالبه في إرساء السلام والاستقرار العالمي.
وبهذا النهج الذي اختطه جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ رحمه الله ـ وبالمكانة التي حققتها السلطنة بين دول العالم نستمر في دورنا كواجهة وعنوان للتسامح والتعايش، ونشر السلام في ربوع العالم.
المحرر
المصدر: اخبار جريدة الوطن
